الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزكاة تطهر القلوب وتحمي من الأحقاد وورد ذكرها في أكثر من 30 آية

الزكاة تطهر القلوب وتحمي من الأحقاد وورد ذكرها في أكثر من 30 آية
17 أغسطس 2011 22:28
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، تكررت في أكثر من ثلاثين آية بالقرآن الكريم فرضت في المدينة في السنة الثانية للهجرة، ولأهميتها قرنها المولى سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بالصلاة في اثنين وثمانين موضعاً قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) «البقرة -11»، وقال: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) «سورة الحج، الآية - 41». وقد أحصى العلماء للزكاة اكثر من ستين فائدة دينية واجتماعية، وذكروا منها أنها طهارة لنفس وقلب الغني من الشح، وترويض على البذل والعطاء، وفي الجانب الآخر طهارة لنفس المحروم من الحسد والبغض، وطهارة للمجتمع كله من الفساد وأداة لتحقيق التكافل الاجتماعي وتنمية للمال وتعود المؤمن البذل والسخاء والكرم والجود قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) «سورة التوبة - الآية، 103». والزكاة وسيلة لتحقيق التكافل فقد أوجب الله سبحانه وتعالى أن يعطي الغني الفقير حقاً معلوماً مفروضاً لا تطوعاً ولا منة، قال تعالى: (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) «سورة الذاريات - الآية 19»، والمسلم يؤديها طوعاً، طاعة لله والتزاماً بعبوديته، لكن هذا لا يمنع من أن يجد أثرها ومنفعتها في دنياه وآخرته، لنفسه ومجتمعه. تحصين المال والزكاة تحصن المال وتصونه لصاحبه من تطلع الأعين وامتداد أيدي المجرمين وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء»، «رواه الطبراني، وأبوداود». والإنفاق لله يجلب سعة الرزق ويقضي الحاجات ويكون سبب الفوز والنجاح والشفاء ونيل المأمول، والصدقة تحفظ صاحبها من أهوالِ يوم القيامة فهي ظله حتى يتم حسابه، كما أنها وقاية له من نار جهنم. ومن الفوائد الاجتماعية للزكاة توفير مصدر رزق مستقر لعائل الأسرة وتعمل على حفظ العلاقات الأسرية، وهي عون للعاجزين من المعوقين والمرضى وصغار السن واليتامى، فهذا يعطي من مال الزكاة ما يبغيه جبراً لضعفه ورحمة لعجزه وأيضاً العمل على تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على بعض المهن ليكونوا أفراداً منتجين نافعين للمجتمع، وهي عون لذوي الحاجات الطارئة مثل الغارمين الذين اضطروا للاستدانة ولم يستطيعوا الوفاء وأبناء السبيل من الغرباء المنقطعين عن أهلهم ووطنهم وضحايا الكوارث، وتساعد الشباب على تحصين النفس بالزواج والهروب من شبح العنوسة للفتيات، ووسيلة دعم لمعاهد القرآن الكريم والجامعات الدينية والتخصصية مع دورها في كفالة طالب العلم. وتساعد الزكاة على حل مشكلة البطالة عن طريق توجيه جزء من الأمول لإقراض الشباب للمشاريع الصغيرة أو لبناء الدولة مشاريع ضخمة تساعد على استيعاب الكثير من أفراد المجتمع للعمل. إزالة الأحقاد وتلعب الزكاة دوراً أساسياً وكبيراً في إزالة الأحقاد والضغائن من صدور الفقراء والمعوزين، عندما يرون تمتع الأغنياء بالأموال وعدم انتفاعهم بشيء منها، فربما يحملون عداوة وحقداً، فإذا صرف الأغنياء لهم شيئاً من أموالهم زالت هذه الأمور وتحققت المودة والوئام. وفيها تنمية للأموال وتكثير لبركتها، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما نقص مال من صدقة». ويعتبر الركود الاقتصادي من أخطر المشكلات التي عاناها الاقتصاد العالمي، من هنا اتجهت الدراسات إلى البحث عن وسائل في الاقتصاد الإسلامي لمعالجة هذا الركود، وتؤكد دراسة حديثة أن الإسلام وضع الزكاة كإحدى الوسائل لعلاج هذه الأزمة، فالزكاة لها دور فعال في تحريك عناصر الإنتاج المعطلة، ولها أثر واضح في توزيع الدخل والثروة، كما أن بعض أحكام الزكاة لها تأثير دائم للحد من الركود الاقتصادي. والإسلام يدعو الناس إلى أن يتحرروا من عبودية الدرهم والدينار، وأن يعملوا على تحريك رأس المال واستثماره وإنفاقه فيما ينفع المجتمع، وشدد على عدم كنز المال وتجميده وتعطيله عن أداء رسالته في الحياة الاقتصادية، ونزل في ذلك آيتان من كتاب الله تهددان بأشد الوعيد للكانزين الأشحاء، فقال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) «التوبة 34 - 35». والاكتناز في الفكر الإسلامي يشمل منع الزكاة وحبس المال، فإذا خرج منه الواجب لم يبق كنزاً. ولم يعرف العالم بأسره نظاماً اقتصادياً مثل النظام الإسلامي في حله لمشكلة تراكم الثروة المعطلة من دون أن تستثمر، والزكاة تعمل على سرعة دوران رأس المال إذ تشجع صاحب المال على استثماره حتى يتحقق فائض يؤدي منه الزكاة. تكافل اجتماعي ومن ثم فقد استفاد صاحب المال منه بالربح، وأفاد المجتمع بأداء حق المستحقين بالزكاة، وهذا ما يؤدي إلى دوران رأس المال وتحريكه. ونظراً لأن الإسلام لا يتعامل بالفائدة، فإن هذه الاستثمارات ستكون في أصول إنتاجية تحتفظ بالقيمة الحقيقية لرأس المال في صورة قوة شرائية. إن الزكاة وسيلة فعالة لإعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع على أساس عادل، فالزكاة ليست مجرد سد جوع الفقير أو إقالة عثرته بكمية قليلة من النقود، وإنما وظيفتها الصحيحة تمكين الفقير من إغناء نفسه بنفسه، بحيث يكون له مصدر دخل ثابت يغنيه عن طلب المساعدة من غيره فتعين كل قادر على الإنتاج، وبذلك تخلق طاقات إنتاجية، بحيث يصبح جميع أفراد المجتمع من المنتجين. وللزكاة على مستوى الاقتصاد الكلي دور أساسي في السياسة المالية من خلال تحقيق المستويات المناسبة من الأسعار، وتكييف نمط الاستهلاك بتوفير القدر اللازم من السلع والخدمات التي تكفل مستوى لائقاً للمعيشة. والإسلام العظيم بتعليماته الرائعة، ونظام الزكاة فيه، وجه إلى مكافحة الجوع في مجتمعاته ويدعو إلى إطعام الطعام وجعله أرقى أنواع الصدقات، وهكذا يصف القرآن حواراً مع أهل النار، فقال: (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين) «سورة المدثر، الآيات 42 - 44». ويرى العلماء أنه ينبغي لمخرج الزكاة أن يذهب بنفسه إلى الفقير والمسكين ليرى الحاجات فيشكر الله على ما هو فيه من النعمة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©