السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عيون ياس ترصد سعادة الزوار

عيون ياس ترصد سعادة الزوار
21 نوفمبر 2018 00:03

مصطفى الديب (أبوظبي)

دائماً ما يكون للتميز والنجاح أسباب أهمها الاجتهاد والبحث عن الفكرة، وكذلك التفكير خارج الصندوق والبحث عن ما يميز بعيداً عن الآخرين، هذا هو النهج الذي سلكته إدارة حلبة مرسى ياس عندما أرادت أن تكون علامة مميزة وماركة مسجلة على مستوى العالم.
منذ عشر سنوات بدأت حلبة مرسى ياس في استضافة منافسات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1، ومنذ النسخة الأولى كان الإبهار هو العنوان الأبرز لأبوظبي، كانت عاصمة الإمارات حديث العالم والصحافة العالمية.
إشادات العالم وحالة التميز الفريدة التي ظهرت عليها درة الحلبات ضاعفت مسؤوليات الإدارة عاماً بعد الآخر، حيث كان الهدف الأساسي أن يكون هناك جديد كل عام، وليس جديداً فقط ولكن باهراً ومبتكراً وبعيداً تماماً عما ينتجه الآخرون.
نجحت حلبة ياس في لفت الأنظار في كل نسخة ورسم البسمة على وجه زوارها، لكن الأمر الباهر هو أن السعادة تتضاعف والإقبال يتضاعف من خارج الدولة على الحضور إلى عاصمة الرياضة العالمية ومعايشة هذه الحالة الفريدة من نوعها، خصوصاً بعد تولي كادر وطني خالص بقيادة الطارق العامري إدارة الحلبة.


وبعد أن كان القادمون من خارج الدولة يساوون عشرة في المئة فقط من جماهير ياس، أصبحوا هذا العام أكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 65 بالمئة، وهو رقم يؤكد أن فريق العمل يقوم بدوره على أكثر من الوجه الأكمل، خصوصاً إذا ما وضع في الاعتبار أن بطولة العالم هذا العام محسومة من جانب الإنجليزي لويس هاميلتون سائق مرسيدس ولا توجد منافسة على اللقب، لكن المنافسة في المدرجات على الحضور لأبوظبي والاستمتاع بما تقدمه، خصوصاً داخل جزيرة ياس من برامج ترفيهية لا توجد مثلها في كافة حلبات العالم.
ولا تقتصر أسباب النجاح على مكونات جزيرة ياس نفسها وسبل الترفيه، لكن هناك سبب رئيسي للنجاح المتواصل طوال عشر سنوات وهو البحث عن سبل إسعاد جمهور الحلبة، وهناك مجموعة من الاستفتاءات والأسئلة التي تطرحها الإدارة على الجماهير لمعرفة آرائهم في كل شيء والتعرف على مقترحاتهم، وفي هذا العام استحدثت إدارة الحلبة جهاز قياس حالة الرضا لدى الجمهور وهو ابتكار خاص بحلبة ياس وماركة مسجلة باسم جولة أبوظبي التي تبحث دائماً عن النجاح والتميز في كل نسخة.
فقط من خلال بصمة وجهك سيتعرف الجهاز الخاص بقياس رضا الجماهير على حالتك، ويرتبط هذا الجهاز بما يقرب من ألف كاميرا وتحديداً 973 منتشرة في كافة أرجاء درة الحلبات في المدرجات والواحات وعند البوابات.
ويتصل الجهاز بالكاميرات المنتشرة في كل ركن من أركان الحلبة، وتقوم الكاميرات بنقل الصورة إلى الجهاز الذي يقيس مستوى سعادة الزائر من خلال ملامح وجهه، وتعد عيون ياس لقياس سعادة الزوار أحدث التقنيات على مستوى العالم للتعرف على مدى رضا الجماهير عن ما تقدمه الحلبة، ويوفر الكثير من الوقت والجهد على فريق العمل، لاسيما وأنه يعكس مدى استمتاع الزوار بالفعاليات المنتشرة داخل أروقة درة الحلبات.
ويتميز هذا النظام بتسجيل كافة المعلومات عن الشخص الذي يتم التقاط صورته، سواء عمره أو وزنه وكذلك حالته النفسية، وهو الأمر الذي يسهل أيضاً مسألة رصد الفئات العمرية التي تفضل التواجد في ياس لمتابعة هذا السباق الشيق، وأهم مميزات جهاز قياس السعادة أنه يتعرف على الشخص لمرة واحدة ويسجل معلوماته، لكن في كل مرة تلتقطه الكاميرات تقاس ملامح الوجه لمعرفة حالة الرضا خلال اليوم أو الثلاثة أيام بشكل متوسط.

