السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبير تجاري: الصراع الأوروبي - الروسي يحمل «الدمار الذاتي» لمنظمة التجارة العالمية

28 أغسطس 2014 20:45
يرى الخبير التجاري هوسوك لي-ماكياما أن الصراع التجاري بين الاتحاد الأوروبي وروسيا قد يتسبب في إلحاق أضرار كبيرة بمنظمة التجارة العالمية. وأوضح أن الحظر الذي تفرضه روسيا على الصادرات الزراعية الغربية بدواعي «الأمن القومي»، قد يمثل مشاكل بالغة التعقيد لمنظمة التجارة العالمية وقد يضغط على زر «الدمار الذاتي لنظام منظمة التجارة العالمية». ويُشار إلى أن المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تبحث حاليا تحدي الحظر الذي تفرضه روسيا على منظمة التجارة العالمية. وقد يؤدي الصراع إلى تقويض التجارة الدولية والاستثمار في الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الأوروبي تباطؤ الانتعاش الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة بصورة مزمنة، حيث تصل نسبة البطالة الحالية 10?2%. ويشار إلى أن لي-ماكياما هو مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي (إي سي آي بي إي)، وهو مركز أبحاث متخصص في التجارة ويتخذ من بروكسل مقراً له. وأوضح أن الإمكانات التي تمتلكها منظمة التجارة العالمية ضعيفة ولا تؤهلها للتحكيم في قضايا تتعلق بالأمن القومي. وقال لي-ماكياما في حديث لخدمة «إنسايت إي يو» الإخبارية التابعة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): «إن ما يعد في مصلحة الأمن القومي هو شيء يمكن تعريفه بأنه ذاتي، لذا فإن تحديد ما إذا كانت مزاعم روسيا بشأن الأمن القومي شرعية من عدمه، أمر لا يمكن حسمه بواسطة لجنة». وكانت روسيا قررت حظر استيراد المنتجات الزراعية لمدة عام من دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع صادرات الاتحاد الأوروبي بقيمة خمسة مليارات يورو. ويُشار إلى أن لي-ماكياما لديه خبرة لسنوات في مجال التجارة العالمية، ولاسيما بسبب شغله منصب مستشار الحكومة السويدية في قضايا منظمة التجارة العالمية، وكممثل أوروبي في منظمة الملكية الفكرية العالمية (دبليو آي بي أو). وهناك استثناء عام يمكن فيه لمنظمة التجارة العالمية أن تصدر أحكاماً في قضايا تتعارض مع الأمن القومي، حيث يرى الخبير التجاري إن هذا البند قد يثني الاتحاد الأوروبي عن إحالة روسيا لمنظمة التجارة العالمية. ولم تصدر منظمة التجارة العالمية أحكاما بعد في قضايا تتعلق بهذا الاستثناء. وكان الاتحاد الأوروبي تحدى الحظر الذي فرضته الولايات. المتحدة على كوبا خلال التسعينيات من القرن الماضي، بسبب تقويضها لقدرة الشركات الأوروبية على مزاولة أنشطة تجارية هناك. وبررت واشنطن الحظر على أنه أمن قومي، إلا أن منظمة التجارة العالمية لم تصدر أحكاماً بشأن النزاع وتم إسقاط القضية تماماً. وقال لي ماكياما: «إذا كنت محامياً في منظمة التجارة العالمية، فقد ترى أن مثل هذا الشرط العام وغير المقيد لا يمكن أن يستخدم أبداً، فإن شرط الأمن القومي هو قنبلة يدوية تحت مبنى منظمة التجارة العالمية، إذا نزعت صمام الأمان فقد ينتهي الأمر بك بتدمير المبنى بالكامل». وقارن الخبير التجاري السلوك الذي تنتهجه روسيا بسلوك الصين التي صارت عضواً في المنظمة عام 2001، حيث قال إن «الصين لديها أفضل معدل امتثال لقواعد وقوانين المنظمة من بين جميع الدول الأعضاء بها لأنها تحترم وتقدر النظام». وأضاف أن منظمة التجارة العالمية هي نظام تعتمد عليه الصين، حيث إنهم غير قادرين على إبرام اتفاقيات تجارة حرة مع قوى اقتصادية عظمى أخرى. (بروكسل ـ د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©