قال المستشار بالكونجرس الأميركي وليد فارس، إن هناك تطوراً في السياسة الأميركية للأمن القومي فيما يتعلق بمواجهة الإرهابيين بشكل عام، والتكفيريين بشكل خاص، بمن فيهم أعضاء داعش والقاعدة وغيرهم من المجموعات الإرهابية ودخول هذه القوى وعملها ضمن الولايات المتحدة. وأكد في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» من واشنطن أن الهجمات التي تعرضت لها عدد من المدن الأوروبية العام الماضي والهجمات التي طالت كاليفورنيا وفلوريدا وقبلها، هي محاولات مختلفة لهذه المجموعات بعد انهيارهم في العراق وسوريا. وأشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كما وعدت في حملتها الانتخابية تسير في جبهتين لمواجهة هذه الاختراقات، الأولى والأسرع والأهم هي محاولة ضبط الاختراقات قبل أن تحدث، والثانية هو تمكين السلطات من ضبط الإرهابيين قبل دخولهم إلى الولايات المتحدة.
ورأى فارس أن أي شبكة يستخدمها الإرهابيون، سواء كانوا جماعات أو أفراداً للدخول يجب ملاحقتها، فهناك سيناريوهات متعددة لدخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة واختراق الحدود وتجنيد عقائدي لأفراد موجودين أساساً في الولايات المتحدة، سواء كانوا لاجئين أو مواطنين عاديين. وشدد على وجود سيناريوهات يمكن جميعها أن تحدث، ولكل من هذه السيناريوهات استراتيجية جديدة تحاول إدارة ترامب أن تنفذها. وأوضح أن الإدارة السابقة رفضت أن تذهب بعيداً في عمليات التجنيد العقائدي بينما إدارة ترامب تحاول إصلاح الوضع، وهي بالتأكيد لم تحقق بعد كل ما تهدف إليه.
وأضاف «أما المحور الثاني لمواجهة هذا الإرهاب هو المحور العقائدي. إدارة ترامب تحاول أن تبني مدماكاً عقائدياً تنتج عنه استراتيجيات وسياسات جديدة لضرب ما يسمى بالتجنيد العقائدي وتفشي الأيديولوجيات، والمشكلة التي تتعرض لها إدارة ترامب أنها تجد معارضة عند القوى السياسية التي لا تزال تحاول مقاربة إدارة أوباما بإدارة ترامب، ولكن هناك قوى في الإعلام والسياسة لا يزالون يرفضون أن تقوم إدارة أميركية في مواجهة عقائدية، وبالتالي إدارة ترامب تحتاج إلى مساعدة من حلفائها وشركائها الاستراتيجيين العرب والمسلمين. فعندما ذهب ترامب إلى الرياض واجتمع مع 50 زعيماً عربياً ومسلماً، كان هذا بمثابة البداية لما يجب أن يكون، وهي شراكة استراتيجية قوية بين الولايات المتحدة والتحالف العربي الإسلامي، ومن أهم توصيات مؤتمر الرياض كانت إقامة مركز للمواجهة الفكرية العقائدية للإرهاب في الرياض، وبالفعل تم تدشين مركز «اعتدال»، ومن قبله تم إنشاء مركز «صواب» في الإمارات. وهذه المراكز تمثل الجهود العربية الأميركية للمواجهة الفكرية العقائدية، والأهم أن يكون هناك تعاون مطلق بين هذه المراكز التي تساوي الجهود العربية الإسلامية والولايات المتحدة، وليس فقط على صعيد الإدارة.
![]() |
|
![]() |
استراتيجية «الذئب المنفرد»
![]() |
|
![]() |