إن التغيرات التي أفرزها ظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي كثيرة ومتنوعة ومنها ظهور مصطلحات ليست جديدة ولكنها ألصقتها بتصرفات معينة مثلاً عند الظهور بوسائل التواصل الاجتماعي يطلق البعض التعبير الدارج «منور» الذي يقال للشخص على سبيل الثناء عند الظهور بوسائل التواصل الاجتماعي ولكن هل تعلم أن «منور» هي السبب الرئيس الحالي للأزمات الاقتصادية والاجتماعية عند بعض الأشخاص.. كيف؟!
فعندما يحصل شخص ما على لقب «منور» يزداد عنده الحماس لالتقاط وإرسال الكثير من الصور والفيديوهات الشخصية، وبالتالي يبدأ بالتذمر أن اشتراك البيانات الذي كان يستخدمه لم يعد كافياً وبالتأكيد سوف يبحث عن اشتراك جديد وبتكلفة أعلى، وفي المقابل زيادة عدد الصور وحجمها سوف يؤثر بشكل تلقائي على حالة الجهاز الهاتف الذكي المستخدم وسوف يفكر حالاً بتغيير الجهاز بإمكانيات أكثر وبمواصفات كاميرا مدمجة تلتقط الصور بطريقة أكثر دقة واحترافية عالية ليظهر «المنور» أكثر جاذبية وجمالاً، وباستمرارية وتأثير الضغوط الاجتماعية يجب أن يستمر «المنورين» باقتناء وتجديد الملابس الفاخرة والأكسسوارات ذات الماركات العالمية والظهور الدائم بمطاعم ومقاهي وفنادق الخمس نجوم، ويجب أن يقوم برحلات سفر على شركات طيران فاخرة ومتواصلة حتى يبقى في دائرة الأضواء وفي أعلى قائمة «المنورين» دائماً، وفي حالة الإناث وبالتركيبة الربانية لعقل المرأة قد يكون أكثر كارثية، بدءاً من طلب جهاز جديد والأكسسوارات النسائية الغالية الثمن والسفرات المتكررة والأماكن التي تعتبر مقصداً لدى نوعية من الأشخاص «المنورين» وخاصة عند الزوجة غير العاملة قد تخلق مشكلة مادية عند الزوج وتحت الإلحاح باستمرارية لقب «منورة» يزداد إلحاح الزوجة فإما أن يرضخ الزوج لطلبات الزوجة أو قد يقود الأسرة برمتها لمشكلة تنتهي بالخصام وما لا يحمد عقباه.
الدكتور عبيد صالح حسن المختن
عدد اليوم
