السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مايكروسوفت تحني رأسها للعاصفة الأوروبية

مايكروسوفت تحني رأسها للعاصفة الأوروبية
17 أكتوبر 2006 00:49
إعداد - محمد عبدالرحيم: يبدو أن مايكرسوفت آثرت في نهاية المطاف الخضوع للضغوط التي تمارسها الهيئات التنظيمية الأوروبية حيث ذكرت مؤخرا أنها ستعمد إلى إجراء تغييرات في نظامها الجديد لتشغيل ''ويندوز فيستا'' بهدف الاستجابة لشكاوى المنافسين وإزالة العقبات التنظيمية التي يمكن أن تؤخر طرح برنامج المعلومات الجديد في الأسواق الأوروبية· وذكر المحللون أن هذه الخطوة تشكل منعطفاً حاداً في الاستراتيجية الخاصة بالشركة التي يمتد عمرها إلى 31 عاماً والتي طالما استقطبت الشكاوى والتذمر بشأن ممارستها الخاصة بحزم وتجميع المظاهر والمزايا الجديدة معاً في برنامج الويندوز الذي يدير الآن حوالى 95 في المئة من جميع أجهزة الكمبيوتر الشخصية· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فإن المفوضية الأوروبية كانت قد هددت باتخاذ اجراء قانون إذا ما ثبت أن برنامج فيستا خليفة برنامج معلومات ويندوز XP قد انتهك قوانينه التنافسية الأوروبية· وكانت الشركات المنافسة المصنعة لبرامج المعلومات بمن فيهم جوجل وأدوبي وسايمانتيك وماكافي قد تقدمت بشكاوى من أن نظام التشغيل الجديد سوف ينأى بالمستخدمين عن اختيار المنتجات التي تتنافس مع نظام فيستا الذي أصبح يتضمن العديد من المظاهر والمزايا الداخلية المضمنة· وبعد عامين من المفاوضات مع المسؤولين عن التنافسية في بروكسل ذكرت مايكروسوفت أنها وافقت على اجراء تغييرات جوهرية في تصميم برنامج فيستا بحيث تتيح للمستخدمين سهولة اختيار مزودي أمن برامج المعلومات ومحركات البحث الذين يرغبون في استخدامهم· وأشارت مايكروسوفت أيضاً إلى أنها سوف تجعل إطار الوثائق الخاص بها الذي يطلق عليه اسم ظذئ منتجاً مفتوحاً على جميع المصادر ما يجعله مجانياً لجميع المستخدمين وبدون رسوم مقابل الترخيص· وكانت هناك مخاوف من أن إطار الوثائق XFP سوف يمنح مايكروسوفت ميزة وأفضلية غير عادلة على حساب شركة أدوبي واطارها الوثائقي الذي يحظى بشعبية جارفة والمعروف باسم PDF· ومع ذلك فإن المفوضية الأوروبية لم تمنح موافقتها الرسمية لـ فيستا في نفس الوقت الذي تقوم فيه باجراء التحقيقات في جميع الشكاوى التي أعقبت شحن نظام التشغيل إلى الزبائن في نوفمبر وعلى العكس من الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة الأميركية فإن المفوضية الأوروبية أصبحت تبدو وكأنها تمكنت من انتزاع أكبر قدر من التنازلات من مايكروسوفت عبر اجبار الشركة على تغيير تصميم نظامها التشغيلي بهدف ازالة المخاوف التنافسية· وكانت محكمة أميركية قد أًصدرت حكمها في عام 2000 بعدما تبين لها أن ويندوز اكس بي عبارة عن احتكار غير قانوني وأوصت المحكمة أن يتم تقسيم شركة برامج المعلومات إلى قسمين أحدهما يختص بنظام التشغيل بينما يعنى القسم الآخر ببرامج المعلومات الأخرى إلا أن محكمة للاستئناف أبطلت ذلك الحكم وفي نوفمبر عام 2001 توصلت الحكومة إلى تسوية بشأن الموضوع بأن تترك مايكروسوفت سليمة متكاملة ودون منعها من ''حزم'' مجموعة من المميزات الجديدة لبرامج المعلومات في برامج ويندوز المستقبلية· على أن التسوية أجبرت مايكروسوفت تحديداً على تقاسم بعض الرموز والشيفرات مع منافسيها وأن تخضع كذلك للمراقبة من قبل لجنة مستقلة· بيد أن مايكروسوفت أعربت يوم الجمعة عن ثقتها الكاملة في أن التغييرات التي أجرتها على فيستا سوف تعمل على تهدئة جميع المخاوف إذ يقول براد سميت كبير المستشارين القانونيين لشركة مايكروسوفت ''أقدمنا على اجراء التعديلات حتى نؤكد على رغبتنا في التقيد والالتزام ونحن نمضي قدماً نجعل ويندوز فيستا متوفراً على أسس عالمية''· على أن معركة مايكروسوفت مع المفوضية الأوروبية ظلت باهظة التكاليف إذ أن المفوضية كانت قد وقعت غرامة على عملاقة البرمجيات في عام 2004 بلغت قيمتها 497,2 مليون يورو (621 مليون دولار) كما طالبت بإجراء تغييرات في ممارساتها التجارية وعندما تبين لها أن مايكروسوفت فشلت في تنفيذ متطلبات المفوضية سرعان ما قام المجلس التنفيذي الأوروبي بفرض غرامة على مايكروسوفت بمبلغ إضافي بلغ 281 مليون يورو في الصيف المنصرم· أما في شهر سبتمبر حذرت شركة مايكروسوفت من أن غياب التوجيهات الخاصة بالتنافسية من قبل الاتحاد الأوروبي باتت تهدد بتأخير طرح برنامج فيستا في أوروبا تلك المنطقة التي تشكل حوالى ثلث اجمالي مبيعات مايكروسوفت العالمية· وذكر أحد المحللين أن حجم التعديلات التي وافقت مايكروسوفت على اجرائها في نظام فيستا انما يؤكد على رغبة الشركة في تغيير أسلوبها التجاري والتكيف مع الحقائق الجديدة الموجودة في السوق· إذ يقول روجر فولطون المحلل في شركة جارتز للبحوث في لندن ''أعتقد أنهم تلقوا الرسالة بشكل جيد فلقد ظلت مايكروسوفت تواجه ضغوطاً عاتية من عدة أوساط مختلفة في السوق واعتقد أنها قررت في النهاية أن بمقدورها تحقيق الفوز اعتماداً على قوة منتجاتها وتوقفها في السوق، وآثرت في النهاية اطلاق الحرية للآخرين للعمل معها بمرونة''· كما أشاعت الكثير من اجواء التنافسية انها خطوات قليلة ولكنها جديدة وفي الاتجاه الصحيح'' ويقدر مكتب جارتز أن برنامج فيستا سوف يدر مبيعات بحوالي 8,8 مليار لشركة مايكروسوفت في كل عام بسبب شراء الأشخاص والشركات لأجهزة كمبيوتر تستخدم برنامج المعلومات الجديد أو عبر استبدال النسخ القديمة بهذا البرنامج الجديد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©