وفاة أم وبناتها الثلاث وخادمتين في حريق منزل بعجمان

لقيت أربع مواطنات وخادمتان حتفهن حرقاً واختناقاً صباح أمس في حريق شب داخل منزل بمنطقة الحميدية في عجمان. وتوفي في الحريق الذي أتى على كامل محتويات المنزل أم مواطنة وثلاث من بناتها يبلغن من العمر 7 و11 و14 عاماً، وخادمتان إندونيسية وإثيوبية، في حين نجا الابن الوحيد البالغ من العمر 15 عاماً من الحريق. وكشف العميد صالح سعيد المطروشي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان أن الأم والخادمتين لقين حتفهن احتراقاً، كونهن كن في الطابق الأول عند اندلاع الحريق، بينما توفيت الفتيات الثلاث اختناقاً جراء الأدخنة الكثيفة المتصاعدة من الحريق، في حين تم إنقاذ الفتى من شرفة بالطابق العلوي بعد إنزاله عبر رجال الدفاع المدني، وهو موجود حالياً بالمستشفى للتأكد من عدم تعرضه لمكروه. وأكد العميد المطروشي، خلال مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس في الإدارة، أن الفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، واللواء راشد المطـروشي قائد عام الدفاع المدني، كانا يتابعان الحادث بصورة مستمرة صباح أمس. وأضاف أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً بالواقعة في الساعة 8:56 دقيقة من صباح أمس من سيدة تقول إن هناك حريقاً في منزل بمنطقة الحميدية، دون أن تحدد أي تفاصيل أخرى، وعلى الفور توجهت سيارات الإطفاء والإنقاذ للمنطقة، وبمعاودة الاتصال بالهاتف الذي أبلغ بالحريق لكي يتم الاستدلال على تفاصيل أكثر للموقع لم يرد، حيث تبين فيما بعد أن المتصلة كانت الأم المواطنة التي لقيت حتفها في الحريق. وتابع أنه وعن طريق الأدخنة المتصاعدة تمكن رجال الإطفاء من الوصول للمنزل المحترق في أقل من 6 دقائق، حيث بدأوا في التعامل مع الحريق ومحاولة إنقاذ من بالداخل. ولفت المطروشي، الذي أشرف على عملية الإطفاء في الموقع، إلى أنه انتقل على الفور لمكان الحادث مع ثلاثة فرق للإطفاء والإنقاذ من المنطقة الصناعية والجرف والإدارة العامة، وكذلك المستشار طارق الراشد رئيس النيابة وسالم الدرعي وكيل النيابة والعقيد محمد علي جميرة مدير إدارة المراكز وخبير حرائق تم استدعاؤه من المختبر الجنائي بشرطة دبي والطـبيب الشرعي بشرطة عجمان وقيادات وضــباط الشـرطة والدفـاع المدني في عجمان. وأشار إلى أنه وبعد الانتهاء من إخماد الحريق وتصوير الواقعة أمر وكيل النيابة بتحويل جثة الأم، وهي أرملة، والخادمتين للمختبر الجنائي للتعرف على الأسباب التي أدت للوفاة، كما بدأ الخبير بفحص كل أرجاء المنزل المحترق للتعرف على الأسباب الحقيقية التي أدت للحريق ونقطة بدايته من المنزل. وأكد مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان أهمية أن يتخذ الأهالي في منازلهم كل سبل الحيطة والحذر فيما يتعلق بمصادر النيران في منازلهم والتأكد من تأمين كل الأجهزة التي قد تكون مصدراً لاشتعال النيران قبل نومهم وخاصة خلال شهر رمضان المبارك وزيادة ساعات السهر فيه، كما عليهم التأكد أيضاً من سلامة التوصيلات الكهربائية وعدم تحميلها فوق طاقتها المقررة. وقال إن حوادث الحريق المنزلية قد تقع نتيجة إلى الإهمال أو القصور في معلومات السلامة لدى أفراد الأسرة، مشيراً إلى أن الأجهزة الكهربائية من أجهزة تبريد وسخانات يمكن أن تتسبب في وقوع الحرائق والانفجارات أو وقوع إصابات أو وفيات. ولفت إلى أن السبب الرئيسي للحريق لم يتضح بعد، وأن الأمر حالياً مع المختبر الجنائي، مطالباً بأن تكون هناك روابط لكل المــنشآت في الدولة لتسهيل وصول الجهات الأمنية والإطـــفاء إليها من خلال ربطها بنظام الخرائط، بحيث يتم التعرف على مكان المتصل وتحديده بصورة أدق ليسهل الوصول إليه. وحذر العميد المطروشي من مخاطر تجاوزات اشتراطات السلامة داخل الفلل والمساكن الشعبية والمباني السكنية وغيرها من المنشآت، خصوصاً خلال أشهر الصيف، وما ينجم عنه من ارتفاع في درجات الحرارة. ونوّه بأن الدفاع المدني يقوم، ومن خلال الحملة الوطنية لسلامة الأسر في المنازل على مستوى الدولة، بتقديم برامج توعية وإرشاد لمخاطر الحريق، وكيفية الوقاية منها والتوعية بكيفية التصرف في حالات الطوارئ والإجراءات المطلوب اتباعها. من جانبه، أكد العميد علي علوان قائد عام شرطة عجمان أنه تم تحويل الجثث الثلاث المحترقة للمختبر الجنائي للتعرف على الأسباب التي أدت للوفاة كما ويقوم الطبيب الشرعي بفحصها وتقديم تقريره عنها. وأضاف أنه تمت الاستعانة بخبير حرائق من القيادة العامة لشرطة دبي للتعرف على الأسباب الحقيقية التي أدت للحريق ونقطة بدايته. بدوره أكد حمد عبيد تريم مدير منطقة عجمان الطبية مدير مستشفى الشيخ خليفة، أنه في البداية وصلت جثامين الفتيات الثلاث إلى قسم الطوارئ في المستشفى وكن متوفيات، وبعد ذلك تم إحضار الابن الذي تم أنقذ من الحادث، وكان يعاني من بعـض الأعـراض نتيجة استنشــاقه الدخان الكـثيـف، وأجـــريت له الإســعافات الأوليــة اللازمـة. وأشار إلى أن فرق الإنقاذ نقلت الجثث المحترقة (الأم والخادمتان) للمختبر وتم عرضها على الطبيب الشرعي، بينما سلمت جثامين الفتيات الثلاث إلى ذويهن من أجل دفنها. وأضاف حمد تريم أن الابن الوحيد الذي نجا من الحادث لم يصب بأي حروق، وأن حالــته مستقرة، لافتاً إلى أن الطاقم الطبي قام بإجراء الفحوص الطــبية له والتأكد من سلامته وعدم تعــرضه لأي مضاعفات جراء الحريق.