الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيات يرفعن شعار: اخطبي لنفسك

فتيات يرفعن شعار: اخطبي لنفسك
8 أغسطس 2012
أن يخطب الرجل لابنته أمر قد يتقبله البعض بصعوبة، ولكن أن تقوم الفتاة بالخطبة لنفسها في مجتمع يقدس حياء المرأة وخجلها، أمر يرفضه الكثيرون معتبرين أنه تصرف "وقح" وجريء، ومحاولة لقلب موازين الحياة، في حين تراه الفتاة حقاً شرعياً وحاجة ملحة تثيرها الرغبة في تحقيق الاستقرار وتجاوز العقبات والمشاكل التي تجعل الزوج يحجم عن الزواج ويرفضه. في هذا التحقيق نسلط الضوء على "خطبة الفتاة لنفسها"، ونعرض تجارب للبعض وآراءهم.. فهل يقبل الرجل بامرأة تخطبه لنفسها؟؟ وهل تملك المرأة الجرأة والصراحة الكافية لتفتح قلبها لرجل تطلبه أن يكون شريكها بالحلال؟. في هذا الصدد تقول "د.ح" أردنية مقيمة في الإمارات، ومتزوجة منذ سنتين، إنها من بادرت بطلب الزواج من زوجها، فهي لا ترى حرجا في التعبير عن مشاعرها وأحاسيسها، خصوصا أن الإسلام على حد قولها أباح أن تخطب المرأة لنفسها، ولم يمنع مثل هذا التصرف، فلم الخجل من أن تعبر الفتاة عن رغبتها بالزواج من الرجل الذي تراه جديراً بأن يشاركها حياتها وتسرد "د.ح" كيف طلبت الزواج من زوجها: "لقد تعرفت على زوجي عن طريق بعض الأصدقاء المشتركين؛ ومنذ الوهلة الأولى شعرت بأن هذا هو الرجل الذي علي أن أكمل حياتي معه". صراحة "د.ح" وجرأتها لم تزعج زوجها (ي.م) فهو يقول حين طلبت مني الزواج ظننتها تمزح لكوني اعتدت في مجتمعنا أن يبادر الرجل بطلب الزواج وليس العكس، ولكني حقا كنت أرغب أن تكون هي المرأة التي تشاركني العمر بأكمله، فوافقت لأني كنت أبادلها المحبة، فأنا اعرفها منذ فترة طويلة امرأة ناضجة ومثقفة وصاحبة أخلاق عالية، فلم أرفض؟، صحيح أن مجتمعاتنا ترفض هذا التصرف، وتعتبره "قلة حياء ووقاحة" غير إني أراه منتهى الحب، لأنه إذا لم تصل الفتاة لدرجة عالية من الحب لما قامت بمثل هذا الفعل. وتروي لنا الموظفة رنا الفزلي (24 سنة)، قصة مشابهه حدثت لأحد أقربائها الذي تعرف على إحدى الفتيات أثناء دراسته حين كان طالباً يافعاً لم يبدأ حياته بعد، فاقترحت عليه الزواج ومساعدته في أمور الحياة، فوافق وتم عقد القرآن، وهما الآن في منتهى الحب ويجمع بينهما طفلان جميلان. ورغم هذه القصة التي ترويها رنا بنفسها، إلا أنها ترفض التصرف تماما، وتقول إنه لا يمكن لها أن تتصرف بهذه الجرأة مع أي رجل مهما كانت المشاعر التي تكنها له، فهي ترى أن هذا الأمر يخدش حياء المرأة وكرامتها ويتنافى مع تقاليد مجتمعاتنا العربية المحافظة، وهي تسأل نفسها: "ماذا لو فعلتها وتم رفضي، ألن أشعر بخدش في كبريائي؟ ألن تجرح مشاعري؟ ألن يجعلني ذلك أكره الزواج و"سيرته “، أنا حتما سأشعر بالخجل من نفسي إذا فعلتها". وتوافقها في الرأي فاطمة محمد"مصممة ومطورة برامج إلكترونية" في أن هذا الأمر غير مقبول في مجتمعنا الذي يقدس حياء المرأة وتعففها، كما أنها ترى أن الرجل هو من عليه أن يبادر بطلب الزواج لا الفتاة؛ لسببين أحدهما أنه هو القوام، والسبب الآخر لتفادي أية مشكلة يمكن أن تحصل مستقبلا تنتهي بـ"معايرة" الزوج لها. ويقول عبدالعزيز عبدالله، -مهندس طيران ومتزوج، إن مثل هذا التصرف غير مقبول ويدل على شخصية غير سوية، وأنه من المحال أن يقبل بالزواج من فتاة تعرض نفسها عليه حتى لو كانت في قمة الأدب والأخلاق؛ لأن ذلك ينقص من قدرها ومكانتها لديه، فجمال المرأة بحيائها وخجلها، وحين تفقدهما لا يبقى شيء. أما مشاعل محمد (23 سنة) طالبة في كلية الاتصال الجماهيري، فتقول إنها لا تمانع في أن تطلب الزواج من أي رجل قد تعجب به، ولكن حتما ليس بالطريقة المباشرة التي ستعرضها للكثير من الحرج ولأمور هي في غنى عنها، وإنما تفضل أن تلجأ للطرق الغير مباشرة كأن تلمح لإحدى أخواته بإعجابها بأخيها، و أن تحاول التقرب لأمه. ويوافقها سيف الخطيب (23 سنة) طالب يدرس إدارة الأعمال، انه لا يمانع في الزواج من أي فتاة تريد الارتباط منه، ولكن بشرط أن يكون لديه دراية بخلفية الفتاة البيئية وبأخلاقها وبمن تكون. ويؤيدهم في القول فوزي إبراهيم (36 سنة) "خاطب"، في أنه لا يرى أي عيب في أن تختار الفتاة شريك حياتها كما الرجل تماما، خصوصا إذا ما فاتها قطار الزواج، كما يروي لنا فوزي قصة مشابهه حدثت له، حيث بادرته الفتاة التي يحبها بطلب الزواج قبل أن يفعل هو، ويضيف فوزي بأنه لا يرى مانعا أو حرجا من أن تطلب الفتاة الزواج من الرجل الذي تحبه شرط أن يبادلها الشعور، وإذا لم يكن كذلك فهو أيضا أمر عادي، فمن حقها أن تختار شريك المستقبل، وأن تستغل الفرص المتاحة أمامها لكي تنشئ أسرة. من ناحيته يقول الدكتور حسن المرزوقي مساعد عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الإمارات العربية المتحدة، "إن بعض الفتيات اتخذن هذا الأمر، وقمن بالخطبة لأنفسهم بحجة أن السيدة خديجة رضي الله عنها، قد سبق وفعلت ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث خطبته لنفسها، والحقيقة أن السيدة خديجة رضي الله عنها قد قامت بإرسال وسيط يخبر النبي عليه الصلاة والسلام برغبتها في الزواج، ولم تفعل ذلك بطريقة مباشرة. ولكنه يصيف: أن الشرع لا يمانع في أن تختار الفتاة زوجا لنفسها ترى فيه تديناً واستقامة وصلاحاً، على أن لا تقوم بطلبه للزواج مباشره، وأن يكون ذلك عن طريق وسيط يلمح أيضا بطريقة غير مباشرة كأن يصف صلاح الفتاة للرجل الذي تريده. ويعزو المرزوقي سبب هذا التصرف إلى جو الاختلاط بين الرجل والمرأة المنتشر في العمل والجامعات والإنترنت، بحيث أصبحت الفتاه أكثر جرأة في الكشف عن مشاعرها، كما حذر من أن هذا التصرف سيعرض الفتاة لأمور هي في غنى عنها وسيفتح أبوابا لمشاكل مجتمعية لا تعد ولا تحصى؛ وأنه على المرء أن يراعي المجتمع والبيئة المحيطة به. كما ينصح المرزوقي الفتيات بعدم التسرع في مثل هذه الأمور المصيرية وأن لا يجعلن الخوف من العنوسة سببا يدفعهن لمثل هذا التصرف، فكما قدر الله المأكل والملبس والمشرب فهو أيضا قدر الزواج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©