الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باريس التي أحبها

10 أغسطس 2011 23:43
لباريس عشق مخملي بآلاف الألوان والتقسيمات والنحوث، فمن يعشق باريس إليادة شعرية جميلة مصاغة بأحرف الضوء، ومن يعشق باريس سمفونية مغناة بموشحات الجمال، ومن يعشق باريس لوحة يتوحد فيها الخيال والظلال، ومن يعشق باريس صدراً مفتوحاً على البهجة وقصائد الوله وتقليعات العطور. أما أنا فأعشقها لشيء آخر، هو بنفس هلامية برج إيفل وأقواس النصر وممشى الإليزيه، أعشقها لفضاءات رياضية ترسخت في الأذن وأنا لازلت صغيرا أحبو في ردهات العشق.. رائع أن تذهب إلى "رولان جاروس" فتتحسس وأنت في جوف المكان عطر الأسطورة، فقد مر من ذاك المكان أساتذة التنس العالمي، والأروع أن تذهب إلى "حديقة الأمراء" الملعب الذي يربطك رأسا بأزمنة ذهبية وغير بعيد عن بؤبؤة باريس في هامش سان دوني صممت فرنسا ملعبًا ضخمًا وجميلاً بولاء كامل للإبداعات التكنولوجية الحديثة، ملعب قيل أنه من طينة الملاعب الرقمية، ولكنه أبعد ما يكون عن روعة وتاريخية ملعب "حديقة الأمراء" الذي كلما دخلته إلا وشعرت أنك تمشي وتتنفس التاريخ. بهذه الحديقة الأسطورية تواجد قرابة 40 ألف متفرج مساء السبت الماضي، ليس القصد أن يشهدوا كلهم ميلاد موسم كروي جديد للدوري الفرنسي الذي يصارع من أجل ردم الهوة التي تفصله عن الدوريات "الماسية" الأخرى، ولكن القصد هو أن يقصوا بالعين قبل الأصابع الشريط الذي يكشف عن الوجه الجديد المنقح والمعالج لنادي باريس سان جيرمان وهو يواجه نادي لوريون. بالطبع لم يكن "سان جيرمان" الذي أصبح منذ سنة 1970 وعاء ينصهر بداخله فريقين تاريخيين بعاصمة الأضواء قد تعرض لنزيف مادي حاد ولكنه قدم مع شعور ملكه الأميركيين ببعض التقرح المالي إيحاء على أنه مقبل على طامة مادية، فتحرك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحسب ما دلت عليه كثير من التحاليل الصحفية لإنقاذ ناد أصبح علامة مميزة لباريس، وبالطبع أفلحت الصداقات الكثيرة لرئيس أكبر جمهوريات القارة العجوز في إيجاد من لا يجنب النادي وجع الإفلاس فقط، ولكنه يرفعه درجات في سلم الأقوياء. اشترت شركة قطر للاستثمار نحو سبعين بالمائة من أسهم النادي، وأصبح النادي صوتًا مجلجلاً في بورصة القيم وأيضا في سوق الانتقالات. وعندما تكون الأندية الكبرى قد ربطت على نفسها ورضيت بصفقات على المقاس خوفًا من أن تبتلعها الأزمة الطاحنة، فإن باريس سان جيرمان صرف إلى الآن 82 مليون يورو على انتداباته، أي أنه تفوق على الأندية الفرنسية كلها والتي لم تزد انتداباتها عن 73 مليون يورو، بل إن ما صرفه البادي فاق بكثير ما صرفه ريال مدريد أو برشلونة في إسبانيا، مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في أنجلترا. وكان من تداعيات هذه النهضة الباريسية التي صممها مستثمرون عرب، أن 13 ألف فرنسي طلبوا بطائق الانخراط، بينما لم يزد العدد الموسم الماضي عن 4 آلاف منخرط، وتوقع الخبراء أن يحضر مباراة لوريون في افتتاح الدوري الفرنسي 35 ألف متفرج فكانوا أربعين ألفا، أما حصاد البداية فقد كان مخيبا للآمال، إذ خسر باريس سان جيرمان على أرضه أمام لوريون، ما يعني أن الاستثمار في العنصر البشري يحتاج إلى وقت، فإن احتاج الزرع للجرأة وللجسارة فإن الحصاد الجيد يحتاج لكثير من الصبر. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©