الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى الحكم

15 أكتوبر 2006 23:53
القاهرة - أحمد مراد: اسم الله ''الحكم'' يحتم على المسلم ألا يحكم حكما حتى يأخذ الاذن من الله تعالى ويعلم ان الله لم يفوض الحكم إلا للرسل وهم معين الحكمة وكل من سواهم يجب عليه الاقتداء بهم· وتقول د· سلوى عبدالرحمن يونس -استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر بالقاهرة- الحكم في اللغة بمعنى المنع أي منع الناس من التظالم، والحكم هو الحاكم، واصل الحكم منع الفساد و''الحكم'' اسم من اسماء الله الحسنى لا يماثله فيه احد، فهو الذي احكم كل شيء صنعه وابدعه وقد تضمن هذا الاسم جميع الاسماء الحسنى والصفات العلا، فالحاكم هو المالك والله تعالى له ملك السموات والارض والحاكم هو العالم بعباده وافعالهم اذ لا حكم بجهل والسميع لاقوالهم، والبصير باحوالهم، والقادر اذ لا حكم لمن لا قدرة له على التنفيذ، والغني بهذه الصفات عن الغير، فحكمه عدل وعلمه تام، وقوله حق، واسم الحكم يرجع تارة الى معنى الارادة وتارة الي معنى الكلام، وتارة الى معنى الفعل فاما رجوعه الى الارادة فإن الله حكم في الازل بما اقتضته ارادته فإن ارادة الله قديمة، فالحكم بمقتضاها قديم ثم جاءت الاقدار في الوجود على وفاق مع القضاء والحكم القديم، واذا كان الحكم راجعا الى معنى الكلام فمعناه المبين لعباده في كتابه بما يطالبهم به من احكام وينتهج لهم معاني الحلال والحرام، واذا كان الحكم راجعا الى الفعل فمعناه الذي ينفذ احكامه في عباده وهو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر والمجازي كل نفس بما عملت، والذي يفصل بين مخلوقاته والمميز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب، والله الحكم لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ''واتبع ما يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين''· وتضيف د· سلوى: وقد كرم الله الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه وفوض اليه الحكم بما انزل الله وذلك اما بوحي ونصر أو بنظر جار على سنن الوحي، وهي قوانين الشرع وذلك لانه صلى الله عليه وسلم على دلالة ويقين وحجة وبرهان لا على هوى ''قل اني على بينة من ربي'' فالحكم كله لله من هنا قرن الله تعالى الايمان بالتحاكم بما انزل فقال عز وجل ''فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما'' فالحكم بغير ما انزل الله شرك يبطل العمل فقد اعطى غير الله حق التشريع، فالايمان بهذا الاسم يوجب التحاكم الى شرع الله وحده، وعلى ذلك يجب ألا يتولى الحكم إلا من يجد في نفسه الصفة التي تؤهله لحمل الامانة والحكم بما انزل الله وعدم الاعوجاج· وتوضح د· سلوى ان حظ العبد من هذا الاسم ان يكون حاكما على غضبه فلا يغضب على من اساء اليه، وان يحكم على شهوته إلا ما يسره الله له، ولا يحزن على ما تعسر ويضع العقل تحت سلطان الشرع·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©