حكاية مثل

يقال في معرفة حقيقة الشيء عند جهينة الخبر اليقين.. قطع الشك باليقين ''عند جهينة الخبر اليقين'' مثل أو قول سائر يضرب في معرفة الشيء على حقيقته، وقطع الشك باليقين· وتروي بعض المراجع أنه جفينة، وحفينة، لكن الشائع أنه جهينة، أما قصته فهي أن رجلاً كان يسمى الأخنس بن كعب، أحدث في قومه حدثاً، فخرج هاربا، فلقيه الحصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب، فسأل كل منهما الآخر عن نفسه، ولما تعارفا تعاهدا أن لا يلقيا أحداً من عشيرتيهما إلا سلباه، وكلاهما فاتك يحذر صاحبه· فلقيا رجلاً فسلباه، فقال لهما: هل لكما أن تردا علي بعض ما أخذتما مني وأدلكما على مغنم؟ فوافقا، فدلهما على مكان رجل من لخم قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير، فردَّا عليه بعض ماله وطلبا اللَّخْمِىَّ فوجداه نازلاً في ظل شجرة، وقُدَّامه طعام و شراب، فعرض عليهما الطعام، فأكلا وشربا، ثم إن الأخنس ذهب لبعض شأنه فرجع فوجد اللخمي يَتَشَحَّط في دمه، فقال الجهني - أي الأخنس- وَيْحَكَ فَتَكْتَ برجل قد تحرمنا بطعامه وشرابه، فقال: اقعد يا أخا جهينة، فلهذا وشبهه خرجنا· وبعد أن شربا ساعة وتحدثا، قال الحصين: يا أخا جهينة، هل أنت للطير زاجر؟ قال: وما ذاك؟ قال: ما تقول في هذه العُقاب الكاسر· قال الجهني: وأين تراها؟ قال: هي ذا، وتطاول ورفع رأسه إلى السماء، فوضع الجهني بادرة السيف في نحره، فقال: أنا الزاجر والناحر، وحمل متاعه ومتاع اللخمي، وانصرَّ راجعاً إلى قومه· فمر ببطنين يقال لهما مراح وأنمار فإذا هو بامرأة تنشد الحصين فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا صخرة امرأة الحصين، قال: أنا قتلته، فقالت: كذبت ما مثلك يقتل مثله، فانصرف إلى قومه فوقف حيث يسمعونه، وقال: وكم من فارس لا تزدريه.. إذا شخصتْ لموقعه العيـونْ كصخرة إذ تساءَلُ في مَرَاحٍ.. وأنمارٍ وعلمهما ظنونْ تٌسائِلُ عن حصينٍ كل ركبٍ.. وعند جهينة الخبر اليقينْ فمن يكُ سائلاً عنه فعندي.. لصاحبه البيان المستبيــنْ