الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الموصل تستعيد شغفها بالموسيقى بعد طرد داعش

الموصل تستعيد شغفها بالموسيقى بعد طرد داعش
21 نوفمبر 2018 15:14

استعادت مدينة الموصل العراقية الشمالية، شغفها بالموسيقى بعد مرور أكثر من عام على طرد تنظيم داعش الإرهابي منها.

فقد ظلت المدينة لقرون عدة، عاصمة الموسيقى العربية قبل أن يطمس الإرهابيون ن معالم الفن فيها.
وقد شكلت كبرى مدن محافظة نينوى محطة هامة لكبار الفنانين العرب ممن أقبلوا على إحياء حفلاتهم في "أم الربيعين" التي ولد فيها عبقري الموسيقى أبو الحسن علي بن نافع الموصلي والمعروف بزرياب، وصولاً إلى كاظم الساهر أحد أشهر الفنانين العرب اليوم.
لكن خلال ما يقرب من أربع سنوات من سيطرة تنظيم داعش المتشدد على الموصل، أقدم الإرهابيون على عمليات تدمير ممنهجة للمسارح والآلات الموسيقية.
وحرّم التنظيم في الأسابيع الأولى لدخوله إلى المدينة الفن بأشكاله كافة، كما ألغى دراسة الفنون الجميلة في جامعة الموصل.

اقرأ أيضاً... عازف يستخدم الموسيقى لمحو آثار الحرب في الموصل
تحت حكم الإرهابيين، كانت الآلات الموسيقية من المحرمات. وعليه، اضطر فاضل البدري إلى إخفاء كمانه.
يقول البدري، ذو الأعوام الخمسة والأربعين، "كان من المستحيل في حينها حمل آلة موسيقية في الشارع عندما كنا محاصرين في الموصل".
اضطر بعض الفنانين في تلك الحقبة إلى مغادرة المدينة خوفاً من التصفية الجسدية، فيما أجبر من بقي في الموصل، على غرار الفنان أحمد الساهر (33 عاماً) على إعلان "التوبة" مكتوبة وموقعة بخط يده ليعلقها الإرهابيون أمام أبواب المساجد بأسلوب مذل.
وحتى قبل ظهور تنظيم داعش المتطرف، فرضت مجموعات خصوصا تنظيم القاعدة الإرهابي خلال العقد الماضي أحكامها المتشددة في أحياء عدة من الموصل بما يشمل منع الموسيقى بكل أشكالها.
لكن هذا كله بات من الماضي، فقد أصبح البدري يحمل كمانه بفخر في أحد المقاهي أمام جمهور متحمّس يصفق ويدندن أغنيات فلكلورية موصلية، من الأكثر شعبية في العراق.
وسط رواد من مختلف الأجيال بغالبيتهم من الرجال مع قلة من النساء، كانت آمنة الحيالي (38 عاماً) تستمتع بسماع الأغاني الموصلية.
وتقول الحيالي "فشل الإرهاب في قتل حب الموصليين للفن بأنواعه المختلفة الذي نهض من جديد رغم الدمار الحاصل".
تضيف "اليوم، نغني وننشد بعد فترة قطع الروؤس والجلد وفرض الخمار واللحية وأساليب التشديد الأخرى خلال الفترة المظلمة".
فمنذ الأيام الأولى لسيطرته على الموصل في صيف العام 2014، اعتمد تنظيم داعش الإرهابي نهجاً واضحاً. فقد بدأ مقاتلوه بتدمير تمثال شيخ المقرئين وصاحب البصمة الكبيرة في المقام العراقي الملا عثمان الموصلي بعدما بقي لسنوات طويلة أمام محطة القطار في غرب المدينة.
بعد ذلك، دمر التنظيم عشرات الآلات الموسيقية الوترية والهوائية، وأقفل مكاتب الموسيقى والاستوديوهات والتسجيلات ومنع إذاعة الأغاني والموسيقى في المقاهي والسيارات والمنازل.
اليوم، لا توجد قاعات للحفلات الموسيقية في المدينة، على عكس ما كانت عليه في القرن العشرين.
ولذلك، يقول نقيب الفنانين في محافظة نينوى تحسين حداد "نحن في حاجة ماسة إلى دعم واهتمام الحكومة المركزية في بغداد، بخاصة في ظرفنا الراهن بمدينة الموصل الخالية نهائياً من المسارح وقاعات السينما والصالات الفنية" اللازمة لتقديم العروض.
في غياب تلك الصروح وغيرها من المساحات المناسبة للحفلات، تدعو المقاهي بشكل منتظم مجموعات موسيقية لتقديم عروضها، وقد أقيم آخر مهرجان موسيقي قبل بضعة أيام في ملعب جامعة الموصل.
وقبل فترة وجيزة، أقام الموسيقار العراقي الشهير كريم وصفي حفلاً موسيقياً في إحدى حدائق المدينة، التي كانت قبل فترة مراكز تدريب يعد فيها تنظيم داعش الأطفال ليصبحوا مقاتلين.
لكن رغم ذلك، تقول الحيالي إن "الموصل عادت (...) وعاد تراثها الموسيقي أيضاً".

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©