عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
في إطار نهجها لتفعيل الحراك الثقافي بمختلف روافده، احتفت إمارة الشارقة، أمس الثلاثاء، بإطلاق دورة جديدة من معرضها السنوي المميّز الذي تنظمه جمعية الإمارات لهواة الطوابع خلال الفترة من 13 إلى 17 نوفمبر الجاري، ليعود في دورته التاسعة، مستقطباً ومنذ يومه الأول حضوراً جماهيرياً لافتاً لكافة هواة جمع الطوابع ومقتني العملات من الخليجين والعرب والأجانب، بمساهمة أكثر من 144 منصة عرض و51 عارضاً و17 دولة، استعرضت جميعها مجموعات قيّمة من أهم الإصدارات البريدية التي تؤرخ لأهم المراحل السياسية والتاريخية لكل بلد.
نادرة وقيّمة
افتتح الدورة الحالية من المعرض، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام وعبدالله خوري، رئيس جمعية الإمارات لهواة الطوابع، مع عدد كبير من الضيوف والخبراء، لتأتي بالتزامن مع «عام زايد» واحتفاء بمنجزاته، ويشير إلى هذا الأمر القاسمي، قائلاً: «تعد إمارة الشارقة عاصمة ثقافية وسياحية متفردة نظراً لكونها تستقطب أصحاب الاهتمامات المختلفة، وهي لا تتميز بكونها وجهة للسياحة العائلية أو الثقافية أو التراثية فحسب، وإنما أصبحت أيضاً موقعاً يجذب هواة جمع الطوابع والعملات والمقتنيات الأخرى».
ويجمع المعرض بين أروقته نخبة من هواة ومحبي جمع الطوابع البريدية والعملات المعدنية والورقية من دولة الإمارات وخارجها، إضافة إلى تجار بيع الطوابع والعملات ومستلزماتها، ضمن مزاد علني على مجموعات نادرة وقيّمة من الطوابع والعملات.
«عام زايد»
وأكد عبد الله خوري، أن معرض الشارقة للطوابع البريدية أصبح مقصد هواة جمع الطوابع والعملات الراغبين في اقتناء القطع النفيسة والنادرة، موضحاً: «لا شك في أن الزيادة المستمرة في أعداد المشاركين تجعلنا أكثر ثقة وأملاً في استمرار هذه الهواية الهادفة، مع وجود جمهور يحرص على اقتنائها ومبادلتها وتجميعها».
ويتابع خوري: «إن أكبر خطر يهدد هواية جمع الطوابع يأتي من إدارات بريد الدول ذاتها، كونها استعاضت عن استخدامها في المراسلات البريدية وأصبحت تستبدلها بالـ(ستيكرات)، مما يشكل تهديداً حقيقياً لأهمية الطابع البريدي ودوره المهم في ثقافة المجتمع، ونحن كمهتمين بالمحافظة على هذا الإرث التاريخي ندعو للمشاركة بمثل هذه المعارض النوعية، التي تجمع الهواة والمقتنين، وتروّج لهذه الهواية».
وعن أهم ما يميّز النسخة التاسعة من معرض الشارقة للطوابع، يقول خوري: «بمناسبة عام زايد، تستعرض الجمعية المجموعة الأولى للطوابع البريدية الإماراتية والتي صدرت في عام 1973، وهي مجموعة قيّمة تنقسم إلى عدة فئات، منها طوابع تعكس صوراً لشعار وخريطة الدولة، مع أخرى مطبوعة بمعالم مختلفة من الإمارات السبع، بالإضافة إلى طوابع أخرى تزدان بصورة باني ومؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ملتفحاً بعلم الدولة، مع طوابع محلية مهمة رصدت أهم منجزاته خلال حياته».
بريطانيا وفلسطين
ويستعرض البريد البريطاني المشارك ضمن فعاليات الشارقة للطوابع، أول إصدار لطابع بريدي إنجليزي صدر عام 1840، ويحمل صورة مطبوعة للملكة فيكتوريا على خلفية سوداء، والذي سمي آنذاك بـ«البينس الأسود» وهي العملة المعدنية النقدية في بريطانيا.
كما استضاف المعرض «البريد الفلسطيني» كضيف شرف، في مشاركة تعد الأولى من نوعها، ما يتيح التعرف على أبرز المحطات المرتبطة بتاريخ البريد في فلسطين، مع عرض طوابع بريدية صادرة قبل زمن الاحتلال، والتي يعود تاريخ البعض منها إلى عام 1918، وهي مجموعة نادرة تعكس صوراً لمناظر طبيعية وأماكن من فلسطين القديمة.
