الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جناح مملكة البحرين.. إبداع من زمن الأجداد

جناح مملكة البحرين.. إبداع من زمن الأجداد
16 ديسمبر 2017 22:33
أشرف جمعة (أبوظبي) يسافر جناح مملكة البحرين بزوار المهرجان إلى البيئة القديمة وحرف الماضي، التي كوّنت مخيّلة الإنسان فرسمت حياته ومعيشته، وهو ما يُجسد الرصيد الذي وفّرته الصناعات التقليدية، والذي يُعد علامة الجودة في عصر التكنولوجيا والآلات الرقمية، وذلك من خلال لوحات فنية تستحضر تاريخ الحرف اليدوية في مملكة البحرين والتي تتفاعل مع ما جسده مهرجان الشيخ زايد التراثي في دورته الحالية في الوثبة بأبوظبي، من موروثات شعبية وورش حيّة يقدمها مجموعة من أمهر الحرفيين بما يمثل بيئات الماضي التي تعبر عن قيم وتقاليد الآباء والأجداد. ويغوص جناح مملكة البحرين في تفاصيل تراثية عامرة بالتقاليد الأصيلة من خلال معروضات متنوعة تشكل لوحة غنية من الموروث على أرض زايد الخير بالمهرجان الذي يستمر حتى 27 يناير المقبل. خوص النخلة في مدخل جناح البحرين، كانت ابتسام العامر تغزل أعواد الخوص على نسق الآباء والأجداد، وتشير إلى أنها تعمل في هذه المهنة منذ سنوات طويلة، وأنها ورثت هذه الحرفة عن الأسرة، مشيرة إلى أنها تفضل أن تعمل في مهنة «سف الخوص» لتصنع مسفرة للبيت وسلال فواكه، ومهفة لمقاومة الحرارة، وأدوات أخرى مثل آنية من الخوص للتمر والمكسرات وغيرها من الأدوات التي استخدمها الآباء والأجداد عبر تاريخهم الطويل، مبينة أن النخلة مصدر حياة في البحرين وفي دول الخليج بوجه عام. وترى أن المهرجان رسم لوحة الماضي على جدار المستقبل وساهم في إحياء مفردات تراثية كادت تغيب في عصر التكنولوجيا والتقدم المذهل، لنشعر بأهمية ما تقدمه الورش الحية في تعميق الوعي لدى الأجيال الجديدة وحفظ ماهيات الموروث المحلي. حرف تقليدية وأمام دكان عبدالله محمد خليل، كان الكثير من الجمهور يتوقف ليتأمل كيفية صنع مجسمات السفن والمراكب القديمة، حيث بدت هذه المراكب والسفن في أبهى حلة نظراً للحالة التي كانت عليها، حيث كان من الواضح أنها صممت بشكل متقن وأن روح الفن كان غالبة عليها، ويشير صانعها عبدالله خليل إلى أنه يعمل في حرفة صناعة المراكب والسفن القديمة منذ سنوات طويلة، وأنه اكتسب مهارات هذه الصناعة منذ أن كان صغيراً، حيث ارتبط بالحياة البحرية في مملكة البحرين، وأنه اليوم يقدم هذه الأعمال التي يصنعها بطريقة يدوية مستخدماً الأدوات التي كانت تصنع منها السفن قديماً من أجل الحفاظ على هذا الرصيد الحي من الحرف التقليدية التي لا تزال حاضرة في أذهان كبار السن، والذين يقومون بدورهم من أجل حفظ الموروث ونقل مفرداته للأجيال الجديدة، ويؤكد أن المهرجان هو صورة حية للماضي وأنه يبث قيم وتقاليد راسخة في نفوس أبناء الجيل الحالي. بهارات الرفاع في دكان «بهارات الرفاع» تشكيلة محلية من الخلطات المنزلية البحرينية الشهيرة تستقر على الأرفف، حيث تشير سمية علي إلى أن التوابل البحرينية لها مذاق خاص ومشهورة على مستوى دول الخليج وتتميز بأنها طبيعية، وأن الكثير من الأسر تفضل البهارات البحرينية التي تلائم كل الأطعمة والتي تصلح للأطعمة البحرية وغيرها خصوصاً أن زوار المهرجان تدفقوا على جناح مملكة البحرين وتفاعلوا مع المنتجات اليدوية وأصحاب الحرف التقليدية بما يؤكد أن هذا الحدث التراثي الكبير يجمع موروثات العالم على أرض زايد الخير التي تحمل لواء الموروث وتشجع على سبل الحفاظ عليه، خصوصاً أن البحرين والإمارات بلداً واحداً وتجمعهما عادات وتقاليد راسخة على مر الزمن. لمسات عصرية أعمال فنية ومجسمات تحمل طابع الحياة في دكان موزة الدوسري، التي أتقنت صناعة وتجسيد بعض اللوحات الموضوعة في إطارات زجاجية تصلح للزينة داخل البيوت، حيث اتسمت بطابعها المبهج والذي يضفي لمسة عصرية على البيوت، ويمكن أن تستخدم هذه اللوحات والإطارات في المناسبات السعيدة أيضاًَ، وتوضح الدوسري أنها تعمل في هذه الحرفة بدافع تزيين البيوت بلوحات تمزج الماضي بالحاضر وأنها مستمتعة بوجودها في المهرجان، خصوصاًَ أنه يجمع زواراً من محبي الموروث الشعبي، وترى أن ثقافة التراث في مملكة البحرين