الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يخاطرون بحياتهم من أجل الألماس

8 أغسطس 2012
كوماجاس (أ ف ب) - أخفى رجل بسرعة كيساً بلاستيكياً صغيراً في فمه يحوي ماساً عثر عليه في الرواسب الرملية على شاطئ جنوب أفريقيا الألماسي بمنطقة ناماكوالاند. وقال وهو يدفع الكيس داخل فمه “هذه خزنتي”. وتنتظر مجموعة منقبين أن يحل الظلام لينقضوا على منجم مهجور قبالة مخيمهم المتواضع، حيث قتل 10 عمال في انهيار ثلجي قبل 3 أشهر. فعمال المناجم غير الشرعيين في جنوب أفريقيا مستعدون للمخاطرة بحياتهم للحصول على حصة من هذه الثروة المعدنية التي يرتكز عليها أكبر اقتصاد في القارة الأفريقية. وفيما مضى، كانت الشركة العملاقة في مجال الألماس “دي بيرز” هي المسيطرة في ناماكوالاند، حيث تمتد حقول الألماس من المحيط الأطلسي إلى حدود ناميبيا. ويعمل فيها 3 آلاف عامل شيدت لهم بلدتين تضمان قاعات ترفيهية وملعب جولف ومدرسة. لكن تم تعليق العمل في مناجمها في 2008، وأصبحت عمليات الشركة في مراحلها الأخيرة. وفرغت البلدتين من سكانها بسبب التباطؤ في النشاط الاقتصادي، لكن عدد المنقبين في هذه الحقول التي تم التخلي عنها ازداد. وقال أندي بينار من مكتب الخدمات الاجتماعية في بلدة كوماجاس إحدى البلدات القليلة في المنطقة “يمكنني التأكيد أن أكثر من 60% من الأيدي العاملة النشطة تشارك في تجارة الألماس غير الشرعية”. وأضاف “إنها تجارة تهدف للاستمرار فقط، نحن لا نتكلم هنا عن مستويات عيش رغيد، بل الصمود فقط”. ولا تبدو آثار الثروة واضحة في كوماجاس فالطرقات قذرة والمنازل متهالكة وكثير من السكان يعولون على المساعدات الحكومية. لكن أحد الشراة الذي ينقب عن الألماس مع مجموعة منقبين يتشارك معهم الأرباح قدر العائدات التي جناها من هذا النشاط الذي بدأه منذ ثلاثة أعوام بـ 400 ألف راند. وقال “لقد تغيرت حياتي بالكامل، ولا يهمني أن أبحث عن وظيفة الآن، فلا حاجة لي بها”. وأضاف “لست رجلاً ثرياً، لكن في وسعي إعالة عائلتي كل شهر”. وأشار إلى أنه كان في الماضي “يجوب الكاب وجوهانسبورج بحثا عن عمل”. ولا تشكل الخسائر الناجمة عن العمل غير الشرعي في المناجم إلا جزءا ضئيلا من هذه الحصة، غير أنها قدرت منذ 4 أعوام بـ5 مليارات راند. لكن المسألة ليست مسألة أرباح فحسب، إذ إن السكان يعتبرون أيضا أن الأراضي ملكهم، ولطالما كانت تحت سيطرة البيض منذ وصول أول المنقبين في عشرينيات القرن العشرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©