الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ودية بأي انتظارات؟

ودية بأي انتظارات؟
15 نوفمبر 2018 00:00

كثيرة هي الأسئلة التي تلاحق الأبيض، وهو يخطو نحو ودية جديدة تضعه في مواجهة المنتخب البوليفي، وتهيئته للرهان الآسيوي الثقيل في ميزان الأحلام والانتظارات، أسئلة عن الدرجة التي بلغها فرسان الحلم الآسيوي على مستوى الجاهزية الفنية، وأسئلة عن المنسوب الذي بلغته اللياقة البدنية والنفسية للاعبين، ثم أسئلة عن المرحلة التي بلغها الربان الفني زاكيروني في صياغته للمنظومة التكتيكية التي سيقارع بها الأبيض كبار القارة، في محاولة للقبض على اللقب الهارب لعقود من الزمن.
صحيح أنه في خلفية المشهد، تقف عشرات الصور المضطربة التي صدرتها الوديات الأخيرة للمنتخب الإماراتي، عندما لم يحصل الاقتناع بالمضمون الفني الذي يضفيه الأبيض على كل هذه الوديات، وعندما لم يكن هناك إجماع على شكل ومحتوى الأداء الجماعي، إلا أن ما علمتنا إياه التجارب وهي بالعشرات، أن المباريات الودية ما خلقت أساساً ليفوز بها المدربون، قطعاً هناك دائماً رغبة في كسب الوديات لتقوية الروح الانتصارية لدى اللاعبين، ولكن بعيداً لانتصارات تتستر على العيوب التكتيكية، وسحقاً لفوز يجمل الوجه القبيح للأداء، قبل أن ينكشف في ساعة الحقيقة فتحل معه الكارثة.
طبعاً، سأوافق زاكيروني على أن المبحوث عنه في كل الوديات التي يحضرها أي منتخب لموعد رسمي قوي، ليس نتيجة الفوز، ولكن المبتغى هو إيجاد التوليفة المناسبة، ورفع درجات الانسجام لمستويات عالية، وتجريب أكثر من منظومة لعب لمواجهة كل التعقيدات التكتيكية التي تأتي بها المباريات الرسمية، وإخضاع اللاعبين لاختبارات التحمل البدني والاستيعاب التكتيكي والتعود على إيجاد الحلول لكل الإشكالات التكتيكية التي تطفو على سطح المباريات.
ومع موافقتي الكاملة على أن الأبيض لا يمكن أن يحاسب على وديات يلعبها بدوافع فنية ونفسية وتكتيكية متناقضة، قد يقوم كثير منها على التمويه والتعويم، إلا أن ما ننتظره من الأبيض في ودية بوليفيا التي سيلعبها في طقوس ومناخات شبيهة بتلك التي سيوضع فيها خلال المونديال الآسيوي، هو أن يطمئننا على هامش التطور في أدائه الجماعي، فلا نصطدم بذات الاختلالات التي طبعت الوديات الأخيرة، ولا نقف مصدومين على نفس الأخطاء التي طبعتها، كما نحتاج من المدرب زاكيروني أن يقدم لنا الوصفة التكتيكية التي اختارها للتغطية على الغياب الوازن والمؤثر للاعب محوري في قيمة عمر عبدالرحمن، بالملكات الفنية التي توفرت له ويندر أن نجد لاعبين كثراً يحملون نفس جيناتها.
ودية بوليفيا، هي حلقة متقدمة في جنس التجارب، يحاول خلالها الأبيض تجويد الأداء، وهي مناسبة أيضا ليتعرف الأبيض على نوعية الدعم الجماهيري الذي سيحظى به في اليوم الموعود.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©