السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا تظنوني يائساً

17 أغسطس 2011 22:56
لماذا نحكم على احترافنا الكروي العربي بأنه ممسوخ، مشوه ومن الخيمة خرج مائلاً؟، لماذا نجزم بأن بيئتنا الكروية ليست رحماً نظيفاً وسليماً، وبالتالي فإن الولادات إما تكون قيصرية أو عسيرة أو كاذبة في أحايين كثيرة؟. لماذا نختار دائماً أن نمشي دروبنا المظلمة والعسيرة من دون نيزك يضيء عتمة الطريق؟، لماذا يصيبنا سعار غريب، كلما ركبنا صهوة التغيير الذي يأتي بمحض إرادة أو بإكراه الظروف أو بإلزامية التنفيذ المعجل؟. لماذا نقف اليوم فرادى وجماعات باكين ومتباكين أمام احتراف إما ولد معاقاً، فلا أمل يرجى منه، وإما يتمخض كذاك الجبل فلا يلد إلا الوهم؟. أدركت من خلال رصد سريع لتجارب احترافية عمرت في دول عربية زمناً غير طويل، وأخرى هي في طور الميلاد وثالثة هي في عمق المخاض، أن تضاريس البيئة الكروية العربية وعرة ومناخها متقلب، ما يقول إن الاحتراف إن حضر ،فإنه يأتي مصطنعاً وغير طبيعي، لذلك يظل مهدداً على الدوام بالموت إن لم يكن احترافاً ميتاً سريرياً. والمشكلة هي ثعبان بثلاث رؤوس، إن قطعت واحدة عاش بأخرى وجرعات السم عنده لا تنتهي. المشكلة الأولى أن الكثير من أنديتنا عاشت بنظام الريع الذي يتقاطع جوهراً ومضموناً مع نظام الاستثمار الهادف للربح، إذ برغم أن ظاهر الأندية محكوم بأسلوب مقاولاتي في التدبير، إلا أن لا تطابق بين ما تصرفه الأندية وما تحققه من عائدات. المشكلة الثانية أن في اتحاداتنا من فتش في أنظمة الاحتراف الأوروبية عن الذي يتطابق مع بيئته فتسوق نمطاً وأشاعه بين الأندية، ففضحت الفوارق المهولة خطأ القفز على الخصوصيات. أما المشكلة الثالثة وهي الأخطر أننا كعرب وجدنا صعوبة كبيرة في إنجاح الانتقال الاحترافي لوجود عقلية مانعة للانتقال وحاجبة لضوء التغيير.. ومتى ظلت هذه العقلية حاضرة، متى ظل الاحتراف العربي، إما حبراً على ورق، وإما مولوداً مصاباً بعاهة مستدامة. بالقطع ليس هذا خطاب تيئيس، فما كنت يوماً من الذين يقطعون أوردة الأمل ويجففون ينابيع الحلم، ولكن هي محاولة لفهم معطلات الاحتراف، فإن لم نبادر في أول الأمر إلى تنظيف البيئة وتحرير المشهد الكروي من استبداد العقلية الهاوية البائدة وإقرار منظومة قانونية متماسكة ومندمجة، فإننا لن ننجح أبداً في سن احتراف متطابق قد لا يكون له من حيث العمق أي علاقة بأي احتراف آخر، ولكنه احتراف بهوية عربية، ما دام أن بيئاتنا الكروية تختلف فيها التضاريس ولكن تتوحد فيها العقليات. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©