الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات في اليمن مناهضة للتمرد «الحوثي»

تظاهرات في اليمن مناهضة للتمرد «الحوثي»
30 أغسطس 2014 16:40
تظاهر عشرات آلاف اليمنيين أمس الجمعة في العاصمة صنعاء وبعض مدن البلاد تنديداً للحراك الذي تقوده منذ أسبوعين جماعة الحوثي المتمردة في الشمال لإسقاط الحكومة الانتقالية وإلغاء قرار خفض الدعم عن المشتقات النفطية. واحتشد عشرات الآلاف من مؤيدي الحكومة الانتقالية وحزب الإصلاح الإسلامي السني الشريك في الائتلاف الحاكم في شارع الستين غرب العاصمة دعما لدعوات «الاصطفاف الشعبي» ضد تحركات جماعة الحوثيين التي تجمع عشرات الآلاف من أنصارها في شارع المطار، شمال المدينة، للمطالبة بـ«التصعيد الثوري» وإسقاط الحكومة التي وصفوها بـ«الفاسدة». وأدى المتظاهرون في شارع الستين حيث منزل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي صلاة الجمعة تحت شعار «معا لأجل اليمن»، بينما رفع مؤيدو المتمردين الحوثيين شعار «ثورة الشعب. . إرادة لا تقهر» أثناء تجمعهم الحاشد القريب من منشآت حكومية سيادية ومطاري صنعاء المدني والعسكري، في حين حلقت مروحيات عسكرية على أجواء منخفضة فوق المعسكرين. وهتف مؤيدو الحكومة وحزب الإصلاح، وبينهم مئات النساء، «اصطفاف واحتشاد. . واجب من أجل البلاد»، و«الحوار ومخرجاته. . المخرج والحل بذاته». واتهم متظاهرون المتمردين الحوثيين بالتخطيط للسيطرة على العاصمة صنعاء لإسقاط النظام الحالي، وقال أحدهم للتلفزيون اليمني الحكومي :«يجب علينا أن نتقدم الصفوف دفاعا عن الثورة والجمهورية ومكتسبات الوطن». وقال محتج آخر :«نرجو من الشعب اليمني وعلى رأسه القوات المسلحة أن يكون ولائه لله والوطن وليس لأشخاص»، في حين أبدت متظاهرة منقبة رفضها لقرار الحكومة زيادة أسعار المشتقات النفطية الصادر أواخر يوليو لكنها أكدت أيضا معارضتها لـ«الحرب وحصار صنعاء وتفتيت البلاد»، حسب قولها. ومنذ 18 أغسطس الجاري يتمركز آلاف المسلحين الحوثيين عند مداخل صنعاء للضغط على الحكومة بالاستقالة وإلغاء الزيادة السعرية، بينما بدأ مئات غير مسلحين الأسبوع الماضي بالاعتصام قرب وزارة الداخلية ومبنى التلفزيون الرسمي ومنشآت حكومية أخرى شمال العاصمة تنفيذا لدعوة زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، بـ«التصعيد الثوري». وقال خطيب صلاة الجمعة في شارع الستين، الداعية الإسلامي عبدالرقيب عباد، إن انتفاضة الحوثيين «ظاهرها إسقاط الجرعة وباطنها إسقاط الشرعية». ونعت عباد، وهو قيادي في حزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الحوثيين وأنصارهم بـ«أعداء الوطن»، وقال :«هاهم الآن يلوحون بالحرب عليه (الوطن) بدعوى الزيادة السعرية»، مشيرا إلى أن حصار العاصمة صنعاء وإسقاط المحافظات والتلويح بالحرب المدمرة «تحديثات تعصف بالوطن وتهدد أمنه واستقراره وتنذر بتقطيع أوصاله». و«الحوثيون» جماعة دينية متمردة في محافظة صعدة (شمال) منذ 2004 لكن نفوذها تنامى بشكل كبير بعد إطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح مطلع 2012 تحت احتجاجات شعبية عارمة استمرت 13 شهرا. وشدد على ضرورة الاصطفاف الوطني ومساندة الدولة «في تحمل مسؤوليتها الدستورية والقانونية بالحفاظ على النظام الجمهوري الوحدة الوطنية والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني» الذي اختتم أعماله في يناير بإجماع