السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسارعة في الخيرات أسمى الغايات وأنبل المقاصد الأخلاقية والإنسانية

المسارعة في الخيرات أسمى الغايات وأنبل المقاصد الأخلاقية والإنسانية
12 أغسطس 2011 22:19
إن دعوة الإسلام كانت دائماً إلى فعل الخيرات والمسارعة إليها حتى تكون رصيداً تسمو بالإنسان وتصل به إلى أعلى الدرجات، والوقت هو الفرصة الذهبية التي وهبها الله للإنسان ليعمر بها بالخير والصلاح والفلاح. فقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» رواه الحاكم. إن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين، والإسلام أمرنا بفعل الخير مع الناس جميعا بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، قال تعالى: (وقولوا للناس حسناً) «البقرة 83». وقد أكثر الله سبحانه من الدعوة إلى فعل الخير وجعله أحد عناصر الفلاح والفوز (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) «الحج، 77». والخير قد يذكر في القرآن والسنة النبوية بلفظ الخير نفسه، وقد يذكر بألفاظ أخرى تحمل مضمونه مثل البر والإحسان والرحمة والصدقة وتفريج الكربة وإغاثة الملهوف وغير ذلك. المفهوم الإسلامي الخير بالمفهوم الإسلامي يندرج في كل بر، ويشمل كل عمل صالح، فطاعة الله خير والإحسان إلى الناس خير، والإخلاص والنية الطيبة خير، والمحافظة على البيئة خير، والالتزام بالوعد خير، ورعاية الحيوان خير. فالفطرة السليمة تهتدي إلى الخير وتشعر به كما أن حب الخير للناس ونفعهم يدفع بالمرء إلى اقتلاع جذور الأنانية من بين جوانحه فتحل محلها حب الإيثار والعطاء. إلا أننا نجد من الناس من لا يتعدى نفعه غيره، ولا تجاوز أعماله أنفاسه، فهو يعيش لنفسه، ويلتف حولها جاعلاً شعاره في هذه الحياة ترديد ذلك المثل الذي لا يحفظ غيره «اتق شر من أحسنت إليه» بمعنى أن لا تحسن لأحد ولا تنفع أحد لأن الشر سيأتيك من جزاء حسناتك ونكران الطرف الآخر لجميلك. ولو طبقنا هذا المثل جميعاً لما عاد في الوجود من يعمل الخير، لأن من يرجو ثناء الناس وينتظر شكرهم ليس كمن يرجو ثواب الله فيسارع في الخيرات ليس من أجل أغراض هده الدنيا الفانية فهو لا يبتغي رياء أو شهرة أو سمعة بل يبتغي رضوان ربه وجناته. لكن الله تعالى يجازيه على هده النية الخالصة بخيري الدنيا والآخرة بما يناله في حياته من بركة وحياة طيبة وسكينة نفس وسعادة روحية لا تقدر بثمن عند أهلها. ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في المسارعة والمبادرة إلى الخير فعن عقبة رضي الله عنه قال: «صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسلم ثم قام مسرعاً، فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج عليهم فرأى أنهم عجبوا من سرعته فخرج عليهم فقال ذكرت شيئاً من تبر عندنا، فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته» (البخاري). حسن الجزاء إن العبد إذا استجاب لداعي الخير فسارع إليه وسبق فيه فإنه يفوز من الله بمنح كريمة، وعطايا جزيلة، وأجور عظيمة لأنه بذلك يكون مستجيباً لله والرسول، وجزاؤه على ذلك الحياة الطيبة الكريمة والأمن من أن يحال بينه وبين قلبه، والعافية من المحن والنجاة من الفتن، وربما سبق المرء إلى فعل خير تقرر أنه من أدنى خصال الإيمان، ولكنه وقع من الله موقعاً لا يخطر له على بال، فأثابه الله عليه ثواباً لا يدور لأحد بخيال، وذلك لصدق النية واحتساب الأجر عند ذي الكرم والجلال. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فاخره فشكره فغفر الله له». وفي رواية لمسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها في ظهر الطريق تؤذي المسلمين». إن السابق إلى الخير ابتغاء وجه ربه ينال أجره وأجر من فعله لأحيائه لسنة غفل عنها الناس «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء». (مسلم). وسبب ورود هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس يوماً للصدقة فسبق رجل بذلك فتبعه الناس. ومن فضل الله تعالى علينا أن العبد إذا فعل الخير ولازم عليه فحصل له عارض منعه من غير قصد التخلف عنه، أجرى الله له عمله على ما كان عليه قبل ذلك العارض. قال صلى الله عليه وسلم «إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً»، (مسلم).
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©