السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماجدولين عيسى: احذروا الإعلام المسموم

ماجدولين عيسى: احذروا الإعلام المسموم
17 فبراير 2008 01:06
مذيعة ومقدمة برامج تعرف طريقها إلى عقل المشاهد من خلال رزانة الأداء وجدية الطرح· تتقن الإعداد واللغة السليمة، مع ابتسامة عريضة لا تفارق وجهها· حضورها الذكي سرعان ما يختصر المسافات ويزيل الحواجز بينها وبين المشاهد· ماجدولين عيسى، إعلامية سعودية من مواليد جدة· درست الأدب العربي· بدأت حياتها العملية بالبنك العربي الوطني وشغلت منصب مديرة لفرع السيدات، إلا أنها لم تنس عشقها للكلمة والصحافة فاتجهت الى العلاقات العامة ثم صحافية بجريدة الوطن السعودية الى أن انتقلت نحو الصحافة المرئية كمعدة برامج وتقارير اقتصادية واخبارية، ومن ثم مذيعة ومقدمة أخبار وبرامج تلفزيونية أشهرها برنامج ''قطوف أسبوعية'' لسنوات عديدة ثم برنامج ''انجازات'' وأخيرا برنامج ''صباح الاقتصادية'' بقناة الاقتصادية· تقول عن الاختيار الصعب بالعمل في مجال الإعلام: اخترت الطريق الذي وجدت فيه نفسي، وشعرت منذ البداية أنني سأقدم من خلاله شيئا يتفق وقناعاتي الشخصية· ربما كان الأمر شائكا في بداية عملي، لكن الأمر تغير وأصبحنا نرى العديد من الوجوه النسائية السعودية اللاتي حققن نجاحات ملموسة في أكثر من مكان، وفي أكثر من مجال إعلامي سواء كان صحافة أو تلفزيون· لم أتردد عندما سنحت لي الفرصة بالعمل كمذيعة تلفزيونية، وتدربت عبر مراحل العمل المهني كصحافية ومعدة· وأكسبتني الفترة التي قضيتها في البنك خبرات اجتماعية واسعة، كذلك خبرات التعامل مع الضغوط المهنية خلال عملي كصحافية في جريدة الوطن، والحملات الصحافية التي أوكلت اليّ· وأتذكر نجاحاتي الأولى وتشجيع الكثيرين من حولي مما حفزني على خوض التجربة· أنا راضية تماماً بهذا الخيار، وإن كان يأتي أحيانا على حساب اشياء عديدة اخرى· أما عن تحديات الواقع الاجتماعي وخصوصية المجتمع فتقول: لماذا نسميه تحدٍيا؟ لا أعرف لماذا هذا الانطباع عن المجتمع السعودي والمرأة السعودية! المرأة السعودية عملت مذيعة قبل ما يزيد عن أربعين عاما، وسبقت شقيقاتها في دول عربية وخليجية عديدة في هذا المجال، وأفتخر بأن أكون قد حظيت بثقة وتشجيع زوجي وأسرتي وكل الأصدقاء والأهل والزميلات، فأنا أعتقد أن التردد أو الخوف أو عدم الثقة ينبع من دواخلنا أولاً، وهناك كثير من الأشياء نخاف منها ونخشاها وهي غير موجودة على أرض الواقع· قد تقيد خصوصية المجتمع السعودي مشاركة المرأة في مجال معين، أو أن تعمل في قطاع معين، لكن هناك عشرات المجالات التي يمكن من خلالها اثبات كفاءتها، وأظن أن المجال الإعلامي في مقدمة هذه المجالات· واذا كان عدد النساء اللاتي يعملن في المجال الإعلامي ما يزال قليلا مقارنة بغيره من المهن، فربما يرجع ذلك الى تدني النظرة المجتمعية لدى البعض، لكن هذه الحالة ما زالت موجودة أيضاً في دول عربية كثيرة، وربما ترتبط بمناطق معينة في نفس البلد· وعما اذا كانت نظرة المجتمع السعودي الى المرأة قد تغيرت، تقول ماجدولين: إذا كانت الحياة قد تغيرت وتطورت فلابد أن ينعكس هذا التغير والتطورعلى المرأة والرجل معاً، فالمرأة لا تعيش بمعزل عن الرجل بطبيعة الحال، والمجتمع السعودي له قيمه وعاداته وتقاليده