الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«روسيف» رئيسةً للبرازيل... أداء تحت المراقبة

6 نوفمبر 2010 21:40
مارسيلو سواريس البرازيل بعد فوزها في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ستصبح ديلما روسيف، المتمردة السابقة والموظفة لفترة طويلة في دواليب الدولة، أول امرأة ترأس البرازيل. ورغم أنه لم يسبق لها أن تقلدت منصباً منتخباً في حياتها، فقد أظهرت نتائج استطلاعات الرأي وتقديرات المراقبين، منذ البداية، تقدماً واضحاً لصالحها على منافسها من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، خوسي سيرا، إذ ظلت أمامه بفارق كبير ومعتبر، لتتوج تقدمها أخيراً بالفوز في السباق الانتخابي ولتصبح رئيسة للبلاد كأول امرأة تتقلد هذا المنصب في التاريخ البرازيلي. لكن رغم الفوز المستحق لروسيف، يُجمع المحللون السياسيون في البرازيل، وخارجها أيضاً، على أن العامل الحاسم في انتصارها لم يكن سجلها في الوظيفة العمومية، أو برنامجها الانتخابي ولا حتى مهارتها الخطابية... بل كان الدعم القوي الذي حصلت عليه من الرئيس السابق لولا دا سيلفا الذي بوأها النصر، وإن كان بهامش أقل مما تنبأت به أغلب استطلاعات الرأي. وليس خافياً الشعبية الطاغية التي يتمتع بها دا سيلفا بين المواطنين البرازيليين لقيادته الناجحة للبلاد على مدى السنوات الثماني التي قضاها في الرئاسة وما حققه من نمو اقتصادي مهم ومكاسب اجتماعية واضحة، فضلا عن بروز البرازيل خلال عهده كلاعب أساسي على الساحة الدولية. هذا النجاح يوضحه "خوسي دي أندرادي"، عالم الكيمياء الذي صوت في ساو باولو قائلا: "يتعين الاستمرار على نفس الدرب الذي خطه الرئيس لولا دا سيلفا في الدفاع عن المحرومين"، مضيفاً: "أنا لا أحتاج أية مساعدة، لكن الفقراء والمحرومين في هذه البلاد يحتاجون إلى من يدافع عنهم ويوفر لهم لقمة عيش كريمة". وقد كرس الرئيس السابق لولا أغلب وقته في الأسابيع الماضية مروجاً لورسيف ومدافعاً عنها بعدما أثبتت كفاءتها كرئيسة موظفي إدارته وكوزيرة للبيئة، وهو ما دفعه مؤخراً، أثناء الاحتفال بعيد ميلاده الخامس والستين إلى مناشدة الناخبين بأن تكون هدية عيد ميلاده هي التصويت لصالح روسيف. وعن هذا الموضوع يقول "تيري ماكوي"، أستاذ دراسات أميركا اللاتينية بجامعة فلوريدا، "لا يوجد سبب مقنع يدفع الناس لعدم التصويت على روسيف، لاسيما وهي الاختيار المفضل للرئيس السابق دا سيلفا، بحيث كان من الصعب جداً على منافسها الفوز في هذه الانتخابات". لكن رغم المكاسب التي ستجدها روسيف لدى توليها الرئاسة، مثل نسبة النمو الاقتصادي المرتفعة، وتراجع معدل البطالة إلى مستوى قياسي، بل حتى حصول حزبها على أغلبية في الكونجرس تفوق ما كان يتمتع به خلال عهد دا سيلفا، إلا أنها مع ذلك ستواجه مجموعة من الصعوبات التي يتعين التعامل معها. فالبرازيل على سبيل المثال تواجه تحديات مهمة في مجال تطوير بنيتها التحتية لمواكبه نموها الاقتصادي السريع، ورغم توفر البرازيل على أكبر نسبة من الضرائب في أميركا اللاتينية، تبقى الأموال الضرورية لتطوير محطات الطاقة وبناء الطرق والموانئ شحيحة وغير متوفرة بالحد الكافي. هذا بالإضافة إلى خطر التضخم وارتفاع الأسعار، ما سيجعل أداءها الاقتصادي تحت مراقبة شديدة من خصومها. وينتظر المراقبون ما إذا كانت ستحتفظ بمحافظ البنك المركزي، هنريك ميراي، الذي يعود له الفضل في تسيير دفة الاقتصاد، أم أنها ستستبدله بشخصية أخرى. وفي هذا الإطار أيضاً يشير "ويليام سميث"، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ميامي، إلى معضلة توزيع حقوق الاستغلال مع انضمام البرازيل إلى الدول المصدرة للبترول بعد استغلالها لحقولها الساحلية، والطريقة التي ستتعامل بها الحكومة مع الثروة الوطنية البترولية، وما إذا كانت ستنهج أسلوب سيطرة الدولة على الموارد النفطية. وفي الوقت نفسه سيكون على روسيف اتخاذ قرار حول استكمال تطوير الترسانة العسكرية للبرازيل، والتي كان دا سيلفا قد بدأها خلال رئاسته أم لا، لاسيما المضي قدماً في تنفيذ عقد لاقتناء طائرات مقاتلة جديدة بقيمة 6.3 مليار دولار، وهو العقد الذي تتنافس عليه كل من الولايات المتحدة وفرنسا والسويد. ويذكر أن روسيف، والبالغة من العمر 62 عاماً، تنحدر من أب مهاجر من بلغاريا وأم تعمل كمدرسة. وقد بدأت حياتها السياسية عندما كانت طالبة تدرس الاقتصاد في الجامعة، حيث انضمت إلى ميليشيا مسلحة تُطلق على نفسها "القيادة الوطنية للتحرير" كانت تعارض الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل في الفترة بين 1964 و1985. وقد اعتقلت روسيف في سبعينيات القرن الماضي، وتعرضت للتعذيب. ورغم الحملة الشرسة التي شنها منافسها في الانتخابات الرئاسية، خوسي سيرا، وانتقاده الرئيس دا سيلفا لاستخدام شعبيته لأغراض انتخابية، إلا أن حظوظه تراجعت بشكل كبير وأغلقت في وجهه الأبواب عندما خسر دعم المرشحة الثالثة، مارينا سيلفا، من "حزب الخضر"، والتي حازت على نسبة 20 في المئة من أصوات الناخبين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©