تنشر الموروث وتعمل على تجسيد مفاهيمهم للأجيال، وأن المهرجان يجسد قيماً أصيلة في المجتمع البحريني والإماراتي. قهوة الهيف يتميز دكان عيسى الخالدي بتقديم «قهوة الهيف» عنواناً للكرم في مملكة البحرين، ويشير الخالدي إلى أن هذا النوع من القهوة مشهور في البحرين، خصوصاً أنه يصنع بطريقة محلية خالصة، وأن جمهور المهرجان تفاعل مع هذه القهوة، مبيناً أنه يشعر بالسعادة للمشاركة في هذا الحدث الفريد الذي يسافر بالزوار إلى الماضي ويجمع عدداً كبيراً من الجمهور في واحد من أهم المهرجانات التراثية في المنطقة، لافتاً إلى أن جناح مملكة البحرين حظي بتفاعل كبير من قبل الجمهور الذي احتفى بالمنتجات التراثية التي أبدعها العديد من الحرفيين المتميزين، الذين قدموا ألواناً مختلفة من الصناعات اليدوية التي تعبر عن الماضي. تصاميم متميزة وفي دكان متخصص في تصميم أزياء مخصصة للضيافة، أبدعت شريفة المطوع في تصميم قطع من الأقمشة التراثية ذات الطابع المتميز، فصلاً عن تصميمها أيضاً لثوب النشل البحريني المعروف الذي يتميز بخيوطه المشعة، وتشير المطوع إلى أنها تستحضر دائماً الموروث في كل تصاميمها ما يعطي هذه القصات روح عصرية رغم أنها مصنوعة بطريقة يدوية، وتشير إلى أن جناح مملكة البحرين يجمع العديد من أصحاب الحرف التقليدية والفنون التي تم تطويعها في خدمة الموروث الشعبي الأصيل، وأنها تشارك دائماً في العديد من المهرجانات التي تحمل رسالة مهمة للأجيال تتضمن الحفاظ على التراث الشعبي المحلي. صندوق المبيت صندوق المبيت من الأعمال المجسمة المشهورة في البحرين، والذي يماثل صندوق المندوس المشهور في الإمارات، والذي يصنعه علي مطر ضمن مشروع الأسر المنتجة في مملكة البحرين، ويشير إلى أن هذا الصندوق يوضع فيه قبل ليلة العرس بيوم متعلقات الزفاف من المال والذهب ومحتويات خاصة بالعروس، ويشير إلى أن صندوق «المبيت» يأتي بأحجام مختلفة كونه من الموروثات الشعبية الأصيلة، وأنه يصنعه من الخشب ويأخذ الشكل التراثي القديم، مشيراً إلى أن التقاليد الخليجية في الأعراس متقاربة كون الموروثات واحدة، وهو ما يجعل المشاركة في المهرجان لها طعم آخر، لشعوره بأنه في داره ووسط أهله موجهاً الشكر للإمارات وأهلها الطيبين على كرم الضيافة وحسن الاستقبال. تجربة مفيدة أمام منتجات الخوص، وقف الطفل الإماراتي سيف الخاجة (11 عاماً) يتأمل الجفير والقفف والمهفة والسرود، وبدأ يسأل إحدى الحرفيات عن طريقة سف الخوص وتلوينه والعمل على تهيئته لهذه الصناعة، ويقول إنه استمتع كثيراً بالجولة داخل جناح مملكة البحرين، كونه يمثل الموروث الشعبي الأصيل، فضلاً عن أنه يتشابه مع التراث الإماراتي المحلي، وأنه تفاعل مع جميع المعروضات والمنتجات التقليدية التي تعبر عن الأصالة، خصوصاً أن المهرجان جامع لكل موروثات شعوب العالم، وأنه يضع الكبار والصغار من الزوار أمام تجربة مفيدة. «هلا وغلا» تورد منى باقر إحدى المشاركات في جناح مملكة البحرين، أن الحلوى المحلية في المملكة لها طابع خاص، وتتميز بأنها خفيفة على المعدة، كونها تصنع من مواد طبيعية، لذا فهي محببة لدى الجميع، مبينة أن كل أنواع الحلوى التي تقدمها مصنوعة من التمر، وهو ما يعطيها مذاقاً مستساغاً من خلال عمل خلطات سريعة التحضير مثل حلوى التمر بالزعفران والورد وخلاصة زهر اللوتس، مشيرة إلى أن الجمهور يتدفق منذ انطلاق المهرجان على دكان «هلا وغلا» الذي يحتوي على نحو 10 أنواع من الحلوى البحرينية الشهيرة. ثياب النشل الشهيرة يتفنن السندي، صاحب دكان «باندا»، في عرض تشكيلة من ثياب النشل البحرينية الشهيرة التي تتميز بأشكالها المبهجة، والتي ترتديها المرأة في المناسبات والأعياد والحفلات، مشيراً إلى أنه عمل في هذا المجال منذ أكثر من 37 عاماً، وأنه يدرك مدى إقبال الجمهور على هذا النوع من الثياب، وأنه وجد حفاوة كبيرة في المهرجان من قبل الزوار الذين تفاعلوا مع الأزياء البحرينية بشكل كبير. ويرى أن المهرجان يمثل سوقاً كبيرة للاحتفاء بالماضي وعاداته وتقاليده، ويرسخ في ذهن الأجيال قيما أصيلة، وأنه سعيد بالمشاركة في هذا الحدث التراثي المميز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©