أعرب وزراء اقتصاد دول رابطة جنوب شرق آسيا «الآسيان» عن أملهم أن يتم بناء طريق «الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين»، الذي يهدف إلى ربط الصين و«الآسيان» اقتصاديا وتعزيز التعاون بينهما لإيجاد نقطة بداية جديدة تدعم الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أن وزراء اقتصاد الصين و«الآسيان» اطلعوا خلال اجتماعهم في مدينة «ناي بي تاو» عاصمة ميانمار على تفاصيل بناء الطريق الذي اقترح الرئيس الصيني شي جين بينج فكرته، فيما اتفقوا على بدء التفاوض لتحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان.
وقال قاو هو تشنج، وزير التجارة الصيني، إن التعاون بشأن بناء «طريق الحرير البحري» سيركز على التعاون الاقتصادي ولن يمس المجالات العسكرية والأمنية، مشددا على أنه لن يسمح لأي طرف في التعاون بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو السعي للهيمنة على الشؤون الإقليمية.
وأضاف أن الصين ستبذل المزيد من الجهود للتحقق من أن إنشاء الطريق لن يضر بآلية التعاون القائمة في المنطقة ولن يتم إنشاء أية منظمات أو آليات جديدة للتعاون في المنطقة، موضحا أن الأساس الهام للتعاون هو تعزيز الترابط في البنية التحتية والمجالات المالية لدول الآسيان لتحقيق نتائج مثمرة للطرفين.
وأضاف قاو أن وزراء اقتصاد الآسيان أعربوا عن رغبتهم في مواصلة مناقشة الموضوع خلال مشاركتهم في فعاليات «معرض نانينج» الذي يعقد منتصف سبتمبر القادم.
وباعتباره ثاني أهم إنجاز لمشاورات وزراء اقتصاد الصين والآسيان، قال قاو إن الوزراء سيبدؤون التفاوض لتحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والآسيان التي تأسست عام 2010 بعد ثمانية أعوام من المحادثات.
وأشار إلى أنه على الرغم من الفوائد التي حققها النمو السريع للعلاقات الاقتصادية بين الصين والآسيان خلال العقد الماضي، إلا أن الصين والآسيان اتفقا على أن اتفاقية التجارة الحرة بينهما لم تعد ملائمة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الوثيقة بين الجانبين وإمكانيات التنمية بين الصين والآسيان.
وقال قاو إن مفاوضات تحديث اتفاقية التجارة الحرة تهدف لتعزيز وتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والبضائع والخدمات والاستثمار، وكذلك القواعد التجارية ذات الصلة.
وأضاف أن الاتفاقية تستهدف تحسين الوصول للسوق عن طريق تمكين الجانبين من التكيف بشكل أفضل مع التحديات الإقليمية والدولية ودعم تطبيق استراتيجية طريق الحرير البحري وتحقيق هدف التجارة بين الصين والآسيان بقيمة تريليون دولار في عام 2020 كما حدده زعماء الجانبين.
وأشار إلى أنه تمت الموافقة بالإجماع على اقتراح إنشاء بنك آسيوي لاستثمارات البنية التحتية وفقا لاقتراح الجانب الصيني، فيما أعرب وزراء اقتصاد الآسيان عن رغبتهم في المشاركة في استعدادات وتجهيزات إنشاء البنك كمبادرين.
وأضاف أنه تم التوصل خلال الاجتماع لتوافق حول توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الآسيان وهونج كونج، حيث ترغب الحكومة المركزية في الصين في مساعدة هونج كونج لتوقيع تلك الاتفاقية في أقرب وقت ممكن.
ونوه بأن حجم التبادل التجاري بين الصين والآسيان ارتفع بمتوسط سنوي بلغ 21? خلال الأعوام العشرة الماضية، وأن الآسيان أصبحت ثالث أكبر شريك تجاري للصين.
وحققت الاستثمارات الصينية في دول الآسيان نموا سنويا بنسبة 45? خلال الأعوام القليلة الماضية.
وأظهرت الإحصاءات أن الاستثمارات الصينية في دول الآسيان تجاوزت 40 مليار دولار وحققت نموا بمعدلات مرتفعة.
(بكين ـ وام)
عدد اليوم
