السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إيبولا».. وقيود النقل الجوي

2 سبتمبر 2014 23:40
تود فرانكل محلل سياسي أميركي كان من المفترض أن يسافر «توم فريدن»، مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إلى غرب أفريقيا يوم الاثنين قبل الماضي لقياس الآثار الناجمة عن أسوأ موجة لتفشي مرض إيبولا يشهدها العالم، غير أنه تم إلغاء الرحلة. وأجبرت شركة خطوط «بروكسل» الجوية على إيقاف الرحلات إلى المناطق المتضررة بعد رفض السنغال في نهاية هذا الأسبوع السماح للشركة ومقرها بلجيكا أن تهبط في العاصمة داكار لإجراء تغييرات في طاقمها، وبذلك، فإن السنغال تكون قد أرسلت إشارة واضحة أنها لا تريد أي رحلات تتعلق بتلك المتجهة إلى ليبيريا أو غينيا أو سيراليون، حيث يتفاقم تفشي المرض هناك. وكانت هذه الخطوة هي آخر ما قام به عدد متزايد من الدول وشركات الخطوط الجوية التي يبدو أنها تريد درء تهديد إيبولا من خلال إيقاف السفر من وإلى الأماكن التي تواجه الفيروس. وقال «جيرمي كونيينديك»، مدير مكتب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للمساعدات الخارجية في حالات الكوارث، إن «فريدن» ، إلى جانب عدد آخر من المسؤولين الأميركيين، سارعوا إلى السفر عبر واحد من الخيارات القليلة المتبقية في المنطقة – وهي شركة طيران «دلتا» للوصول للعاصمة الليبيرية ، والتي وصلت يوم الأحد. وقد أصاب هذا العدد المتزايد من حالات إلغاء رحلات الطيران وإغلاق الحدود مسؤولي الصحة العامة في جميع أنحاء العالم بالذعر. كما أخافت هذه التطورات السكان في الأماكن المتضررة والذين يخشون من أنهم قد يكونوا محاصرين داخل حدودهم الوطنية. وهم أيضاً يشعرون بالقلق بشأن العواقب الاقتصادية الناجمة عن هذا الأمر. ومن جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن هذه القيود ستجعل التعامل مع تفشي المرض أكثر صعوبة. ورأت المنظمة أن نقل الإمدادات الطبية وموظفي الصحة قد بات أيضاً أكثر صعوبة. واعترف «ديفيد نابارو»، الذي يقود جهود الاستجابة لمرض إيبولا في منظمة الصحة العالمية، بأن الانتشار غير المسبوق للمرض على نطاق واسع يثير الرعب، لكنه أكد أهمية الإبقاء على المسارات الجوية العادية والحدود الطبيعية. وقال «نابارو» في مدينة فريتاون، عاصمة سيراليون، «نعم إننا نتفهم ذلك، ولكن على الجانب الآخر ، فإن هذه الإجراءات تجعل العمل برمته أكثر مشقة»، في إشارة منه إلى القيود التي تفرضها دول المنطقة. أما «كيجي فوكودا»، المدير العام المساعد لشؤون الأمن الصحي بمنظمة الصحة العالمية، فقد ذكر أنه من الضروري استعادة الثقة في شركات الطيران والحكومات الأجنبية. يذكر أنه يتم فحص الركاب للتأكد من عدم وجود حمى أو أي أعراض أخرى للمرض قبل صعودهم إلى الطائرة في الدول التي ينتشر بها مرض الإيبولا. وحتى إن وجد أحد الركاب المصابين بالمرض مقعداً في الطائرة، فإن انتقال الفيروس - الذي لا ينتقل عبر الهواء ويتطلب اتصال مباشر مع سوائل الجسم – يكون صعبا. وقال «فودوكا» إنه يجب تحذير