اغتيال مسؤول أمني كبير في جنوب اليمن

اغتال مسلحون مجهولون، أمس مسؤولاً أمنياً يمنياً بمحافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد، فيما جدد اليمن رفضه لتواجد “قوات أجنبية” على أراضيه، نافيا الأنباء التي تحدثت عن “نشر” طائرات أميركية من دون طيار “لتعقب العناصر الإرهابية”. وأكد مصدر امني مقتل مدير أمن الشركات النفطية العاملة بالمحافظة العقيد علي ثوابه وإصابة آخر بجروح خطيرة في هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم ينتمون الى تنظيم “القاعدة”. وقال المصدر إن “مسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا سيارة عسكرية تابعة لمحور شبوة بالأسلحة الرشاشة في شارع النصب وسط سوق عتق مما أدى الى مقتل العقيد علي ثوابة”. كما أصيب ضابط آخر بجروح خطيرة نقل على اثرها الى المستشفى، حيث أفاد مصدر طبي أن حالته حرجة. وذكر المصدر في تصريح صحفي أن المسلحين كانوا يستقلون سيارة عندما هاجموا العقيد ثوابه ولاذوا بالفرار مؤكداً قيام حملة تمشيط واسعة بحثاً عن الجناة. وتشهد محافظة شبوة نشاطاً واسعاً لأعضاء تنظيم “القاعدة” في اليمن حيث قامت عناصر من التنظيم باستهداف العديد من النقاط الأمنية ورجال الامن. يذكر أن شبوة هي المحافظة التي ينتمي إليها رجل الدين المتشدد أنور العولقي الذي يعتقد أنه يختبئ في إحدى مناطق المحافظة. وحسب مصادر إعلامية يمنية، فإن الضابط القتيل كان يشغل أيضا منصباً عسكرياً في الجيش اليمني، هو أركان حرب الكتيبة الثالثة في اللواء 21. وبمقتل العقيد ثوابه، يرتفع إلى 104 عدد ضحايا الأمن والجيش اليمني جراء الهجمات المسلحة لـ”القاعدة” منذ يناير الماضي، حسب إحصائية خاصة بـ «الاتحاد». ونفى مصدر يمني مسؤول الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول إنشاء مكتب استخباراتي دولي في اليمن بهدف التصدي لتنظيم “القاعدة” ونشر طائرات أميركية في اليمن من دون طيار لتعقب العناصر الإرهابية. وأشار المصدر إلى أن تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة وقال “إنها تأتي في إطار الحملة الإعلامية الظالمة والمؤسفة التي تستهدف اليمن وأمنه واستقراره وسمعته وجهوده في مجال مكافحة الإرهاب”. وأكد أن اليمن لديه القدرة على القيام بمحاربة الإرهاب من خلال مؤسسته الدفاعية والأمنية التي تقوم بواجباتها ومهامها الوطنية والدستورية بكفاءة عالية ونجاح دون حاجة لتدخل أي طرف آخر للقيام بذلك، منوهاً بأن الجمهورية اليمنية لديها علاقات تعاون جيدة مع المجتمع الدولي وهي شريك فاعل للأسرة الدولية في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تبادل المعلومات أو الجوانب المتصلة بالتدريب والتأهيل باعتبار الإرهاب آفة دولية خبيثة ويشكل مصدر خطر على الأمن والاستقرار العالمي. وجدد المصدر رفض اليمن لأي تواجد لقوات أجنبية على أراضية، وقال إن المعركة ضد الإرهاب هي معركة يمنية خالصة وان التدريب والتنسيق الأمني وأن التعاون مع المجتمع الدولي يقتصر فقط على تبادل المعلومات والتدريب والتنسيق الأمني وفي حدود الحفاظ على السيادة الوطنية. وقال إنه كان “الأحرى” بوسائل الإعلام المحلية والعربية أن تبحث عن الحقيقة “بدلاً من الانجرار وراء تلك الدعايات والحملة الظالمة ضد اليمن”، وأن “تبني شهرتها بعيداً عن الإساءة لليمن أو تشويه الحقائق”. من جانب آخر أكد محامي اليمني المتهم بقتل فرنسي أمس أن موكله لا علاقة له بتنظيم “القاعدة” وأنور العولقي الذي حكم عليه غيابيا في إطار القضية نفسها أمام محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب في صنعاء. وقال المحامي ناصر علي محمد أمام المحكمة إن موكله “ليس له أي علاقة بتنظيم القاعدة أو بالمتهم الثاني أنور العولقي الفار من وجه العدالة”. وأدلى ثمانية أشخاص بشهادات اتفقت كلها على انهم رأوا هشام عاصم يطلق النار على الفرنسي جاك سبانيولو في 6 أكتوبر. وهتف المتهم “هذا كله كذب”. وقال أحد الشهود لرئيس المحكمة القاضي محسن علوان “ان عصام بعد ان قام بقتل الفرنسي جاكوزي كان يبحث عن مدير شركة (او ام في) النمساوية للطاقة الأميركي الجنسية ليقتله”. وتمكن المتهم من إصابة اسكتلندي مسؤول عن أمن مقر الشركة في صنعاء. أما محامي العولقي وأحد أقاربه اللذين يحاكمان غيابيا فأكد من جهته أن موكليه لا علاقة لهما بهشام غلصم. وقررت المحكمة في ختام الجلسة إرجاء بحث القضية إلى ما بعد عيد الأضحى في منتصف نوفمبر، لكن من دون تحديد تاريخ.