السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشكيلي مصري يوازن بين الفراغ والكتلة لينحت المجسمات

تشكيلي مصري يوازن بين الفراغ والكتلة لينحت المجسمات
6 نوفمبر 2010 20:08
من خلال المصادفة وجد أشكالا غريبة من الأحجار قام بتجميعها، واختمرت الفكرة بداخله فبدأ وضع زلطة مع أخرى، حتى أمده الشكل المتكون بجزء من موضوع نحتي، كان طريقه المحفز لينتقي كميات كبيرة منه، في ألوان وملامس مختلفة، وحينما يختلي، جلال جمعة، بنفسه ليلا ينسجم مع قطعة ما توحي له بالموضوع الذي يظل يشتغل عليه ويبني مجسمه النحتي جزء جزءا، ليصل إلى قطعة ذات شكل معين فني مغاير. فكرة التجميع يقول الفنان التشكيلي جمعة إن فكرة تجميع الزلط والأحجار في تشكيلات نحتية كانت وليدة الصدفة حيث أن عمله كمهندس ديكور يفرض عليه التعامل مع الكثير من الخامات، التي منها الحديد والزلط والأحجار، وهي خامات ذات تكوين تجريدي، حيث أن طبيعة الخامة تحدد الرؤية التي سيتناول بها القطعة لإخراج عمله الفني، فهي محدودة الشكل وليس بها إمكانية التعددية لممارسة العملية الابداعية بحرية، ومن الصعب أن تقرر بناء شكل معين. ويضيف أن عينه تلتقط الرؤية المناسبة للقطعة التي تتوافق مع الموضوع الذي يعمل عليه فتفتح له آفاق تكوين الشكل وبالمخيلة يكمل وهو يبحث عن الشيء الغريب الذي من خلاله يستطيع إعادة البناء، حيث أنها صخور نارية يصعب أن تشكل فيها ما تريد، وعندما تتدخل بالآلة ينتج كسر عشوائي، مؤكدا أن جميع الفنانين الذين سبقوه في التعامل مع الزلط لم يصلوا إلى تلك الفكرة من التكوينات التي يستلهمها من الشكل ذاته لقطعة الزلط، حيث أنهم إما يقومون بتلوينه أو الرسم عليه، ويدلل على ذلك ببحثه على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" والذي تأكد منه أن أحدا لم يسبقه إلى هذا الأسلوب الذي ابتكره وهو تجميع للتخيل. ويوضح جمعة أن الزلط خامة جامدة وعنيدة في حين أنه يحاول أن يجعلها قطعة نحتية تبث مشاعر إنسانيه من خلال مواضيع العلاقات الأسرية والحب، أو الطيور، ورغم أنه أقام معارض سابقة لكل خامة منفردة سواء الأسلاك الحديدية أو الزلط فإنه طعم معارضه اللاحقة بقطع نحتية من الزلط مع أعمال السلك كي يثير الدهشة لدى المشاهد. العمل في الفراغ يقول جمعة إن السلك أيضا يمكن تطويعه لإنتاج أعمال نحتية بما فيها البورتريه الشخصي، حيث أنه خامة جديدة تتوفر فيها الطاعة التي تمكنك من الإضافة أو الإلغاء لدرجة جعلته يحس بأن خصائص الحديد المعروفة ليست صحيحة، فالمعروف أن الحديد للتقوية والتدعيم، إما أن تخرج منه مشاعر أو أشكال ناعمة فهي محاولته التي يعمل عليها بالبحث والتجريب، ثم التطوير على أفكار تلك التجارب، حيث ألغى فكرة "الكراكاز" (التدعيم الداخلي) رغبة منه في العمل في الفراغ الذي يراه داخل القطعة النحتية وإزاحة الكتلة التي يعتمد عليها النحت العادي بمختلف خاماته من حيث فكرة الحذف والإضافة. ويؤكد أنها حالة مزاجية تحفز على الإنتاج والتطوير حتى لا يصل إلى شكل "الريليف" الذي يعتبره ألف باء العمل بالأسلاك الحديدية، ولكنه يعمل على إيجاد البعد الثالث في الفراغ وإبراز مناطق محددة، موضحا أن اختلافه عن الفنان الراحل صلاح عبد الكريم في أنه كان يستخدم حديد الخردة، أي مساحات الحديد المصمتة، في حين أنه يعمل أشكاله بالأسلاك الرفيعة التي لا تحتاج إلى أرضية أو خلفية بل إلى إضاءة. من جهته، يقول الفنان الدكتور عبدالعال محمد عبدالعال إن جمعة قدم معادلتين حوّل فيهما المصمت إلى فراغ والفراغ إلى مصمت، فبدأ يكون بالسلك تكوينا محسوبا من الناحية التشريحية مع التنوع في العرض بين الأشكال الآدمية والحيوانية والطيور، مؤكدا أن المشاهد يستطيع أن يرى تحريك الخط في أعمال الفنان بحيث أصبح الخط هو المدعم للكتلة وهي معادلة صعبة يعرفها الفنان من خلال أعمال السلك.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©