السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

3 مدارس بأبوظبي تضع حلولاً لمشاكل بيئية في محيطها

3 مدارس بأبوظبي تضع حلولاً لمشاكل بيئية في محيطها
11 أغسطس 2013 23:54
هالة الخياط (أبوظبي)- نجحت ثلاث مدارس في إمارة أبوظبي بوضع حلول لمشاكل كان لها تأثير بيئي سلبي مباشر على سكان المناطق التي توجد فيها المدارس ، وساعدت الجهات المعنية في التعامل مع هذه المشاكل وتوعية المجتمع المحلي بآليات حماية البيئة وترشيد استهلاك المياه والطاقة. وتمثلت المشاكل البيئية التي وضعت المدارس حلولاً لها في مشكلة تسرب رائحة الغاز في منطقة المصفح الشعبية، وانعدام الرؤية والمشاكل التنفسية بسبب حرق المزارعين للنفايات الزراعية في ليوا بالمنطقة الغربية، فيما تتمثل الثالثة في تقليل معدلات استهلاك الكهرباء بمنطقة الرويس. ونجحت مدرسة المنتهى الحاصلة على جائزة أفضل مدرسة في مجال التوعية المجتمعية في إطار مشاركتها في مبادرة المدارس المستدامة التي تنظمها هيئة البيئة في أبوظبي منذ عام 2009، في حل مشكلة تسرب رائحة الغاز في منطقة المصفح الشعبية. وأوضحت أسماء إبراهيم مشرفة النادي البيئي في مدرسة المنتهى وأخصائية مختبرات الكيمياء في تصريحات لـ “الاتحاد” أن طالبات النادي البيئي في المدرسة وعقب ملاحظتهن وجود رائـحة غاز في منطـقة مصفـح الشعبية، قمن بعمل استبيان لسكان المنطقة لمعرفة أسباب المشكلة لكل من فئات الطلبة والمنازل والمطاعم في منطقة مصفح شرق 11، حيث تبين أن سكان المنطقة يعانون مشكلة انتشار رائحة الغاز غير معروفة المصدر، لافتة إلى أنه وبعد البحث في الأسباب من قبل طالبات النادي البيئي في المدرسة تبين وجود العديد من المطاعم والكافتيريات التي تخزن أنابيب الغاز بطريقة غير سليمة وتضعها في أماكن معرضة للشمس، إضافة إلى بيع البقالات في المنطقة أسطوانات الغاز رغم أن هذا الإجراء ممنوع من قبل الجهات الرسمية. وأشارت إبراهيم إلى أنه بعد تحديد المشكلة قامت الطالبات بتنظيم حملة توعية داخلية في المدرسة عن المشكلة وأسبابها وتوعية الأهالي والمطاعم في المنطقة بطرق استخدام عبوات الغاز الصحيحة وخطوات القيام بحفظها. وأضافت المعلمة أسماء : “ و لحل المشكلة قامت مجموعة النادي البيئي في مدرسة المنتهى، بالتواصل مع بلدية أبوظبي بمنطقة مصفح للعمل على حل المشكلة والتي قامت بإغلاق عدد من المطاعم القريبة من المدرسة التي تخزن أنابيب الغاز بطرق غير سليمة، حيث أكدوا ارتباط مشروع النادي البيئي بالأنظمة المتعلقة بحفظ الغاز وأن المشروع يساند أهداف البلدية للحد من المخالفات الخاصة بالغاز. من جانبها، كشفت طالبات مدرسة خنور للتعليم الأساسي والثانوي في ليوا بالمنطقة الغربية عن ظاهرة حرق المزارعين للنفايات الزراعية في الأوقات التي يتشكل فيها الضباب بما يزيد الحالة سوءاً لجهة انعدام الرؤية والتي تتسبب بتوقف حركة المرور. وأوضحت نجوى علي مدرسة الأحياء أن طالبات المدرسة المشاركات في النادي البيئي اكتشفن استغلال المزارعين أوقات تشكل الضباب لحرق مخلفاتهم الزراعية من سعف النخيل ما يعطل نصف اليوم الدراسي تقريباً ودوام العاملين لانعدام الرؤية التي تحول دون سير المركبات، بالإضافة إلى المشكلات التنفسية التي تنجم عن ذلك، والحوادث المروعة المحتملة. وقالت لـ”الاتحاد” إن مشروع الطالبات كان يتركز على التوعية المجتمعية بالمشكلة، خاصة أولياء الأمور للتنبيه على العاملين لديهم في المزارع بعدم حرق المخلفات الزراعية، وتحويلها إلى الجهات المختصة، إضافة إلى توعية المزارعين لتقويم