الإمارات تسيِّر قافلة مساعدات للنازحين في مقديشو

واصلت دولة الإمارات عملياتها الإغاثية للمتأثرين من الجفاف والمجاعة في الصومال، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وبدعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر. وقام فريق الإمارات لإغاثة ضحايا المجاعة في القرن الأفريقي الموجود حالياً في مقديشو بتسيير قافلة مساعدات إلى مخيمي “تربون” و”حلني” للنازحين في العاصمة الصومالية تتكون من 40 طناً من المواد الغذائية المتنوعة. وأشرف الفريق الذي يتكون من ممثلين لهيئة الهلال الأحمر على توزيع المواد الغذائية على ألف أسرة عدد أفرادها حوالي 7 آلاف نازح داخل المخيمين، وتكفي المواد الغذائية الأسرة الواحدة لمدة شهر. ويتم يومياً تسيير قوافل الإغاثة للمخيمات الصومالية ضمن خطة وضعها الفريق الإماراتي لتوفير احتياجات آلاف النازحين من المواد الغذائية خلال شهر رمضان الكريم. وتتوالى عمليات الإغاثة للنازحين وسط قلق شديد من تفاقم معاناة النازحين وتزايد أعدادهم بسبب اتساع رقعة الجفاف في الصومال وامتداد المجاعة إلى مناطق أخرى كانت إلى الأمس القريب خارج نطاق تأثير كارثة القحط والجفاف. وامتدت مساعدات الدولة حتى الآن إلى 10 مخيمات داخل الأحياء القديمة وفي أطراف مقديشو، وتغلب كارثة النزوح التي تتفاقم يومياً على المشهد العام في العاصمة الصومالية التي تستقبل في كل يوم جديد عشرات الآلاف من النازحين الذين يحتاجون لرعاية خاصة ومتطلبات ضرورية في المجالات المعيشية والصحية والإيوائية. ويتحرك فريق الإغاثة الإماراتي في عدة اتجاهات للحد من تفاقم معاناة المتأثرين من ظروف القحط والجفاف، وتعزيز سبل الاستجابة الإنسانية لدرء المخاطر المحدقة بالنازحين، فبجانب قوافله الإغاثية التي تجوب أحياء العاصمة وصولاً للنازحين في مخيماتهم التي تفتقر إلى الكثير من الأساسيات فإنه يعمل بقوة لتحسين سبل الرعاية الصحية عبر تسيير قوافل طبية إلى المخيمات بالتنسيق مع وزارة الصحة الصومالية وعيادة هيئة الهلال الأحمر في مقديشو والتي وفرت كوادر طبية تطوعية في عدد من التخصصات الحيوية. ويتعاظم دور فريق الإغاثة الإماراتي يومياً نتيجة للتحديات التي تواجه سير عمليات الإغاثة ومقابلة الاحتياجات المتزايدة للنازحين في المجالات الغذائية والصحية، كما يتسع نطاق عمل الفريق لتغطية متطلبات معظم المخيمات التي تواجه شحاً شديداً في المستلزمات الحياتية اليومية. وكان الفريق قد وفر منذ وصوله إلى مقديشو قبل أكثر من أسبوعين مخزوناً استراتيجياً من المواد الإغاثية الأساسية ما مكنه من الاستمرار في برامجه وعملياته الإغاثية دون انقطاع، ويستعد الفريق حالياً لاستقبال المزيد من الشحنات الإغاثية المرتقبة من الدولة؛ لتعزيز جهوده وتوفير المزيد من احتياجات النازحين. وتتواصل العمليات التنسيقية بين الفريق الإماراتي والجهات الصحية الصومالية لتكثيف برامج عيادة الإمارات المتنقلة لتشمل بقية المخيمات التي لم تتضمنها المرحلة الأولى من خطة الرعاية الصحية التي تتوسع دائرتها باستمرار نسبة للتحديات الصحية التي تواجه النازحين في الوقت الراهن، وذلك حسب التقييم المستمر للأوضاع الصحية داخل المخيمات والتقارير التي يرفعها الفريق الطبي من خلال وجوده اليومي مع المرضى والتي أظهرت تدهور الأوضاع الصحية داخل المخيمات خاصة المتعلقة بأوضاع الأمومة والطفولة. ورحبت وزارة الصحة الصومالية بمبادرة الإمارات لتحسين الظروف الصحية للنازحين، مؤكدة أن الإمارات تتلمس عن قرب مواجع الساحة الصومالية عبر تواصلها الدائم ووجودها الميداني القوي والمؤثر. وقال معالي عبد العزيز الشيخ يوسف وزير الصحة الصومالي، إن وزارته تتطلع دائماً لمثل هذه المبادرات الجريئة والمسؤولة والتي تعنى بتحسين صحة الإنسان الصومالي الذي عانى كثيراً الكوارث والأزمات، وشدد على حيوية التنسيق الجاري بين الوزارة والفريق الإماراتي لتحسين سبل الرعاية الصحية للنازحين والمتأثرين من الظروف الحالية في بلاده. وتقبل الإمارات حالياً على مرحلة جديدة من البذل والعطاء للحد من تداعيات الأوضاع الإنسانية على الساحة الصومالية، وتجسد توجيهات قيادة الدولة الرشيدة المستمرة بتعزيز مجالات التضامن مع الضحايا و المتأثرين، حرصها الشديد على تخفيف معاناة الأشقاء في الصومال وتحسين ظروفهم الإنسانية والوقوف بجانبهم في محنتهم الراهنة.