أحمد المنصوري:
تحت رعاية معالي عبدالرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مساء أمس الأول ندوتها الرمضانية الثالثة والتي كانت تحت عنوان '' دور المسلمين في بناء الحضارة الإنسانية'' في القاعة الكبرى بالمجمع الثقافي، بحضور سعادة حمدان مسلم المزروعي وكيل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وسعادة عيسى خلف المزروعي وكيل وزارة الثقافة بالإنابة وأصحاب الفضيلة ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة وجمع من الحضور·
وقد حاضر في الندوة كل من سماحة الدكتور أحمد محمد هليّل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية وقاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية وسماحة الدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر وسماحة الشيح حمود عبد الحميد الهتار عضو مجلس القضاء الأعلى في جمهورية اليمن·
وتناول المحور الأول في الندوة أصول وركائز الحضارة الإسلامية تحدث فيها سماحة الدكتور أحمد محمد هليّل عن مفهوم بناء الحضارات ومقوماته، معتبرا أن الإسلام أقام حضارته على الإنسان وهيأ له كل شيء يجعل منه معطاء وبنّاء ومقداما للخير دونما أن ينتظر ثوابا من أحد وإنما من الله·واستشهد سماحته ببعض الآيات والسور من القرآن الكريم التي توضح عالمية الدين الإسلامي والأسس الحضارية التي ارتكزت عليها مثل قيم الشمولية وعدم الأنانية·
وأشار سماحته إلى أن هناك مقاصد للشريعة الإسلامية حددها العلماء وهي المحافظة على الدين والنفس والعقل والعرض والمال معتبرا أن هذه المقاصد هي مقومات الحضارة الإسلامية، وهي التي تضمن استمرارية وديمومة الحضارة الإسلامية·أما في المحور الثاني الذي كان بعنوان ''دور المسلمين في بناء الحضارة الإنسانية'' فقد تحدث سماحة الدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عن المنجزات الحضارية للمسلمين والتي انفردوا بها دون الحضارات الأخرى·
واعتبر سماحة الدكتور بيومي أن أول وأهم ما قدمته الحضارة الإسلامية للإنسانية هو التوحيد، مشيرا إلى أن الحضارات الأخرى كالبابلية والفارسية والهندية والصينية والمصرية واليونانية تمرغت في المادية ولم تستطع أن تتجاوز المادة إلى توحيد الله·كما اعتبر سماحته أن الحضارة الإسلامية قدمت نموذجا لحضارة إنسانية تسير على قدمين متساويين وهما المادية والروحية، ولم تستطع حضارة أخرى أن توازن ما بين الروح والمادة مثل الإسلام·
وتطرق سماحته إلى الإسهامات التي قدمها المسلمون للحضارة الإنسانية في مختلف مجالات العلوم خاصة الطب والكيمياء والبصريات والرياضيات والفلسفة والعلوم الإنسانية، حتى أن إسهامات بعض علماء المسلمين تعد من الأسس التي تنطلق منها مختلف العلوم·أما في المحور الثالث الذي كان يدور حول ما يمكن أن يقدمه المسلمون للحضارة الإنسانية تحدث سماحة الشيح حمود عبد الحميد الهتار عضو مجلس القضاء الأعلى في جمهورية اليمن الموقع الحضاري للمسلمين اليوم على خارطة العالم مشيرا إلى أنه بالرغم من أن لدى المسلمين الكثير من المقومات الحضارية إلا أن أمامهم طريقا طويلا·
وأوضح الشيح حمود الهتار أن هناك تحديات عديدة أمام المسلمين مثل مشكلة الأمية والفقر والاستبداد وهجرة العقول العربية والمسلمة إلى الغرب بسبب انعدام الحرية وقلة الاهتمام بالبحث العلمي·
وأكد سماحته أن الحضارة الإنسانية قادرة في كل زمان ومكان على العطاء مشيرا إلى حاجتنا الدائمة إلى تذكر قول الخليفة عمر رضي الله عنه عندما قال لواليه على مصر ''متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا·وفي نهاية الندوة فتح الباب للمداخلات والاستفسارات التي تركزت على موضوع المحاضرة بشكل عام، مما ساهم إلى إثراء الموضوع وتعميم الفائدة·
عدد اليوم
