الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيمان: الفاتحة فجرت ينابيع الإيمان في قلبي

إيمان: الفاتحة فجرت ينابيع الإيمان في قلبي
15 أكتوبر 2006 23:51
دبي- سامي أبو العز: ولدت لأسرة صينية بلا دين، وفي الوقت نفسه لم تكن ''ليان تشان'' الفتاة التي لم تبلغ من عمرها السبعة عشر ربيعا تعلم شيئا عن الديانات والأنبياء والرسل، كما أن المسلمين في بلدتها كانوا يعيشون في مقاطعة منفصلة غالقين على أنفسهم أمورهم الحياتية في التعامل والعبادة والزواج وغيره· وعندما بلغت ''ليان'' الثامنة عشرة من عمرها التحقت بجامعة اللغات الأجنبية في بكين لدراسة اللغة العربية وعلومها، وبدأت تعرف بعضا عن العلوم الإسلامية بحكم دراستها، وتعرفت في الوقت نفسه على زملاء كثيرين من المسلمين في الجامعة، والذين تحدثوا أمامها ومعها أكثر من مرة عن الدين الإسلامي وأحكامه وفرائضه· وتقول ''ليان'' خلال دراستي في الجامعة بدأت أفكر كثيرا فيما أسمعه من زملائي·· وقد شد انتباهي كثيرا الحديث عن الله الواحد الأحد، وعن الأمور العقائدية المنظمة للحياة، وشغلت هذه الأمور تفكيري ليالي طويلة، لكنني لم اعتنق الإسلام طوال هذه الفترة لأسباب كثيرة أهمها أن زملائي المسلمين لا يعرف معظمهم الكثير عن أمور الدين ما جعلهم يعجزون عن توصيل الصورة الحقيقية لأصل الدين وجوهره إلى قلبي·· لكن هذا لا يمنع ان أمر الدين الإسلامي بدأ يشدني بصورة أخذت من تفكيري ووقتي الكثير· وتضيف: بعد تخرجي من الجامعة بدأت رحلة البحث عن عمل ووفقت بعد معاناة ونظرا لطبيعة دراستي للعمل في ليبيا مترجمة من اللغة الصينية إلى اللغة العربية في شركة صينية للهندسة المعمارية لمدة عامين، وهناك كانت فرصتي أكبر للاختلاط بمجتمع إسلامي، وقد شدتني صلاة المسلمين وتوادهم وتراحمهم وحبهم للخير خصوصا في شهر رمضان وفي المناسبات الدينية والإسلامية، لكن ضغوط عملي الكثيرة أخذت كل وقتي ولم تترك لي منه ما يكفي للتفكير والتدبر في الأمور الدينية، كما أن طبيعة عمل الشركة جعلت تواجدنا دائما في أماكن نائية ما جعلنا في معظم الأحيان في شبه معزل عن تجمعات المسلمين· طريق الهداية وتكشف ''ليا'' خطواتها في طريق الهداية مشيرة إلى أنه بعد عودتها من العمل في ليبيا باتت لديها قناعة أكيدة أن طريق الإسلام هو غايتها للفوز في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وفي الصين بدأت البحث عن عمل جديد، وأعدتها لغتها العربية التي أصبحت تجيدها تماما للعمل في معهد للعلوم الإسلامية في مقاطعة ''نينسيا'' التي يعيش فيها المسلمون، لتدرس أبناءهم الذين لا يجيدون اللغة العربية وآدابها وأحكامها، حيث إن معظمهم لا يجيدون اللغة العربية كتابة وقراءة· وتضيف: طبيعة عملي الجديدة قربتني جدا من الإسلام فهما وقناعة حتى جاءت اللحظة التي استمعت فيها إلى سورة الفاتحة فانهمرت دموعي دون أن أدري، وبكيت كثيرا·· وعندها شعرت أن الإسلام ملأ عقلي وقلبي وروحي وكل كياني، وتغيرت كل أحوالي، فبدأت أقرأ كثيرا عن الإسلام، وأصبحت أشعر بسعادة غريبة كلما تحدث أحد عن الدين الإسلامي أمامي·· حتى أصبح هذا الدين شاغلي الوحيد، وطوق النجاة لي مما كنت أعانيه خلال هذه الفترة حيث كنت مريضة وكان في حياتي كثير من المشاكل والهموم التي أثقلت كاهلي، وكنت حزينة جدا لفشلي الذريع في مواجهة هذه الصعوبات، وكانت تسودني حالات كبيرة من الرعب لأنني كنت أخاف من الموت، وأفيق من نومي في الليل على كوابيس الموت، مرتعبة ومرتعدة الأوصال·· لكنني قرأت كتابا في علم التوحيد عن بعض العبادات وعلوم الإسلام فوجدت أنه ليس دينا فقط، ولكنه نظام شامل للحياة، وفهمت كثيرا من الأشياء أهمها كيف أقابل الموت، وكيف أتغلب على صعوبات الحياة، وكيف أقيم حياة اجتماعية صحيحة· مشيرة إلى أنها وجدت في الإسلام حلا لكل المشاكل التي تعانيها، والتي تسمع عنها في الأمور الحياتية ما جعلها تعتنق الإسلام وتنطق بالشهادتين دون إشهار، حتى حضرت بعدها بأيام قلائل إلى دبي لتشهر إسلامها وتوثقه في قسم المسلمين الجدد بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي· ثوب السعادة وتقول ''إيمان'' في ثوبها الإسلامي الجديد أشعر أنني سعيدة جدا، وأنني ولدت من جديد بلا مشاكل ولا هموم ولا خوف من الحياة والموت فالأرزاق والأعمار عند الله في لوح محفوظ، والبلاء اختبار للناس، والروح من أمر ربي، والخلد والنعيم بعد الموت، والجنة موعد المؤمنين الصابرين، ومازلت وسوف أظل أدعو الله ليل نهار أن يتقبل صالح أعمالي، ويكتب لي الحج إلى بيته المحرم، وزيارة قبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©