السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منطق أميركي!

منطق أميركي!
16 ديسمبر 2017 22:04
«قال البيت الأبيض، الأحد، إن (من المؤسف) أن يرفض الفلسطينيون مقابلة مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارة مرتقبة للمنطقة تشمل إسرائيل.. من المؤسف أن السلطة الفلسطينية تضيِّع فرصة مناقشة مستقبل المنطقة.. الإدارة الأميركية لا تزال مستمرة دون عائق في جهودها للمساعدة على تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفريقنا للسلام لا يزال يعمل بجد لوضع خطة».. هذه تصريحات الأميركيين بشأن زيارة نائب الرئيس الأميركي للمنطقة، ورفض السلطة الفلسطينية لقاءه عقب قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للدولة العبرية. ماذا كانت الإدارة الأميركية تتوقع من السلطة الفلسطينية بعد قرار رئيسها الذي تجاوز كل الأعراف والقرارات الدولية، وضرب بكل التحذيرات التي ساقها له رؤساء وقادة المنطقة عرض الحائط من أن قراراً كهذا سيجر المنطقة لويلات ونار لن تنطفئ! أتتوقع إدارة ترامب أن يستقبلها الفلسطينيون، بالورود فرحين، ومهللين ومستبشرين؟ لم ترفض السلطة الفلسطينية وحدها لقاء نائب الرئيس الأميركي، فقد انضم لها الأزهر الشريف، والمسيحيون، وكل شرفاء العالم، وأكد الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤولة السياسة الخارجية وبعض وزراء الخارجية الأوروبيين، خلال لقاء رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي في بروكسل، رفضهم القرار الأميركي، ورفضهم نقل سفارات دولهم إلى القدس. الفلسطينيون والعرب جميعاً، يمدون يدهم بيضاء من غير سوء من أجل السلام، من أجل إيجاد نهاية لمعاناة إنسانية استمرت لأكثر من ستين عاماً، عاشتها أجيال وأجيال ما بين اللجوء والوعد المنتظر. أميركا الدولة الحلم التي احتضنت كل الباحثين عن غد أفضل من كل بقاع الدنيا، هاجروا لها من أجل حياة عنوانها المساواة واحترام الحقوق، دولة الديمقراطية والحريات، ظلت تحمي المغتصبين والمحتلين، ولا تقيم أدنى اهتمام لتحقيق وترسيخ مبدأ العدالة، في انحياز واضح للجلاد ضد شعب أعزل. وفِّروا على فريقكم جهوده وخطته.. خطة السلام واضحة ولا تحتاج إلى عناء، الانسحاب من كامل الأراضي العربية التي احتلها الكيان العنصري الإسرائيلي في 1967، هو مهر السلام. لن يسمع أحرار العالم بعد اليوم افتراءاتكم على الشعب الفلسطيني وسلطته، الفلسطينيون لم يضيعوا يوماً فرصة للسلام، ساروا في كل الدروب الشائكة، أملهم في غدٍ أفضل، بذلوا كل ما عندهم، ولكنكم أنتم من ضيَّع في كل لحظة فرص السلام، فهذه أكاذيب وافتراءات لن تنطلي علينا مجدداً. رونق جمعة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©