السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد عبد الله يستعرض العصر الذهبي لـ «قاعة أفريقيا» بالشارقة

محمد عبد الله يستعرض العصر الذهبي لـ «قاعة أفريقيا» بالشارقة
10 أغسطس 2011 00:20
أقام منتدى الشارقة المسرحي، الذي تقيمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء أمس الأول في مقر مسرح الشارقة الوطني بمنطقة التراث بالشويهين، محاضرة قدّمها الكاتب والفنان محمد عبدالله عن “الدور الثقافي لقاعة أفريقيا” وقدمه فيها الدكتور محمد يوسف. واستهل محمد عبد الله، الذي كان مسؤولاً عن قاعة أفريقيا بحكم عمله في بلدية الشارقة ومن ثم في دائرة الثقافة والإعلام والذي قدّم أكثر من خمسين بالمئة من أنشطتها بحسب ما قال، بالإشارة إلى أن قاعة أفريقيا قد شهدت عصراً ذهبياً امتد لعقد كامل بدأ مع عام 1976 وانتهى في عام 1986 عندما تأسس المركز الثقافي الذي أصبح فيما بعد قصر الثقافة لتنتقل إليه الفعاليات الثقافية وليصبح دور القاعة أقلّ وهجاً وتأثيراً في الساحة الثقافية. كما أشار إلى أن سبب تسمية قاعة أفريقيا بهذا الاسم يعود إلى أول نشاط ثقافي – سياسي أقيم فيها وهو ندوة “العلاقات العربية – الأفريقية”، حيث ردّت جامعة الخرطوم على الجميل بالمثل منذ آنذاك فأطلقت اسم الشارقة على إحدى قاعاتها الثقافية. وقال محمد عبد الله “كان لها الدور الحاضن لكل الثقافات والاتجاهات الثقافية محلياً وعربياً في مختلف أشكال الإبداع وتخرجت فيها أجيال من المثقفين والفنانين، فقد ولد فيها جيل من المسرحيين الذين أسهموا في الحراك الثقافي والفني في الإمارات فكان لها فضل عليهم”. وأضاف “لا يختلف اثنان على أن قاعة أفريقيا قد خلقت حراكاً ثقافياً عاماً في الدولة عموماً والشارقة على وجه التحديد، من جهة أنها كانت أول قاعة ثقافية تحتضن الإبداع والمبدعين الإماراتيين والعرب منذ تأسيس الدولة، حيث لم تكن هناك قاعة أخرى تقوم بدور مواز أو بديل في مكان آخر في الدولة، بل إن الموسم الثقافي الذي كانت تقيمه وزارة الإعلام آنذاك كان يتم في قاعة أفريقيا فيُستضاف له مثقفون عرب من ألمع نجوم الثقافة العربية آنذاك على كل مستويات الإبداع والسياسة أيضاً. من هنا كانت أفريقيا هي الأساس والتأسيس رغم أنه قد أقيمت قاعات أخرى أكثر إيفاء بالمتطلبات الفنية للأنشطة والفعاليات إلا أنها ظلّت هي الروح والشعلة المتقدة”. وأشار إلى “إن مَن يتحدث عن قاعة أفريقيا من الذين شهدوا عطاءها من غير الممكن له أن يكون محايداً، بل هو يتحدث عن جانب من سيرته الشخصية كما أفعل أنا، فمَن لم يعش فترة نهاية السبعينات وبداية الثمانينات يصعب عليه أن يتخيل أي عصر ذهبي شهدته قاعة أفريقيا وأي ثقافة قد أسهمت في إشعاعها بمختلف الاتجاهات”، وهنا شبّه محمد عبد الله دور أفريقيا في الحراك الثقافي بالنسبة للشارقة إلى دور بغداد بالنسبة للثقافة العربية والإسلامية وأثينا بالنسبة للثقافة الغربية. ثم سرد عبد الله عدداً من أبرز الأنشطة التي كانت تحتضنها قاعة أفريقيا على المستويين المحلي والعربي من مثل: الدورة الأولى لمعرض الشارقة الدولي للكتاب والدورات الثلاث الأولى المتتالية لأيام الشارقة المسرحية والعرض المسرحي “شمس النهار”، والتي تمثل نقطة انعطاف كبيرة في المسرح الإماراتي في الانتقال من الارتجال إلى الاحتراف وانعقاد أول دورة تدريبية احترافية في المسرح التي أشرف عليها المسرحي التونسي منصف السويسي وإحياء الذكرى الأولى لرحيل شاعر الإمارات الكبير راشد الخضر، وكذلك الكثير من المعارض التشكيلية والأمسيات الشعرية والقصصية التي قدمت مواهب كثيرة من المبدعين الإماراتيين الذين ظهروا في تلك الفترة. وعربياً، أشار محمد عبد الله إلى عدد من الأمسيات الشعرية في ذلك العصر الذهبي مثل أمسيتي الشاعرين الراحلين الكبيرين محمد مهدي الجواهري ونزار قباني وعلي عبد الله خليفو من البحرين ثم أدونيس في عام 1986 والأمسية الأولى للشاعرة الكويتية سعاد الصباح كانت في أفريقيا وسوى ذلك من الندوات والمؤتمرات، حيث باشرت قاعة أفريقيا أول نشاط لها بندوة للمثقف عز الدين إبراهيم حول “دور الجامعة في حرية المجتمع”، ومؤتمر “من الشعب العربي إلى الشعب الأميركي”، فضلاً عن لقاءات سياسية لقادة فلسطينيين وعرب من بينهم الرحل ياسر عرفات والراحل صلاح خلف وكذلك سليم الزعنون. كما تطرق محمد عبد الله في ختام محاضرته إلى علاقة الجمهور بقاعة أفريقيا، فأشار إلى أنه كان يكفي إعلان صغير في صحيفة لتمتلئ المقاعد الثلاثمئة وخمسون بالحضور، بل ليُضاف إلى ذلك بسماعات خارجية كي يتمكن الجمهور في خارج القاعة من متابعة مجريات الأمور في داخلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©