السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د. سيد عبدالكريم: رمضان العرب أصبح أفرنجيا

14 أكتوبر 2006 00:34
القاهرة - سعيد ياسين: رمضان في حياة الفنان سيد عبدالكريم رحلة جميلة وممتعة وممتدة من الاسكندرية التي قضى فيها طفولته وشبابه الى فرانكفورت في ألمانيا حيث حصل على الدكتوراه في مكافحة الآفات الى بنها والقاهرة حيث جمع بين عمله الأكاديمي كأستاذ جامعي وعمله في الفن من خلال شخصيات ابن البلد التي برز فيها بشكل كبير، ويحرص على أن يعيش مظاهر وطقوس الشهر الكريم ، رغم أنه يرى أن الروح الغربية بدأت تزحف على الروحانيات والتقاليد الرمضانية• النجومية تحتاج إلى نفاق وخلفيات مادية وعلاقات وأنا لا أجيد تلميع الأشياء ما ذكرياتك عن رمضان الطفولة؟ ولدت في حي المنشية بالاسكندرية وتربيت في حي كليوباترا وسيدي جابر وكان رمضان رائعا وكنا عندما نرى أمرا خاطئا لا نسكت ونحن أطفال، وأذكر أنني أخذت علقة ساخنة لأنني مع زملائي رأينا شابا يسير مع فتاة في نهار رمضان فأنشدنا وراءهما ''سيب النعجة يا خروف سيبها وأمشي بالمعروف'' وكنا ننزل الى شارع ابن زبير في كليوباترا ولا نعود الى البيت إلا مع السحور، وكنا نحرص على اقتناء الفوانيس وترديد الاغنيات المفضلة برمضان• هل تمارس طقوسا معينة في رمضان؟ مع الصيام وقراءة القرآن والتوصل العائلي أحرص على دخول المطبخ قبل الإفطار لأغسل الأواني لإعداد السلاطة التي تعد من عاداتي ، والجميع في البيت يتركون لي هذه المهمة لأمارسها بمزاج وجودة يحسدني عليها الأهل والجيران وأترك لزوجتي كل شؤون المطبخ وعمل الكنافة والقطايف وغيرها• هل اختلف رمضان عن الماضي؟ اختلف كثيرا خاصة في الأماكن الشعبية التي تكون فيها العلاقة من نوع خاص بين الانسان وربه، أما الآن فأصبح رمضان'' أفرنجيا '' وغلبت عليه السمات الغربية ، رغم أن الناس يصومون ويصلون ولكن السمات المحيطة بهذا الشهر مثل المسلسلات الكثيرة والبرامج والأغاني والمسابقات تقلل التوحد مع العبادة التي يجب على الانسان أن يخلص لها• هل قضيت رمضان خارج مصر؟ قضيته سبعة أعوام في ألمانيا حين كنت في بعثة دراسية للحصول على الدكتوراه في مقاومة الآفات ، وكنت أعيش في بلدة بجوار فرانكفورت ، ولم نكن نشعر برمضان الا في بيوتنا حيث لم تكن هناك مساجد لنخرج إليها ونمارس طقوسا دينية جماعية وكان هناك بعض الأصدقاء المسلمين فكنا نتسامر حتى السحور• هل تحرص على زيارة أماكن معينة في رمضان؟ كنت أحرص على الذهاب الى السيدة زينب لأن خالتي كانت تعيش هناك ، والحياة الحقيقية تكون في الأماكن الشعبية التي كنت واحدا منها• من تحرص على تلبية دعوته للفطور أو السحور؟ أصدقاء قليلون جدا لأنني تقدمت في العمر، وأسكن الدور الرابع في عمارة ليس بها مصعد في حي العجوزة وأجد صعوبة كبيرة في النزول والصعود ، لذلك أفضل البقاء في البيت أو في منطقة فيها حميمية خاصة في مقر النادي الأهلي بالجزيرة• هل تفضل أكلات رمضانية معينة؟ الفول أساسي في رمضان وزوجتي طباخة ماهرة ولديها القدرة على عمل وجبات شهية لا تجهد المعدة وهي اختصاصية في هذه الناحية• ما رأيك في موائد الرحمن؟ الناس يريدون عمل الخير ولكن لا يعرفون كيف يفعلونه والفقراء كثيرون ومن يود عمل الخير يجد المتاح أمامه مائدة رحمن في الشارع لإفطار من لا يملكون الافطار في بيوتهم وبعض الموائد تقدم طعاما جيدا وتغري بعض من يجلسون في البيت للنزول اليها• فكر ومضمون كيف تتابع أعمال رمضان الدرامية؟ أحرص على متابعة الأعمال التي تحتوي على جرعات أدبية أو دينية خاصة التي نكون على علم مسبق بموعدها شريطة ان تكون جميلة ومثيرة وهناك أعمال تجذبنا من حلقاتها الأولى خاصة التي تحتوي على فكر ومضمون، وزوجتي متدينة جدا ولا تحب الفن والفنانين وبناتي الأربع محجبات ومنهن المنقبات• ما دورك في مسلسل ''حدائق الشيطان''؟ أشارك في بطولته أمام الفنان السوري جمال سليمان ورياض الخولي وسمية الخشاب وعبدالله فرغلي ومحمود الحديني وانجي شرف وأؤدي شخصية الحاج ''صدقي'' تاجر الجملة الذي يحصل على الغلال من المزارعين ويتعرف على فتاة فقيرة تبيع الخبز ويعرض عليها الزواج رغم فارق السن الكبير بينهما لكنها ترفض خاصة أنها على علاقة مع أحد المزارعين، ولكن أمها تقنعها في محاولة لانتشالهم من الفقر• ما أبرز أعمالك التي عرضت في رمضان؟ عشرات الأعمال الناجحة منها ''الشهد والدموع ، وأسوار الحب، وليالي الحلمية، والراية البيضا ، وأهالينا ، وزيزينيا، ولما التعلب فات، وكناريا وشركاه، ووجع البعاد، وعابر سبيل، وريش على مافيش، وقال البحر''• لماذا تعاونت في غالبية أعمالك مع المؤلف أسامة انور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ؟ إسماعيل عبدالحافظ مخرج متميز يعشق الفنان العمل معه ويتعامل مع الناس برجولة ، تعجبني على المستوى الشخصي وهو ما ينطبق على أسامة عكاشة لأنه كاتب متميز ورائع ومحب للناس وعلى أخلاق عالية وصاحب كتابات متنوعة، وأسعد عندما يسند اليّ عمل من تأليف أسامة خاصة لو أخرجه اسماعيل عبدالحافظ مثلما حدث في ''ليالي الحلمية'' في شخصية ''زينهم السماحي'' حيث أحببت المؤلف والمخرج ، وبالتالي الشخصية فأتقنتها وعلقت في ذهن الجمهور• كيف جاءت انطلاقتك الى التمثيل؟ كان يشرف على فريق التمثيل في كلية الزراعة بالاسكندرية المخرج الراحل نور الدمرداش الذي شجعني على الانضمام الى التليفزيون لذلك فضلت الالتحاق بزراعة الزقازيق فرع بنها لأكون قريبا من القاهرة، وبدأت معه مسلسلات التليفزيون وأديت معه أدوار المعلم وأنا أجد نفسي في مثل هذه الأدوار سواء المعلم وابن الحارة أو الصعيدي• هل نجاح الفنان في أدوار معينة نقمة عليه؟ قدمت أدوارا كثيرة لم تكن بنفس نجاح ''ليالي الحلمية'' وأؤدي عملي بإخلاص وأحبه بدرجة كبيرة وأعتمد في كل أموري على الصدق الى جانب نفسية المتلقي الذي يشاهد الحدوتة• لو ركزت أكثر في عملك الفني لكان لك شأن آخر؟ والدي أصر على أن أكمل تعليمي الجامعي، وقال انه يريد ان أكون دكتورا، وأن العلم هو الأساس ففعلت ما يرضيه حيث أخلصت في مذاكرتي وتفوقت وعملت أستاذا في الجامعة ومع هذا اتجهت لدراسة السيناريو والاخراج في معهد السينما ووالدي مات وهو راض عني• ألم تسع للنجومية؟ النجم يحلق في سماء عالية ويتألق والعيون كلها تنظر له ، وأنا ممثل ولكن الأضواء والانعكاسات ليست مسلطة عليّ ، ولا أعتبر نفسي نجما ، لكني ممثل لو أعطى الفرصة الصحيحة فسيتألق ويشع والخامة الجيدة موجودة رغم أن العوامل الأخرى التي تضيء هذه الجوهرة بعيدة• ماذا أضفت لشخصية ابن البلد؟ كثيرون أجادوا في أدوار ابن البلد لكنني قدمتها بطبيعتها وأوجهها المختلفة الايجابي منها والسلبي• هل الموهبة وحدها تكفي؟ لا فالمسألة الآن تحتاج إلى نفاق وخلفيات مادية وعلاقات وانا لا أجيد العلاقات الاجتماعية أو تلميع أشياء أرى انها طبيعية فلا أحاول إعطاءها حجما أكبر مما تستحق واترك كل المسائل على طبيعتها• هل أنت محظوظ؟ هناك أشياء كثيرة تؤكد انني لست محظوظا ولكنني طيب وهذه الطيبة تجعلني أعتقد أن الاخرين طيبون ويتبعون نفس أسلوبي ولكنني بعد فترة اكتشف العكس• ألم تفكر في أن تكون عميدا لكلية الزراعة أو رئيسا للجامعة؟ طوال عملي لم أسع لمركز إداري ، والشيء الوحيد الذي فرحت به هو ريادة الشباب في كلية الزراعة لأنني أحب الطلبة والناس وحاولت توجيههم بشكل صحيح وأقمت ترابطا بين الطلبة والأساتذة لأنني كنت أريد ان تسود روح جامعية طيبة•
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©