أحمد الكعبي والمعيني في غرفة التحكم (تصوير مصطفى رضا)
ويقول محمد المعيني، مدير إدارة تقنية المعلومات في حلبة مرسى ياس، إن درة الحلبات تستخدم الذكاء الاصطناعي بكافة أشكاله لخدمة الحدث، لاسيما وأن التقنيات الحديثة واحدة من أهم أسباب نجاح ياس على مدار السنوات العشر.
وأضاف: هذا النظام سيساعدنا بشكل كبير على معرفة الذوق العام لـ 65 ألف شخص يزورون الحلبة في كل يوم من أيام الفعاليات، لاسيما وأن قياس حالة الرضا أو عدم الرضا لدى كل هذا العدد بشكل يومي كان صعباً للغاية في الماضي، لكنه مع عيون ياس في الرصد الإلكتروني أصبح أمراً ليس بالصعب.
وتابع: نحن نتخذ دائماً مجموعة من المعايير لتقييم كافة التجارب، ونسعى دائماً لأن نتواجد على القمة في كل شيء.
وعلى صعيد استخدام التقنيات الحديثة يقول المعيني: لدينا العديد من الأمور التي لا تتواجد في بعض الحلبات، أبرزها نظام الأعلام الذكية التي تنتشر في كافة أرجاء المضمار وتتم إضاءتها بشكل سريع خلال حالات الحوادث أو ما شابه ذلك، وتعد من الأمور المميزة والتي سهلت الكثير من العواقب، عكس ما كان يحدث سابقاً باستخدام أشخاص لرفع هذه الأعلام. كما أكد أن ياس من أولى الحلبات التي تستخدم الشاشات العملاقة في المدرجات والتي تعرض صورة للسباق، وكذلك برج للمعلومات متصل بكل سيارة للتعرف على سرعتها ومركزها على مدار فترة التسابق، الأمر الذي يوفر للجمهور رؤية متكاملة في كافة أرجاء الحلبة وفي جميع المدرجات.
وأكد أن إدارة تقنية المعلومات تدير كل ما يخص الأمور التقنية وتتواجد في سبعة مراكز في مواقع مختلفة داخل الحلبة.

700 متطوع في «فورمولا 2018»
رحب محمد بن سليم، رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة، نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، بمشاركة أكثر من 700 متطوع من نادي الإمارات للسيارات للاضطلاع بمسؤوليات إدارة سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا -1.
وقال ابن سليم: «يسرنا مشاركة هذا العدد الكبير من المتطوعين في السباق للسنة العاشرة على التوالي. لقد قام نادي السيارات والسياحة بتدريب وصقل مهارات مئات المتطوعين للتعامل مع أي حدث قد يطرأ خلال السباق على مضمار حلبة مرسى ياس، والتدخل السريع للمحافظة على السائقين والفرق والمتفرجين. ويتمتع المتطوعون بخبرة واسعة وكفاءة عالية في فعاليات سباقات الحلبات والراليات الصحراوية، وتشمل رالي دبي الصحراوي ورالي أبوظبي الصحراوي، وكلاهما جولة مدرجة ضمن بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية للدراجات النارية ودراجات الكوادز الرباعية والسيارات ومركبات الباغي».


