الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشهر الحُرم الأربعة هي الأفضل لأداء الطاعات

الأشهر الحُرم الأربعة هي الأفضل لأداء الطاعات
12 أغسطس 2011 22:21
اصطفى الله عز وجل الأشهر الحرم واختصها بالعبادة والطاعات من صيام وعمرة وحج وحرم فيها الظلم والقتال قال الله تعالى: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) “البقرة، 217”. ويقول الدكتور منتصر مجاهد - أستاذ التربية الإسلامية جامعة قناة السويس - نزلت هذه الآية في سرية عبدالله ابن جحش بسبب قتلهم عمرو بن الحضرمي وأخذ أموالهم في شهر رجب فعيرهم المشركون بالقتال في الأشهر الحرم وكانوا في ذلك ظالمين لأنهم صدوا عن سبيل الله وكانوا يريدون إشعال الفتنة في نفوس الذين آمنوا بالله وردهم عن دينهم وإخراج أهل المسجد الحرام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من البيت وعدم تمكينهم من الوصول إليه وهذه الأمور أكبر من القتل في الشهر الحرام. ثم أخبر الله تعالى أن المشركين ما زالوا يقاتلون المسلمين بكل ما يملكون من قوة بهدف أن يرجعوهم عن دينهم ويكونوا كفاراً بعد إيمانهم حتى يصبحوا من أصحاب السعير، ولكن الله تعالى من على المؤمنين بالإسلام واختار لهم دينه القيم وأتم نعمته عليهم وخذل كل من أراد أن يطفئ نوره وجعل كيدهم في نحورهم ونصر دينه وأعلى كلمته. وأخبر الله تعالى أن الذين أرتدوا عن الإسلام واختاروا الكفر واستمروا على ذلك حتى ماتوا حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة. عدة الشهور أنزل الله تعالى قوله: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) “البقرة، 194”. وفي هذه الآية تصريح بأن القتال دفاعاً عن النفس جائز وهذه الآية نزلت في عمرة القضاء عندما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معتمراً في ذي القعدة فصده المشركون عن البيت الحرام بالحديبية فعقد مع أهل مكة صلحاً على أن ينصرف عامه ذلك ويرجع العام المقبل، وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجع العام المقبل في ذي القعدة وقضى عمرته سنة سبع من الهجرة. و”الحرمات قصاص” أي حرمة الشهر الحرام والبلد الحرام وحرمة الإحرام والقصاص جاء في أمر القتال لمن بدأ به في الشهر الحرام. وقال الله سبحانه وتعالى: (إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) “التوبة 36”، جاء في تفسير السعدي: أن الله قسم أيام السنة إلى أثني عشر شهراً وهي الشهور العربية الهجرية المعروفة منها أربعة حرم رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم سميت حرما لزيادة حرمتها وتحريم القتال فيها وجعلها الله مقادير للعباد يجب أن تعمر بطاعته وشكره على هذه النعم ونهى الله عن الظلم. النسيء هذه الأشهر تضاعف فيها الحسنات كما تضاعف السيئات، وذهب الشافعي وكثير من العلماء إلى تغليظ ديَّة القتيل في الأشهر الحرم، وكان الهدف من منع القتال في الجاهلية في هذه الأشهر تمكين الحجاج والتجار والراغبين في الشراء من الوصول آمنين إلى أماكن العبادة والأسواق والعودة بسلام، وكانت الأشهر الحرم معظمة في شريعة إبراهيم - عليه السلام - واستمر ذلك باقياً، فكان العرب قبل الإسلام يعظمونها ويحرمون القتال فيها إلى أن ابتدعوا النسيء فكانوا ينسئون الشهر الحرام أي يؤخرونه عن موعده حين يضطرون إلى الغزو قال الله تعالى:(إنما النسىء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين) “التوبة 37”. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”. بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تأخير الشهور وإبدالها وإلغاؤها، كما كانت تفعل العرب في الجاهلية محرم في الإسلام وبين أن السنة التي حج فيها حجة الوداع هي السنة التي وصل فيها ذو الحجة إلى موضعه من التقويم. أفضل الأشهر وأكد العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم قال أبو ذر رضي الله عنه: “سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الليل خير وأي الأشهر أفضل فقال: خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم”، والصوم في شهر محرم من أفضل أنواع صيام التطوع وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضل صيام شهر الله المحرم بقوله: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم” وسمي شهر الله المحرم لأن الله سبحانه وتعالى أضافه إلى نفسه تشريفاً له، وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق إباحته. وفيه صيام يوم عاشوراء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم - يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني شهر رمضان. وقال - صلى الله عليه وسلم -: “صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”. عشرة أيام من أفضل أيام السنة شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال ورغب في الإكثار من الطاعات والعبادات فيه مثل إخراج الصدقات والإكثار من الصيام. وذو الحجة به 10 أيام من أفضل أيام السنة لاجتماع أمهات العبادة فيها الصلاة والصيام والصدقة والحج قال تعالى: (والفجر وليال عشر)، وقال تعالى في سورة الحج: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©