السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الله الصمد..ليس كمثله شيء

13 أغسطس 2015 23:23
أحمد محمد (القاهرة) جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا صف لنا ربك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شيء هو، ومن أي جنس هو، من ذهب هو أم نحاس أم فضة، وهل يأكل ويشرب، وممن ورث الدنيا ومن يورثها، فأنزل الله تبارك وتعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، «سورة الإخلاص»، وقال جابر، نزلت السورة عندما قالوا يا رسول الله، انسب لنا ربك. قال أبي بن كعب، الصمد الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله تعالى لا يموت ولا يورث، ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء. قال الطبري، ذُكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب رب العزة، فأنزل الله هذه السورة جواباً لهم، وقال بعضهم بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه، فقالوا له هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله، فأُنزلت جواباً لهم. الشريف والعظيم والله الصمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، ولا يأكل ولا يشرب، وقد كمل في سؤدده، والشريف الذي كمل في شرفه، والعظيم الذي عظم في عظمته، والحليم الذي كمل في حلمه، والغني الذي كمل في غناه، والجبار الذي كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه هذه صفته، لا تنبغي إلا له، هو الباقي الذي لا يفنى، ولم يكن له كفواً أحد، لم يكن له شبيه، ولا عدل، وليس كمثله شيء، وإن الله لم يكافئه أحد من خلقه، ولم يكن له صاحبة. وقال الفخر الرازي، سميت السورة بـ «الإخلاص» لأنه ذكر فيها صفات الجلال، ولأن من اعتقده كان مخلصاً في دين الله، ولأن من مات عليه كان خلاصه من النار. ثلث القرآن واشتهر في الأحاديث أن قراءة هذه السورة تعدل قراءة ثلث القرآن، ولعل الغرض منها أن المقصود الأشرف من جميع الشرائع والعبادات، معرفة ذات الله وصفاته وأفعاله، مشتملة على معرفة الذات، فكانت معادلة لثلث القرآن. والواحد والأحد ليسا اسمين مترادفين، قال الأزهري لا يوصف شيء بالأحدية غير الله تعالى، لا يقال رجل أحد ويقال رجل واحد، وأحد صفة من صفات الله تعالى استأثر بها فلا يشركه فيها شيء، وذكروا في الفرق بين الواحد والأحد وجوهاً، أحدها أن الواحد يدخل في الأحد، والأحد لا يدخل فيه، والواحد يستعمل في الإثبات، والأحد في النفي. مقامات الطالبين وقوله «هو الله أحد» ألفاظ ثلاثة، وكل واحد منها إشارة إلى مقام من مقامات الطالبين، الأول مقام المقربين وهو أعلى مقامات السائرين إلى الله، وهؤلاء هم الذين نظروا إلى ماهيات الأشياء وحقائقها من حيث هي هي، فلا جرم ما رأوا موجوداً سوى الله، لأن الحق هو الذي لذاته يجب وجوده، وأما ما عداه فممكن لذاته، والممكن لذاته إذا نظر إليه من حيث هو هو كان معدوماً، فهؤلاء لم يروا موجوداً سوى الحق سبحانه. والثاني مقام أصحاب اليمين وهو دون المقام الأول، لأن هؤلاء شاهدوا الحق موجوداً وشاهدوا الخلق أيضاً موجوداً. والثالث مقام أصحاب الشمال، وهو أخس المقامات وأدونها، وهم الذين يجوزون أن يكون واجب الوجود أكثر من واحد، وأن يكون الإله أكثر من واحد، فقرن لفظ الأحد بما تقدم رداً على هؤلاء وإبطالاً لمقالاتهم، فقيل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©