الركاب وطاقم الطائرة، وأضاف «إننا نعتقد أنهم معرضون لخطر ضئيل جداً من الإصابة بمرض الإيبولا». وفي الشهر الماضي، أوقفت شركة الخطوط الجوية «آسكي» رحلاتها إلى ليبيريا وسيراليون عقب وفاة راكب ليبيري أثناء الرحلة المتجهة إلى لاجوس في نيجيريا، إثر إصابته بالمرض وتسببه في حدوث تفش محدود للفيروس. وفي نيجيريا، أوقفت شركة الخطوط الجوية «أريك إير»، أكبر ناقل جوي بالدولة رحلاتها إلى ليبيريا وسيراليون، ثم أصبح طيران الإمارات أول لاعب رئيسي يلغي رحلاته المتجهة إلى غرب أفريقيا. وبالمثل أوقفت شركات الخطوط الجوية «كوت ديفوار إير» و«شركة الخطوط الجوية البريطانية» رحلاتهما إلى تلك المناطق. ودفع تفشو فيروس «إيبولا» الخطوط الجوية الكورية إلى إيقاف رحلاتها الأسبوعية الثلاث إلى نيروبي، على الرغم من أن كينيا تقع في الجانب الآخر من القارة الأفريقية. ومن ناحية أخرى، تم أيضاً إغلاق الحدود، حيث منعت جنوب أفريقيا دخول المسافرين القادمين من غينيا وليبيريا وسيراليون، وبالمثل، أغلقت السنغال حدودها مع غينيا، وأغلقت تشاد حدودها مع نيجيريا. وفي الأسبوع الماضي، أوقفت شركة الخطوط الجوية الكينية رحلاتها المتجهة إلى ليبيريا وسيراليون. أما شركة الخطوط الجوية الصغيرة «جامبيا بيرد» فقد أوقفت بالفعل رحلاتها المتجهة إلى الأماكن المتضررة. وفي سيراليون، لا توجد سوى شركتين تجاريتين فقط للنقل الجوي – وهما «رويال إير ماروك» و«إير فرانس» - اللتين ما زالتا تخدمان مطار لوينجي الدولي. وتتعرض شركة «إير فرانس»، التي تقوم برحلات إلى غينيا وسيراليون، لضغوط من طاقم الاتحاد لوقف رحلاتها لأن بعض موظفيها يشعرون بالقلق من تعرضهم للإصابة بالفيروس القاتل. وذكر الاتحاد أن استمرار الرحلات «لا يمكن تصوره» نظراً للمخاطر. لكن الخطوط الجوية الفرنسية قالت إنها درست هذه القضية، وتعتقد أنه يمكن الحفاظ على جدولها بصورة آمنة. وفي مدينة «فريتاون»، أشعلت حالة من الشكوك حول خيارات الرحلات الجوية الإشعاعات. وتم حجز الرحلات القليلة المتبقية بالكامل. ويفكر السكان الذين قد يبقون في القفز إلى إحدى الطائرات حتى لا يظلوا عالقين في حالة إغلاق المطار. وقال «جيفري أونور رينير»، الذي يدير شركة «في إس إل» للسياحة بمدينة فريتاون «إن الأمر وصل إلى حد الهوس». وكانت الشركة تتعامل مع أحد العملاء، الذي يرغب بشدة في السفر إلى أوروبا، وقام بحجز الرحلة مرتين– على شركة «جامبيا إير» ثم على شركة خطوط بروكسل الجوية – لكن الشركتين قامتا بإلغاء الرحلة، ولا يمكنه إيجاد رحلة أخرى. ويمثل وضع الرحلات الجوية عبئاً بالنسبة لوفد منظمة الصحة العالمية الذي يزور مدينة فريتاون حالياً. فقد كان من المفترض أن يسافر أعضاء الفريق على شركة خطوط بروكسل الجوية. ويوم الاثنين، كان الحديث يدور حول مفاوضات الشركة مع دول أخرى للدخول حتى يمكن تغيير الطاقم. وربما يتم استئناف الرحلات. وقال موظفو منظمة الصحة إنهم يأملون أن تتيح لهم الأمم المتحدة طائرة صغيرة لنقلهم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©