حصدت الأسهم المحلية في بداية تداولات شهر سبتمبر وللجلسة الثانية على التوالي أمس، مكاسب جديدة بقيمة 8,7 مليار درهم، لترتفع مكاسبها في يومين إلى 18 مليار درهم، بدعم قوي من زخم السيولة واكتتاب إعمار مولز الذي قاد سهم إعمار إلى مستوى 12 درهماً، قبل أن يتعرض لعمليات جني أرباح.
وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1%، محصلة صعود سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0,90%، بعدما تجاوز المؤشر حاجز 5100 نقطة بدعم من سهم شركة الدار العقارية الذي عزز مكاسبه فوق الدراهم الأربعة، فيما واصل سوق دبي المالي تسجيل مستويات قياسية جديدة على صعيد المؤشر الذي ارتفع بنسبة 1,5%، مخترقاً حاجز 5100 نقطة، وعلى صعيد التداولات التي تجاوزت 2,5 مليار درهم.
وسجلت السيولة اليومية معدلات قياسية جديدة فوق ثلاثة مليارات درهم إلى 3,3 مليار درهم، نفس حجم تداولات الأسواق خلال الأسبوع قبل الماضي بأكمله (5 جلسات)، في مؤشر على الزخم القوي للسيولة والتي يتوقع بحسب محللين ماليين أن تدعم المؤشرات الفنية نحو اجتياز نقاط المقاومة المهمة للمرحلة الحالية.
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية، إن الأسواق وليس سهم إعمار العقارية فقط، استفادت من الإعلان عن طرح إعمار مولز للاكتتاب الشهر الحالي، مضيفاً أن من الطبيعي أن تتجاوب الأسواق بإيجابية كبيرة مع الخبر، خصوصاً مع عودة التأثير الكبير لسهم إعمار في وزن مؤشر سوق دبي المالي، وأن يخف التركيز على سهم أرابتك الذي ظل لفترة طويلة مؤثراً بمفرده على حركة السوق.
وأوضح أن من المتوقع استمرار الحركة النشطة الحالية في الأسواق حتى انتهاء اكتتاب إعمار مولز، وقرب إعلان الشركات عن نتائجها المالية للربع الثالث والتي ستكون المحفز المقبل، بعد انتهاء الاكتتاب، حيث يتوقع أن تأتي نتائج البنوك والعقارات أفضل.
وفسر ياسين الشراء المكثف والمتواصل لسهم إعمار والذي قال إنه لا يخلو من مضاربات، يعود إلى رغبة المستثمرين في الاستفادة من توزيعات الأرباح التي أعلنتها إعمار عن توزيعها على المساهمين والتي تتراوح بين 7و 8 مليارات درهم أو 4,5 الى 5 مليارات درهم.
وأضاف أنه يتعين على مساهمي إعمار أن يدركوا أن الأرباح النقدية التي ستوزعها الشركة من حصيلة الاكتتاب والتي ربما تتراوح بين 60 و70 فلسا للسهم، ستكون أرباح لمرة واحدة لن تتكرر، الأمر الذي يتعين معه عدم الاندفاع وراء حرق مستويات سعرية جديدة، قد يستهدفها السهم خلال الفترة المقبلة.
وأفاد بأن عائد الإصدار الجديد سيكون أكثر فائدة لشركة إعمار الأم، من وحدتها التابعة إعمار مولز التي ستكون استفادتها على المدى الطويل، مبدياً مخاوفه من طريقة البناء السعري لتحديد سعر سهم إعمار مولز.
وقال ياسين إن أجواء التفاؤل التي تعم الأسواق حالياً ستساعد في تسجيل مستويات سعرية جديدة لكافة الأسهم، خصوصا القيادية منها، لكنها ستكون لفترة آنية، حيث سيكون من الصعب بعد سحب سيولة تقارب 5 مليارات للاكتتاب الجديد، وجود سيولة إضافية تدعم أية ارتفاعات قياسية جديدة.
ومن حيث التحليل الفني لأداء المؤشرات، قال فادي الغطيس مدير شركة ثنك للدراسات المالية، إن سوق دبي المالي واجه مقاومة قبل اقترابه من مستوى 5200 نقطة، خصوصاً عندما وصل سهم إعمار إلى مستوى 12 درهماً، مضيفاً أن عملية جني الأرباح هي المرجحة لحركة السوق في تعاملات اليوم، لكنها ستكون محدودة ووقتية.
وأفاد بأن الأسواق ربطت حركتها في المرحلة الحالية بحركة سهم إعمار، في وقت يتوقف الأمر في الأيام المقبلة على نشرة الاكتتاب في إعمار مولز لمعرفة السعر الذي سيتم على أساسه الاكتتاب، بعدما حددت شركة إعمار العقارية طريقة البناء السعري لتحديد السعر.
وأوضح أن طريقة البناء السعري تعكس إلى حد كبير السعر العادل للسهم، لكن لها سلبياتها كما حدث مع سهم شركة موانئ دبي العالمية، حيث قد يكون السعر مبالغاً فيه، الأمر الذي قد يكون له أثره السلبي.
وقال الغطيس إن السوق خلال جلسة الأمس شهد عمليات جني أرباح أقرب للتخليص من عمليات المضاربة التي تعرض لها سوق دبي المالي أمس الأول، حيث لوحظ مبالغة كبيرة في دفع السهم للارتفاع بنسب كبيرة، بمجرد الإعلان عن الطرح الجديد.
وعودة إلى الأداء، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عند مستوى 5414,76 نقطة، وارتفعت القيمة السوقية لتصل إلى 813,25 مليار درهم.
وبلغت قيمة التداولات نحو 3,3 مليار درهم من تداول 810 ملايين سهم من خلال 14431 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 64 شركة من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق، وحققت أسعار أسهم 26 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 30 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «إعمار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً بتداولات قيمتها 1,31 مليار درهم موزعة على 111,92 مليون سهم من خلال 3681 صفقة.
وجاء سهم «أرابتك القابضة» في المركز الثاني بتداولات قيمتها 422,5 مليون درهم موزعة على 88,16 مليون سهم من خلال 1961 صفقة.
وحقق سهم «دار التمويل» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنحو 11,1% إلى 4 دراهم من خلال تداول 17,4 ألف سهم بقيمة 65,61 ألف درهم، وجاء في المركز الثاني سهم «غلفا للمياه المعدنية» بنحو 10,1% إلى 2,49 درهم من خلال تداول 9424 درهما بقيمة 23,51 ألف درهم.
وسجل سهم «عمان والإمارات للاستثمار» أكبر انخفاض سعري بنحو 9,8% إلى 1,37 درهم من خلال تداول 2048 سهم بقيمة 2805 دراهم، تلاه سهم «ايفا» بنسبة 9,2% إلى 0,79 درهم من خلال تداول 440 ألف سهم بقيمة 352,38 ألف درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 25,52%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 410,27 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 65 شركة من أصل 120 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 43 شركة.
عدد اليوم