السلوك المتعلق بآلية التخلص من نفاياتهم الزراعية. وأفادت المعلمة نجوى بأنه لوضع حل للمشكلة تمت مخاطبة البلدية ومركز إدارة النفايات لتوفير آليات للتخلص من النفايات الزراعية بطريقة آمنة، كما تم التعاون مع هيئة الأوقاف لبث رسائل توعية عبر خطب الجمعة في الإطار نفسه ، إضافة إلى تنظيم ورش عمل للطالبات وأمهاتهن لتعليمهن كيفية عمل مشغولات تراثية من سعف النخيل بدلا من حرقه وليكون مصدر دخل للعائلات من تسويق المنتجات المعاد تدويرها من المخلفات الزراعية بدلا من حرقها. ونجحت مدرسة عمرة بنت عبدالرحمن في الرويس والحائزة الجائزة الفضية في نطاق إدارة البيئة ضمن مبادرة المدارس المستدامة، في تقليل معدلات استهلاك الكهرباء، حيث قامت باستبدال المصابيح في ممرات المدرسة بأخرى صديقة للبيئة، وفقا لما ذكرت سارة الهادي معلمة الفيزياء في المدرسة، موضحة أن المعدات الموفرة للطاقة تم توفيرها من قبل شركة ادنوك ممثلة في إدارة إسكان الرويس. وأضافت المعلمة الهادي أن المدرسة عملت على تقليل معدل استهلاك الوقود في المدرسة والناتج عن المواصلات عن طريق حث الطالبات على التجمع في نقاط مشتركة وتغيير مسار باصات المواصلات للطلبة مما ساهم في تقليل استهلاك الوقود، علما أن الطالبات انتهجن إجراء حملات توعية للطالبات لترشيد استهلاك الكهرباء. إلى ذلك وعلى الرغم من كون مدرسة المسيرة تقع في منطقة نائية ومن المشاركين في مبادرة المدارس المستدامة لعامها الأول فقد تجاوز إنجاز هذه المدرسة جميع التوقعات في مجال التدقيق البيئي والنادي البيئي وتدريب المدربين والرحلات الميدانية. وكان دعم إدارة المدرسة لتحقيق أهداف المبادرة والعمل الجماعي المشترك بين جميع أفراد المجتمع المدرسي هما الأساس لتحقيق أفضل النتائج. وأوضحت رشا علي المدفعي مديرة قسم المدارس المستدامة البيئية بالإنابة في هيئة البيئة بأبوظبي، أن المدرسة تمكنت من رصد التأثيرات البيئية وإدارتها بأفضل الأساليب، وإتاحة الفرصة لطلبتها للتواصل مع المجتمع بشكل فعال، وإشراك جميع طلابها في مجال الرحلات الميدانية والتي عملوا على القيام بربطها بالمنهج التعليمي وقام المعلمون بالمدرسة بالرغم من عدم قدرتهم على المشاركة في ورش تدريب المدربين باستخدام وسائل تعليمية مبتكرة في إدماج المفاهيم البيئية ضمن المناهج التعليمية. وأشارت المدفعي إلى أن المدارس المشاركة في مبادرة المدارس المستدامة خلال السنوات الأربع الماضية نجحت في تقليل نفاياتها بنسبة 23% وخفض استهلاك المياه بنسبة 54% وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال استخدام وسائل المواصلات العامة. 120 مدرسة بأبوظبي تشارك في مبادرة المدارس المستدامة شهد العام الدراسي الحالي مشاركة 120 مدرسة في إمارة أبوظبي في مبادرة المدارس المستدامة، بنسبة وصلت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف العدد المشارك عند انطلاق المبادرة عام 2009، واستفاد منها 21 ألفاً و268 طالباً وطالبة من الخبرة العملية وجمع البيانات، و4 آلاف و 200 عضو مسجل من النوادي البيئية، و259 مشروعاً للنوادي البيئية تم بدء العمل فيها، فيما تم تنظيم 401 رحلة مدرسية بيئية. وتهدف مبادرة المدارس المستدامة التي تنفذها هيئة البيئة في أبوظبي منذ عام 2009 بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم وبدعم من شركة “بي بي” وشارك بها 115 ألف طالب وطالبة، إلى تعزيز قدرات المدارس والمعلمين والطلبة على التأثير بشكل إيجابي على البيئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©