وفاز متطوعو نادي الإمارات للسيارات والسياحة بجائزة «أفضل متطوع في العالم» أعوام 2011 و2012 و2013 و2017. ويتولى المراقبون مجموعة متنوعة من الأدوار والمهام الأساسية بفضل مهاراتهم ومؤهلاتهم الفريدة في رياضة السيارات، ما يضمن تنظيم أحداث رياضة سيارات ناجحة وآمنة في سائر أنحاء الدولة. وقد وصفهم محمد بن سليم بـ : «الأبطال المجهولين في رياضة السيارات».
وأضاف: «يتطوع من نادي الإمارات للسيارات هذا العام أكثر من 700، نحو 20% من مواطني الدولة، وقد تم تدريب المتطوعين وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وأبدو التزاماً كبيراً ومعرفة واسعة بمهامهم، حيث إن أغلبهم من حاملي شهادة البكالوريوس والشهادات العليا. ويسعدنا كثيراً أن نرى اهتمام وإقبال والتزام المتطوعين برياضة السيارات في الدولة».
واستطرد قائلاً: «يشتهر سباق الفورمولا 1 بالمستوى العالي من التشويق والإثارة، وسيقوم جميع المتسابقين ببذل أفضل ما لديهم لتحقيق الفوز. أما التحدي الذي يواجهه نادي الإمارات للسيارات فهو ضمان المستوى العالمي للسلامة والأمان الذي حظي به الحدث في دوراته السابقة». من ناحيته، قال رونان مورجان، مدير عام نادي الإمارات للسيارات، والمسؤول الرياضي عن سباق جائزة أبوظبي: «يبلغ طول حلبة مرسى ياس 5.5 كم، وسيتنافس السائقون بسرعات عالية من دون أن يفصل بينها سوى بوصات قليلة. إن هدفنا الأساسي هو ضمان أن يجري السباق على نحو عادل، وأن يغادر كل السائقين والفرق والجمهور ومدراء الحدث سالمين بعد الاستمتاع بفعالية مثيرة ومشوقة».
وأضاف: «فريق متطوعي نادي السيارات الذي يضم أكثر من 700 متطوع هو نتاج سنين من الاستثمار والجهد والالتزام بتدريب المتطوعين والمراقبين وفق أعلى المستويات العالمية. كما أن النجاح الذي حققه النادي على مدى السنوات الأخيرة أدى لحصوله على الاعتراف الرسمي من قبل الاتحاد الدولي للسيارات كأفضل متطوعين في العالم أربع مرات، كان آخرها في عام 2017، حيث فاز باللقب متطوع إماراتي».

2007-2008-2009 رحلة بكل الألوان حتى 2018
تمتلئ ذاكرة حلبة ياس بلحظات باقية من أعمال الإنشاء وحتى اكتمال الإنشاءات، وتحتل الحلبة مكانة بارزة في عالم رياضة سباق السيارات منذ أن استقبلت سباقها الافتتاحي في بطولة العالم للفورمولا -1، وتتميز بموقعها المركزي في جزيرة ياس.


وعمل المصمم العالمي هيرمان تيلكي على تصميم مسار السباق الذي يبلغ طوله 5.554 كيلومتر، وتتضمن أطول مسارٍ مستقيم في بطولة العالم للفورمولا بطول يبلغ 1.2 كيلومتر، كما تتميز باستضافتها السباق الوحيد على روزنامة البطولة الذي ينطلق مع اقتراب الغروب لتنتهي منافساته تحت أنوار الأضواء الكاشفة، وسجل السائق الألماني سيباستيان فيتل أسرع توقيت في موسمها الافتتاحي بعد أن اجتاز مسار الحلبة بزمن قدره 1:40:279.
وتظهر الصور لقطات جوية لحلبة مرسى ياس أثناء بنائها، بالإضافة إلى لقطات مميزة من السباقات بعد اكتمالها.
ومنذ انطلاق سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا -1 عام 2009، أصبح الحدث المرتقب كل عام على روزنامة الأحداث الرياضية، مجتذباً 60 ألف متفرج من مختلف أنحاء العالم كل عام، وفي موسمه العاشر، تحضر حلبة مرسى ياس لعشاق الفورمولا-1 مزيداً من الإثارة والتشويق على مسار السباق، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الترفيهية التي تستضيفها مناطق الواحات.

1100
أعلنت دائرة النقل ممثلة بمركز النقل المتكامل عن تنظيم حركة التنقل خلال استضافة حلبة مرسى ياس لسباقات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا -1 بهدف تسهيل وصول الجمهور من وإلى أماكن الفعاليات بشكل آمن ومريح.
وتعد دائرة النقل منذ انطلاقة البطولة شريكاً استراتيجياً مع اللجنة المنظمة للفعالية في توفير وإدارة الحدث في مجال النقل والحركة المرورية.
وتم إعداد خطة متكاملة تخدم مرتادي هذه الفعالية بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية والشركاء الاستراتيجيين لتنفيذ الخطة بصورة تضمن أمن وسلامة المستخدمين.
وتشمل هذه الخطة مسارات الحافلات ونقاط التوقف والإشارات الضوئية وإدارة الحركة المرورية في جزيرة ياس أثناء الفعالية، وقامت بالتنسيق مع شركات الامتياز بتوفير 1100 مركبة أجرة وفريق عمل مكون من 22 مراقباً لتنظيم حركة مركبات الأجرة قبل وبعد الحدث لنقل الجمهور وأثناء الحفلات الترفيهية.