التي نجلها ونحترمها، ولا يجب أن يفهم التطور أو أي تسمية أخرى على أنه خروج عن المألوف، أو التحرر من القيم· ولا ينبغي فهم تحرر أو تطور الإعلام على أنه مجال للتخلص من قيم وثقافة المجتمع، فالتلفزيون والإعلام بشكل عام ''مرآة'' للواقع، وواقعنا الاجتماعي يميزنا ونفخر به وعلى الجميع ان يحترم هذه الخصوصية· أعتقد ان نظرة المجتمع السعودي الى المرأة قد تغيرت بشكل ايجابي، وما تنهض به المرأة السعودية في كافة المجالات أمر يدعو الى المزيد من الفخر والاعتزاز· وتدافع ماجدولين عن التلفزيون السعودي أمام الذين يذهبون الى أنه لا يحفز المشاهد على متابعته مقارنة بفضائيات عربية أخرى، بالقول: أرى أن أصحاب هذا الرأي يجانبهم الصواب، حتى اذا كانت المقارنة مع الفضائيات التي تعتمد على العري والإثارة· هذا الأسلوب كان ''موضة'' وانتهت، والمشاهد العربي ازداد وعيه، وهذه الفضائيات لها جمهورها، فمن يرغب في هذا اللون أو ذاك فهو وما أراد· السماء مفتوحة، و''الريموت'' في يد المشاهد، لكن لا ننسى أن القنوات الجادة التي تقدم إعلاماً هادفاً ومحترماً لها جمهورها ومشاهديها، وأعتقد أنهم كثر، فالتنافس يكون بين القنوات المتشابهة في الهدف والمضمون، ونخرج قنوات العري والإثارة من المقارنة حتى تكون مقارنتنا متكافئة· وتؤكد ماجدولين أننا أمام هجمة اعلامية غربية شرسة ومستمرة، وليست جديدة وتحذر من الانسياق وراءها، وعلينا أن نعي تماما أن صد هذه الموجات الغريبة لن يتأتى الا بالمزيد من الوعي، والثبات والتمسك بالقيم الأصيلة التي تميزنا، دون أن نهمل أهمية تغيير ومواكبة العصر، وتطوير مضمون وشكل وأهداف الخطاب الإعلامي، فلن يحترمنا الآخرون ان تخلينا عن ثوابتنا، حتى لايصبح المشاهد العربي صيدا سهلا للإعلام المسموم· أما عن قفزاتها البرامجية، فتقول: من الأهمية ألا أقف عند محطة معينة، وبعد مشواري الطويل في الإعداد والتقديم وآخرها برنامج ''انجازات'' فكرنا في برنامج منوع شامل يقدم وجبة إعلامية دسمة وخفيفة في الوقت نفسه، فكان ''صباح الاقتصادية'' ومدته ساعة وخمس واربعون دقيقة، بالاشتراك مع زملاء وزميلات نطرح فيه شتى أنواع المعرفة من موضوعات اجتماعية واقتصادية وعلمية وموضوعات أسرية وتربوية وأزياء وموضة وصحة وطب وتكنولوجيا في اطار خفيف وشائق، وتنوع يرضي حاجة المشاهد ونستضيف فيه المختصين كل في مجاله للمشاركة بالرأي والطرح، كما نتفاعل فيه مع المشاهد بشكل مباشر، وباعتماد تقنيات عصرية في الاتصال بطبيعة الحال، ونأمل أن ينال اقبال وإعجاب المشاهدين· لغة خاصة ماجدولين تتعامل مع الكاميرا- كما تقول- ''بلغة خاصة'' لن تنغير إلا بالاستفادة من تراكم الخبرة، واحترام عقلية المشاهد، وهذا الاحترام يستلزم الإعداد الجيد والأداء الرصين والبساطة والعفوية بعيدا عن الزيف أو المبالغة، ومن دون الخروج عن القواعد المهنية التي تحكم عمل المذيع أو المذيعة، فالإعداد الجيد والطرح الراقي والموضوعية والابتعاد عن التكلف والتجمل أدوات مقدم البرامج، حتى ان تطلب الأمر قدراً من المرونة، فالمرونة المهنية أيضا مطلوبة، والتفاعل مع الحدث ومع المشاهد أمر مطلوب وضروري لكن لابد ان يكون في سياق الالتزام والانضباط الخلقي والمهني والإنساني في وقت واحد·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©