الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من فقه الدين والدنيا

من فقه الدين والدنيا
17 أكتوبر 2006 23:48
معنى الإيمان والتقوى القاهرة - أحمد محمود: كثير من الناس لا يعون حقيقة الايمان بالله والتقوى في أعمالهم ويقولون بألسنتهم من ليس في قلوبهم وعن المعنى الحقيقي والصحيح للايمان والتقوى يقول الشيخ عطية صقر -رئيس لجنة الفتوى بالازهر سابقا- ان الايمان الصادق ليس شعارا يتردد على الالسنة فقط ولكنه اذعان بالقلب وانفعال به يظهر على السلوك دون حاجة الى رقيب ذلك ان المؤمن الحقيقي لا يخشى الا الله ولا يرجو سواه شاكرا لأنعمه راضيا بقضائه لا يذل ولا يهون ولا يؤثر الفانية على الباقية وصفة المؤمن الحقيقي يصورها القران الكريم في قوله تعالى ''انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم'' وقوله تعالى ''انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله ويشير الشيخ عطية صقر الى ان المؤمن الحق هو الذى يحس دائما بحاجته الى الله لا تبطره نعمة ولا يبعده عنه منصب ويعقد قلبه على التوحيد المجرد مهما اشتدت الخطوب وهذه صفات المخلصين لله والصادقين معه والمعتمدين عليه في كل حال كابراهيم عليه السلام الذي قال عنه ربه كما حكى القرآن الكريم: ''الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين'' كما أن من مظاهر صدق ايمان المؤمن كثرة التضرع والتذلل لله تعالى بالدعاء والاعمال الصالحة والتسليم التام بقضاء الله تعالى خيره وشره فكل ذلك من المظاهر التي تدل على صدق ايمان الانسان ذلك ان الانسان اذا بلغ هذه المرتبة تفتحت امامه كل سبل البركات من السماء والأرض ويشير إلى ان حقيقة التقوى ليست فقط كما هي في مفهوم كثير من العامة العبادات المعروفة من صلاة وصيام وزكاة وحج وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاعتكاف في المساجد وما عدا ذلك من انشطة خيرية لا تدخل في نطاق التقوى فالتقوى بمفهومها الصحيح هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي وهي تتعدى الدائرة المذكورة من العبادات لتشمل الاخلاق الشخصية والاجتماعية والعمل المنتج الذي تعف به النفس عن المذلة والاستجداء والاستدانة وبر الوالدين ورعاية الاولاد وحسن العشرة الزوجية وصلة الارحام ورعاية حقوق الجار وما الى ذلك من كل نشاط انساني ويقول الشيخ عطية صقر ان الحديث النبوي يقول: على كل مسلم صدقه وليست هذه الصدقة هي الزكاة فقط او دفع مال لمحتاج ولكنها كما جاء في الحديث الصحيح وكل معروف صدقة كما ان البعد عن كل المحرمات الظاهرة والباطنة الشخصية والاجتماعية يدخل في مفهوم التقوى كما صح في الحديث فان امساكك عن الشر صدقة ويضيف الشيخ صقر ان التقوى لو فهمت فهما صحيحا وطبقت على الوجه الصحيح لجاءت البركات من كل جانب ولكن من المؤسف ان كثيرا من المسلمين اليوم لقلة حصيلتهم العلمية او عدم وضوحها يركزون في التقوى على جوانب خاصة منها وترك الجوانب الاخرى التي قد تكون اهم فيرضي احدهم مثلا بالصدقة تعطي له مع قدرته على الكسب مكتفيا بالخلوة والتعبد في المساجد والزوايا والذكر وصحح النبي صلى الله عليه وسلم مفهوم العبادة والجهاد والتوكل على الله لجماعة من اصحابه غابت عنهم المعاني الصحيحة فعن كعب قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى اصحابه من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله فقال لهم ان كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى على ابوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان واكد الشيخ عطية صقر ان صلاح المجتمع لا يكون بالفهم الخاطئ للايمان والتقوى فللتقوى مفهوم اوسع والعبادة لا قيمة لها ان لم تثمر سلوكا حسنا مع النفس ومع الآخرين فقال تعالى ''ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون'' فلابد من فهم الدين فهما صحيحا على يد المتخصصين الفاهمين بصدق فالتصور الصحيح للدين قبل ممارسته وتطبيقه هو الخطوة الاولى على طريق النهوض بالمجتمع الانساني وقال ان أعظم كتاب يصحح العقيدة ويقوم السلوك ويجعل المرء متقيا في اعماله وتصرفاته وسلوكياته مع الاخرين هو القرآن الكريم وصدق الله العظيم اذ يقول ''وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون'' الايات 155 - 157 الانعام واضاف الشيخ عطية صقر ان ممارسة التدين بلا تصور صحيح لهو تخبط وضلال تماما كالذين ينادون بالحرية والديمقراطية والمساواة جاهلين ان لكل منها حدودا وضوابط وآدابا تحكمها وتوضح معانيها الصحيحة واكد ان التقوى محلها القلب وتترجمها الجوارح فان كان القلب سليما خاشعا لله مسلما لكل ما يقدره الله تعالى للانسان كان قلبا متقيا لا يخشى غير الله·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©