على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي. بالمقابل، طالب المحتشدون في شارع المطار بالتصعيد الثوري وصولا لإسقاط الحكومة الانتقالية التي تقودها أحزاب اللقاء المشترك بقيادة حزب الإصلاح منذ تشكيلها في ديسمبر 2011 مناصفة مع حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وهتف المتظاهرون الذين رفعوا أعلاما وطنية وشعارات الجماعة المتمردة وصور زعيمها عبدالملك الحوثي، «الشعب يريد إسقاط الحكومة»، و«الشعب يريد إسقاط الجرعة». كما رددوا هتافات طالبت برحيل الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته التي يرأسها محمد سالم باسندوة. وطالب متظاهرون بإلغاء الزيادة السعرية التي وصفوها بـ«القاتلة» وقال أحدهم لـ(الاتحاد) :«لست منتميا لجماعة الحوثيين لكني خرجت معهم تأييدا لمطالبهم التي هي مطالب الشعب اليمني». وبررت الحكومة اليمنية مرارا قرارها زيادة أسعار المحروقات بنسب تتراوح بين 70 و100 في المائة إلى الحد من العجز المالي للدولة وتجنب انهيار اقتصادي وشيك في بلد يعيش ثلث سكانه البالغ عددهم 25 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم. وقال الإعلامي اليمني، عبدالرحمن العابد، المقرب من الجماعة المذهبية :«الحشود التي تجمعت في شارع المطار رسالة قوية بأن الشعب اليمني يرفض التجويع والتجريع وإهانته في لقمة العيش». وأشاد خطيب صلاة الجمعة في شارع المطار، وهو داعية إسلامي صوفي من محافظة الضالع الجنوبية، بهذه الحشود التي قال إنها خرجت «رفضا للظلم والقهر». وقال الخطيب مختار الصارمي إن الاصطفاف الوطني الذي تقوده الحكومة والأحزاب السياسية الموالية «هو اصطفاف لقوى الشر والظلم»، مطالبا الرئيس عبدربه منصور هادي ب«اتخاذ قرارات تاريخية جريئة» وإقالة الحكومة الانتقالية وتشكيل حكومة كفاءات. كما دعا قوات الجيش والأمن إلى الوقوف إلى جانب «الشعب» ومطالبه والتخلي عن مساندة من وصفهم بـ«الجلادين»، مذكرا بالاعتداءات والهجمات المسلحة التي استهدفت رجال الجيش والأمن منذ تولي «هذه الحكومة الفاسدة» إدارة شؤون البلاد. وأعلن أعضاء في البرلمان اليمني، امس الأول، تأييدهم لـ«الثورة» الشعبية ضد الحكومة الانتقالية التي فشل البرلمان ثلاث مرات في العامين الماضيين سحب الثقة عنها. وشهدت العديد من المدن اليمنية الجمعة تظاهرات مؤيدة لـ«الاصطفاف الشعبي» وأخرى نادت بـ«التصعيد الثوري» في مشهد أعاد الذاكرة إلى احتجاجات 2011 عندما كان الشارع اليمني منقسما بين مؤيد ومعارض للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال أنس محمد علي، وهو موظف حكومي في صنعاء، لـ(الاتحاد) :«العاصمة منقسمة اليوم كما كانت منقسمة في 2011. هناك شارعان وقوتان ومخاوف كبيرة من نشوب صراع مسلح»، لافتا إلى أن الأطراف المتصارعة تترقب الآن الموقف الدولي إزاء ما يجري في الوقت الراهن في البلاد. من جهة ثانية، أصيب ثلاثة جنود بانفجار عبوة ناسفة أمس الجمعة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش مرابطة في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد. وذكرت مصادر محلية لـ(الاتحاد) أن ثلاثة جنود اصيبوا عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت بالقرب من نقطة تفتيش مرابطة في منطقة «خلف» بمدينة المكلا عاصمة حضرموت التي شهدت في الآونة الأخيرة نشاطا متزايدا لتنظيم القاعدة المتطرف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©