أمانو يلحظ تعاوناً سورياً ويحجم عن التصعيد

أعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الليلة قبل الماضية أنه لا يستبعد طلب إجراء “تفتيش خاص” في سوريا مستقبلاً بسبب رفض دمشق السماح بالدخول إلى مواقع مشبوهة، لكنه يحجم حالياً عن مطالبة دمشق بالسماح بعمليات تفتيش بعد إخطار مدته قصيرة لموقع دير الزور رغم الضغوط الدولية المتزايدة. وتسعى الوكالة للدخول إلى عدة مواقع بينها موقع دير الزور في الصحراء السورية قصفه الإسرائيليون في سبتمبر 2007، بسبب شكوك حول مشاريع لبناء مفاعل نووي. وقال أمانو إن “التفتيش الخاص هو جزء من خيارات. ولكن حتى الآن، أواصل الطلب من سوريا السماح بالدخول” إلى المواقع. ويملك مدير عام الوكالة سلطة إجراء تفتيش خاص. وفي حال الرفض، يصبح على سوريا أن تواجه المسألة في مجلس الأمن الدولي. ووافقت دمشق على مجيء مفتشي الوكالة عام 2008 ولكنها لم توافق على زيارات جديدة بعد ذلك مع نفيها الاتهامات بعدم التعاون مع الوكالة الذرية. واقترحت الولايات المتحدة تفعيل الوكالة آلية “عمليات التفتيش الخاصة” التي تسمح لها بتفقد أي مكان في سوريا بعد فترة قصيرة من إبلاغ دمشق بذلك. وحين سئل في نيويورك أمس الأول، عن أسباب إحجام الوكالة عن طلب عمليات تفتيش خاصة في سوريا، أجاب أمانو أنه لم يعد هناك موقع للتحقيق بشأنه. وقال للصحفيين في مجلس العلاقات الخارجية “إذا كانت المنشأة موجودة كان من السهل الذهاب وفحصها وتأكيد ما إذا كانت مفاعلاً أم لا. ولكن المنشأة لم تعد قائمة”. وصرح أمانو بأنه قد يبحث إجراء عمليات تفتيش خاصة في المستقبل مضيفاًِ أنه لم يشدد موقفه تجاه سوريا في الوقت الحالي لأن الوكالة تركز على مساعي التعاون مع دمشق. ومضى قائلاً “هناك محادثات ثمة تعاون ليس بشأن دير الزور بعد ولكن لماذا لا نأمل بتحقيق ذلك ؟”. وكانت آخر مرة لجأت فيها الوكالة الذرية لطلب آلية عمليات تفتيش خاصة مع كوريا الشمالية عام 1993. ولكن من المستبعد أن توافق سوريا على إجراء تفتيش خاص. ويعتقد دبلوماسيون ومحللون أن الوكالة ستمتنع عن تصعيد أي خلاف في ضوء تصاعد التوترات مع إيران. وإذا رفضت سوريا طلباً لإجراء مثل هذا التفتيش، يجري مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة تصويتاً على إحالة الأمر لمجلس الأمن كما حدث مع إيران قبل 4 أعوام.