جرفيتي التراث يزين الأنفاق
ظهرت أنفاق حلبة مرسى ياس بحلة جديدة هذا العام، حيث تم رسم مجموعة من الرسومات التراثية على جدرانها لتعكس التراث الإماراتي الأصيل، ومن أجل ظهورها بحلة جديدة وجذابة ومختلفة عن السنوات الماضية، وتظهر حلبة ياس بشكل عام بحلة مختلفة هذا العام، احتفالاً بمرور عشر سنوات على استضافة العاصمة أبوظبي لفعاليات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1.

10000 موقف للجمهور
خصصت إدارة حلبة ياس عشرة آلاف موقف لأصحاب التذاكر العامة، وعمدت على أن تقتصر المواقف في ياس مول 6 آلاف موقف ومنتزه ياس أربعة آلاف موقف، من أجل راحة الجماهير، وخصصت عدداً كبيراً من الحافلات لنقل الحضور من الموقعين بسرعة ووفق أقصر الطرق المؤدية إلى بوابات المدرجات.

لا يوجد صندوق في سيارة فيتل.. مساء الخير سيد مانسل
يسيطر الخمسة الكبار على رياضة الفورمولا 1، لكن أربعة منهم فقط شاركوا في سباق الجائزة الكبرى الثالث على حلبة مرسى ياس، حيث خاض سيباستيان فيتل السباق، ولكن وصولاً إلى المنعطف الأول فقط، قبل أن ينسحب نتيجة ثقب في الإطار الخلفي الأيمن لسيارته، وبذلك خرج السائق الذي سبق له الفوز في السباق بنسختيه الأولى والثانية مبكراً.


لم يؤثر هذا الحادث كثيراً على فيتل، فقد خرج من دون أضرار بعدما كان قد ضمن بطولة العالم للسائقين في اليابان قبل ثلاثة سباقات، وكان قد تذوق طعم النصر في أبوظبي قبل يوم واحد فقط.
جاء هذا النصر عندما حل فيتل أولاً في التجارب التأهيلية وضمن الانطلاق من المركز الأول بزمن 1:38.481. وكانت تلك المرة 14 التي يضمن بها انطلاقه من المركز الأول في موسم 2011، معادلاً بذلك الرقم القياسي المسجل باسم نايجل مانسل.
كان فيتل في الخامسة من عمره عندما حقق نايجل هذا الرقم القياسي لمصلحة فريق ويليامز في عام 1992. ولطالما سعى السائق الألماني إلى تحقيق البطولات والألقاب الثانوية المرافقة لبطولة الفورمولا- 1 مثل الانطلاق من المركز الأول، وصاحب أسرع دورة – وقد صرخ قائلاً عندما أدرك أنه استطاع معادلة الرقم القياسي «صدق ذلك يا عزيزي، صدق ذلك». وأرسل فريق ريد بُل رسالة فحواها «مساء الخير سيد مانسل»، احتفالاً بهذا الإنجاز.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد كان ذلك العام بداية لثلاث سنوات لم يكن فيها سباق أبوظبي السباق الأخير في الموسم، وعندما شارك فيتل بعد أسبوعين في سباق الجائزة الكبرى في البرازيل، استطاع تحقيق المركز الأول في التجارب التأهيلية، وضمان الانطلاق من المركز الأول للمرة 15 في موسم واحد، محطماً بذلك رقم مانسل.
وقال فيتل عن إنجازه الرائع: «لا يوجد صندوق في السيارة أفتحه، وأخرج منه الانتصارات، شعرت أن السيارة يمكنها تقديم المزيد، وأن علينا الحصول عليه». وأظهر معرفته بتاريخ هذه الرياضة عندما قال: «لقد خاض مانسل عدداً أقل من السباقات بسباقين عندما حقق هذا الرقم، لكن معادلة رقمه تبقى إنجازاً مميزاً جداً».

هاميلتون يجلس فوق السحاب
استفاد هاميلتون من خروج فيتل المبكر من سباق أبوظبي في نسخة 2011، وحقق انتصاره الثالث، وقال هاميلتون بعد وصوله إلى خط النهاية في حلبة مرىسى ياس: «في هذه اللحظة أشعر أني أجلس فوق السحاب»، وقد أثبت ذلك بتقديم أداء في غاية الهدوء.


وأضاف بعدما استطاع الوصول إلى خط النهاية أمام ألونسو من فريق فيراري وزميله في الفريق جنسن باتون: «أشعر بإحساس رائع، أعتقد أنه أحد أفضل السباقات في مسيرتي. قلت ذلك لنفسي عندما أبطأت، إن البقاء أمام أحد أفضل السائقين في العالم طوال السباق هو أمر صعب للغاية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©