بن سيف: «متحف صقر القاسمي» يضم وثائق تؤرخ لماضي الإمارات

لم يكن المواطن محمد سيف يعلم أن هوايته في جمع المقتنيات الأثرية والمخطوطات القديمة والعملات والصور النادرة وبعض خطب جده الشيخ أحمد بن سيف سوف تتحول يوما ما إلى متحف أهلي يقصده الزوار. فقبل أكثر من 25 عاما بدأ «بو أحمد» تجميع مفردات معرضه الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة الأسبوع الماضي إيذانا ببدء فتحه أمام الزوار من أبناء الإمارة والسياح الراغبين في معرفة تاريخ دولة الإمارات مئات من الصور والمخطوطات التى يعود تاريخ بعضها لأكثر من 900 عام والخرائط القديمة وغيرها من المقتنيات الأثرية ضمها المتحف الذي أقيم داخل منزل المواطن في منطقة الظيت الجنوبي. يقول أحمد بن سيف إنه بدأ في تجهيز المكان في العام الماضي بعد الانتهاء من تجميع المقتنيات والذي استمر على مدى سنوات طويلة. في مدخل المعرض باب منزل جد أحمد بن سيف يعود تاريخه لعام 1306 هجرية انتقل من مكان إلى مكان حتى استقر في منزل الحفيد وبجواره مخطوطات أثرية بينها خطبة العيد لجد صاحب المعرض الشيخ أحمد بن سيف ألقاها صباح يوم عيد الأضحى قبل 125 عاما ومجموعة من الصور النادرة للشيخ صقر جد حاكم الشارقة ولبعض حكام الإمارات الكرام. يقول محمد بن سيف تم ترتيب مقتنيات المتحف بحيث يستطيع الزائر التعرف على محتوياته بصورة ميسرة ففي قسم الصور هناك خرائط لمنطقة الخليج العربي يعود تاريخها لأكثر من 100 عام وفي قسم المقتنيات الأثرية نماذج لدلال القهوة التي استخدمها أبناء الخليج على مر التاريخ وتلفونات قديمة تؤرخ لتطور استخدام هذا الجهاز وجهاز جرامفون وترس من الجلد كان يستخدم كدرع في الحروب يعود تاريخه لأكثر من 900 عام إلى جانب العديد من القطع الأخرى التي تحكي كل منها صفحات من تاريخ الخليج العربي، ففي المتحف مراسلات بين حاكم الشارقة والجد الأكبر لـ»بو أحمد» تعود لأكثر من مائة عام ونموذج لعقود البيع التي كانت تستخدم في السابق ورسائل لمستخدمين في المصالح الحكومية وكل هذه المخطوطات يمكن من خلالها التعرف على الطريقة التي عاش بها الأجداد والتي اعتمدت بشكل رئيسي على الثقة المتبادلة بين الأشخاص وبعضهم البعض إلى جانب روح الود والاحترام التي كانت تسود بين الكبير والصغير. ويضيف محمد بن سيف العديد من مقتنيات المعرض تعود ملكيتها للأسرة مثل الصناديق القديمة التي كانت تستخدم كخزائن وغيرها من القدور وأواني الطهي وأدوات الخزف والجرار وأواني حفظ الماء والطعام والتمر والأسلحة القديمة والجديدة وجزء كبير من الوثائق والكتب والصور تم الحصول عليها من أخرين داخل وخارج الدولة. وقال أطلقت على المتحف اسم المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي تثمينا للدور الكبير الذي لعبه مع إخوانه الحكام في قيام دولة الاتحاد. بدأت تجميع مقتنيات هذا المعرض قبل أكثر من 25 عاما وكنت أحلم طوال الوقت أن أملك متحفا خاصا يضم هذه المقتنيات وفى العام الماضي استقر الرأي على أن أخصص هذا الجزء من البيت لهذه الكنوز. وثائق بخط اليد في قسم الوثائق والمخطوطات نسخ قديمة لمصاحف وكتب تراثية كتبت بخط اليد يعود عمرها لـ900 عام مضت وعملات قديمة تؤرخ لتطور النقود في معظم البلاد العربية ونماذج للأسلحة التقليدية من سيوف وخناجر ودروع والعديد من البنادق التي يعود تاريخها لأكثر من 60 عاما.