الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

افتتاح معرض "الشارقة ـ اليابان: شعرية المكان".. صناعة الكتاب بوصفها فناً بصرياً

افتتاح معرض "الشارقة ـ اليابان: شعرية المكان".. صناعة الكتاب بوصفها فناً بصرياً
23 نوفمبر 2018 01:08

عصام أبو القاسم (الشارقة)

يبرز معرض «الشارقة ـ اليابان: شعرية المكان»، الذي افتتح مساء أمس الأول باستديوهات الحمرية، التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون، الأساليب الفنية المتعددة التي رافقت تصميم وطباعة وتزيين وحفظ الكتب لدى اليابانيين منذ أربعينات القرن الماضي وصولاً إلى الوقت الراهن.
ويمكن لزائر المعرض أن يتبين الجهد الخلاق لقيّمة المعرض يوكو هاسيكاوا، حين يطوف في أقسامه الستة، ويلاحظ المنهجية المبدعة التي اتبعتها في تدبير وتصنيف وتقديم الأعمال المعروضة، بحيث تبدو متناغمة ومنسجمة وجاذبة، على تعددها واختلاف أزمنة إنجازها.
يتدرج الزائر مع كل قسم في زمن صناعة الكتاب الثقافي في اليابان، من الماضي إلى الحاضر، ويلاحظ كيف تطورت أشكال وأحجام وألوان وأغراض الكتب، وطرق صناعتها وصونها، بشكل يعكس تأثر صناعة الكتاب بازدهار التكنولوجيا، كما يظهر استلهام ومواكبة صنّاعها لتقاليد وأفكار العصر، وسعيهم إلى الاكتشاف والابتكار والتجريب، خاصة في تعاملهم مع المواد التي تصنع منها الكتب: نوعيات مختلفة من الورق والأغلفة والصور والنصوص والخطوط والرسومات.
كما يتيح المعرض لزائره فرصة التعرف إلى طرق متنوعة من ممارسات الطباعة الكتابية في اليابان، فثمة التطريز على الورق، وهناك النقش على الخشب والحفر على النحاس، كما أن هنالك الكتب المصورة.
واسترعى الانتباه، بصورة خاصة، القسم الموسوم بـ«كتب غيتبون» الذي يضم مجموعة من الكتب القديمة وقد تم تجليدها بأغلفة صنعت من مواد يصعب أن تخطر على البال، مثل «طبقة من الأرز»، و«صحف قديمة»، و«أعشاب البحر»، و«ورنيش ياباني»، و«مظلة ورقية»، و«ألمنيوم»، و«خيرزان»، و«ساعة حائط»، إلخ.
و«غيبتون» هي تقنية طباعية ظهرت في اليابان ما بعد 1940، وأضفت هوية بصرية مخصوصة، وتعد ثمرة للتطور التكنولوجي في هذا المجال، وبما أن معظم ما يطبع من كتب على طريقة «غيبتون» يعتمد على مواد ذات قيمة تجارية؛ فلقد أدى ذلك إلى أن تكون نسبة المطبوع من الكتب أقلّ مقارنة بسواها، وتقع ما بين 500 إلى 1000 نسخة.
وفي القسم المعنون بـ«قصتنا» للفنانة آسامي كيوكاوا، يطالع الزائر مجموعة من الأعمال السردية العالمية، وقد وضعت في صندوق زجاجي، مفتوحة على صفحتين، وثمة تطريزات، مشغولة بدقة ومتداخلة مع سطور الصفحات، وهذه التطريزات تتخذ هيئات مجردة أحياناً، وفي أحيان أخرى تبدو مثل رسومات لوجوه بشرية وحيوانية، وقد بدت أشبه بترجمة بصرية، منسوجة بمثابرة وصبر على الورق، لمضامين النصوص السردية، والتي من بينها: «حكايات إيسوب»، و«ألف ليلة وليلة»، و«آلام فرتر»، و«فاوست» لغوته، و«الأحمر والأسود» لستندال، و«القمر وستة بنسات» لسومرست موم، و«ثلج الربيع» ليوكيو ميشيما، و«كبرياء وتحامل» لجين أوستن وسواها.
ويشارك في المعرض أيضاً الشاعر الياباني المخضرم «غوزو يوشيماسو» (مواليد 1939) صاحب التجربة الإبداعية الممتدة لأكثر من ستة عقود، إذ يحضر بمجموعة من الأعمال الفوتوغرافية والنصوص المنقوشة والمحفورة على النحاس، وهو قدم عرضاً أدائياً لافتاً في فضاء مفتوح، حيث قرأ نصه «القلعة الغابرة في الأجواء».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©