السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عيـال زايد.. والخدمــة الوطنيـة

عيـال زايد.. والخدمــة الوطنيـة
31 أغسطس 2014 01:05
يعتبر يوم الحادي والثلاثين من أغسطس 2014، يوماً تاريخياً بكل المقاييس بالنسبة لنا نحن عيال زايد، فقد شهد هذا اليوم انطلاق الدفعة الأولى من أفواج الخدمة الوطنية والاحتياطية من أبناء الإمارات إيذاناً بفتح صفحة جديدة في مسيرة العمل الوطني، عنوانها وشعارها تعميق الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة وقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله. لا جدال في أن الخدمة الوطنية والاحتياطية، هي الحصن المنيع الذي سيعمق في نفوس أجيالنا الشابة من أبناء الوطن الانتماء ويوفر لهم فرصة للتعبير عن القيم المعبرة عن هويتنا الوطنية الراسخة التي غرسها فينا، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما أن الخدمة الوطنية هي بوتقة لحشد الطاقات وتأهيل الكفاءات وتبادل الخبرات، بما يضمن لوطننا الغالي أقصى استفادة ممكنة من جهود أبنائه المواطنين جميعا في مجالات التنمية كافة. لقد أظهرت مشاعر أبناء الإمارات الذين التحقوا بمعسكرات التدريب أن غرس زايد الخير قد أثمر وآتى أكله طيِّباً مباركاً، وأن التنشئة الوطنية الإيجابية التي كان للوالد المؤسس فضل غرسها في نفوس أبنائه تتجلى ساطعة في الإقبال الحماسي على أداء الواجب الوطني، والتسابق إلى التعبير عن الاستعداد لحماية ترابه والدفاع عن ثرواته وصون تجربته التنموية التي حققت الرخاء لكل أبنائه وفاض خيرها على العالمين. إن الخدمة الوطنية في مصنع الرجال ممثلاً في المؤسسة العسكرية، هي فترة انخراط وجيزة بمعايير الزمن، ولكنها تمنح صاحبها وسام شرف وطني نبيل على مدى زمني طويل، فهي أحد تجليات إدراك حقوق المواطنة وواجباتها، والإيمان بأن الأوطان يحميها الرجال وأن مسيرة العمل والإنتاج لابد لها من درع قوي يصونها ويُحصنها ويوفر لها المناعة في مواجهة التحديات والتهديدات الآجل منها والعاجل. إن من نال شرف الالتحاق بالدفعة الأولى بالخدمة الوطنية ومن سيأتي بعدهم، بات يتطلع إلى المستقبل برؤية مغايرة، بل لا أبالغ إذا قلت إنه يعتبر جيلاً محظوظاً توافرت لديه فرصة تاريخية لصقل القدرات والمهارات الفردية والشخصية والانطلاق إلى الحياة العملية وما تموج به من تحديات تنافسية باتت تتطلب سمات شخصية قوية، ربما لا تكتسب سوى من خلال الاحتكاك ببيئة تسهم في صقل الشخصية والتأهيل النفسي والبدني للشباب. فمن ينظر لأهداف الخدمة الوطنية، يجد الشمولية في صنع القوة الشاملة لحماية الوطن ومكتسباته التنموية، وهي مهمة عمادها ومحورها أبناء الوطن، بغض النظر عن مواقعهم وتأهيلهم وطبيعة عملهم، فالخدمة الوطنية تشكل قوة دفاع وطني إضافية من شباب الوطن لحماية حدوده والمحافظة على مقدراته ومكتسباته الوطنية، باعتبار أن مسؤولية الدفاع الوطن تشمل أفراد المجتمع وأطيافه كافة، الأمر الذي يشكل سياجاً إضافياً واقياً لأمن الوطن ويجعل كل أبناء الوطن حراساً أوفياء ينطلقون طواعية لحمايته والدفاع عنه دون أن ينتظروا أمراً. لقد أثبت عيال زايد حسهم الوطني العالي عندما لبوا نداء الخدمة الوطنية بكل حماس ودافعية فكانوا- وسيظلوا- نموذجاً متميزاً لأبناء الوطن المخلصين الأوفياء، من خلال تفاعلهم واندفاعهم للالتحاق بالدفعة الأولى من الخدمة الوطنية والتي كانت على قدر المسؤولية وعند مستوى طموحات قيادتنا الرشيدة، التي ترى فيهم قادة المستقبل والثروة الكبرى التي تعتمد عليها في تسجيل المزيد من النجاحات التي تبهر العالم. فأهلاً بكل أبناء الوطن في ميدان الشرف والبطولة بمعسكرات المؤسسة العسكرية، وهنيئاً لدولتنا بالمخلصين من أبنائها. وإننا إذ نأمل التوفيق والسداد في هذه الخطوة المباركة، لا يسعنا إلا أن نوجه أسمى آيات الشكر والعرفان لقيادتنا الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وإلى كل من أسهم في التخطيط والتنفيذ لإنجاح هذه التجربة الرائدة التي طالما تاقت إليها نفوس الإماراتيين جميعاً. كما أننا جميعا ننظر إلى هؤلاء الشباب بكل ثقة واطمئنان على مستقبل هذا الوطن، الذي كان وسيظل دوماً حصناً للوطنية ومدرسة للوفاء والولاء والانتماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©