الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد نور الدين يمزج بين الشعر والرواية والكاريكاتير

محمد نور الدين يمزج بين الشعر والرواية والكاريكاتير
22 يناير 2012
يستعد الشاعر والناقد الإماراتي محمد عبدالله نور الدين لإصدار أعمال شعرية جديدة يصنف بعضها بأنها شعر للأطفال وأخرى قصائد فكاهية بجزئين وهي جميعاً تصاحبها أعمال تشكيلية كاريكاتيرية، كما يستعد أيضاً لإصدار دراسة نقدية عن تجربة الشاعر حبيب الصايغ من خلال مختاراته «رسم بياني لأسراب الزرافات». ويعمل الشاعر محمد عبدالله نور الدين على أن تكون هذه الأعمال في أيدي المتلقين إبان انطلاقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقبل. وسبق للشاعر نور الدين أن أصدر كتابين الأول في الدرس العروضي وحمل عنوان «دروس في أوزان الشعر الشعبي» والثاني في النقد الحديث وحمل عنوان «دراسة تحليلية في شعر الشيخ زايد». وحول أسباب توجه نور الدين إلى الكتابة في موضوعة شعر الأطفال والشعر الفكاهي الموجه قال «ديوان قصائد فكاهية يقع في جزءين، حمل الأول عنوان «أبو قفل في عش الزوجية» والذي سيصدر عن مؤسسة هماليل للإعلام، ويتناول مواقف عائلية لشخصية أبوقفل وهي شخصية كاريكاتيرية استطعت أن أرسم ملامحها من خلال ريشة الفنان اليمني عادل حاجب حيث استطعنا متعاونين أن نخلق هذه الملامح ونغطيها فسحة كبيرة من الواقعية بالرغم من أنها مستقاة من الخيال الصرف وليس لها أي جذور في الواقع، ويمكن لنا أن نعدها حصيلة ملامح عامة من شخوص كثيرة تعيش في عالمنا». وأضاف حول طبيعة هذه الشخصية وما تقدمه من إضافات إلى شخصيات قرأنا عنها في عالمنا الأدبي قال محمد نور الدين»: شخصية «أبو قفل» ساخرة تعيش عالماً يدعوها لأن تسخر حتى من نفسها في إطار أسري، وهذا كله في المجموعة الأولى، كما يضم الديوان مجموعة أخرى بعنوان «اجتماعيات أبو قفل» وأتناول فيها المواضيع الاجتماعية من خلال هذه الشخصية، وأعتقد أن مهمة الشاعر هي أن يقدم رؤيته للعالم الاجتماعي من خلال شخصية تمتزج بين الشعر والفنون الأخرى كالقصة والكاريكاتير. وهنا تساءلنا عن مدى اقتراب هذه الشخصية من شخصيات المقامة التي كتبت في العصور الإسلامية المتأخرة وبخاصة من قبل الحريري وبديع الزمان الهمذاني اللذين قدما شخصيات فكاهية مرسومة بدقة واستطاعا من خلالها أن يقدما شعراً ونقداً اجتماعياً فقال نور الدين «أجد أننا كمبدعين نعيش حالة تواصل مع ثقافتنا العربية، وأن خلق مثل هذه الشخصيات في إطار الفنون الشعرية أو الفنون الأخرى المجاورة ما هو إلا تأصيل للمنجز العربي، كوننا نعيش في حالة تواصل ثقافي مع موروثنا، ولكن في إطار الانتقال من المراحل الورقية إلى الوسائل التقنية الإلكترونية الحديثة، وهذا لا يمنع أن يكون هناك تشابه ولكن في إطار من الخصوصية». وكيف يمكن أن يلخص لنا خصوصية هذين العملين أضاف نور الدين «أعتقد أن الخصوصية في رسم ملامح هذه الشخصية وكيفية انتقاداتها وكونها نابعة من بنية المجتمع الإماراتي». وانتقالاً إلى موضوعة شعر الأطفال أكد محمد نور الدين أن الديوان الثالث المعنون بـ»مفتاح شاعر الأطفال» والذي سيصدر قريباً أيضاً إنما هو نتاج الديوانين السابقين «قصائد فكاهية» أي بمعنى آخر أنها سلسلة من العلاقات التي تجمع هذه الدواوين الثلاثة، إذ قدمت في «مفتاح شاعر الأطفال» شخصية مفتاح الابن الذي هو شاعر غير فكاهي بعكس أبيه «أبوقفل» الشاعر الفكاهي الذي سيطر على الديوانين الأول والثاني». وأضاف: «خلقت من خلال هاتين الشخصيتين روح التناقض والتضاد، إذ الأب يسمى «أبو قفل» والابن يطلق عليه «مفتاح» وكان الأول فكاهياً والثاني جاداً وتربوياً، واعتقد أنهما كليهما يقدمان معرفة بطريقتين مختلفتين، ويمكن لي أن أعتبر هذه الدواوين الثلاثة سلسلة متكاملة ومستمرة بحكم طبيعة البنية الموضوعية والرمزية التي تربطها مع بعضها وهي تشبه إلى حد بعيد البنية التي تربط الأجيال بعضها ببعض». وقال محمد نور الدين «من الضروري أن أؤكد أن هذه الأنماط الشعرية الجديدة تجمع بين القول الشعري والتشكيل والحكاية في تضافر كامل لتقديم نص مفتوح يجمع هذه الفنون الثلاثة، هذا بالإضافة إلى كل ذلك أريد أن أوضح أن ليس هناك شعر للأطفال في التراث الشعبي ولذا استقصيت أوزاناً جديدة من أهازيج الأطفال المعروفة في المجتمع الإماراتي، ووضعتها بعد التحويل في قالب شعري يمكن وببساطة أن يفهمه الطفل ويصوغ عليه، وبذلك أحاول تنمية قابليته على مضارعة هذه النصوص التي أقدمها له». وأشار محمد نور الدين إلى ضرورة أن تدعم هذه القصائد بمواد مسموعة إلكترونياً ليكون تلقين الطفل متقناً خاصة أن هذا الشعر يعتمد على الوزن الذي هو سماع بالأصل وكيفية مشابهته من قبل الطفل في ميدان التعلم. وحول ما سيقدمه في دراسته النقدية عن تجربة حبيب الصايغ الشعرية، قال محمد نور الدين «عنونت كتابي النقدي باسم تجربة «حبيب الصايغ الشعرية» وتناولت تجربته من خلال منهج نقدي شمولي تتلخص فكرته في تناول القصائد من دون الإغراق في بنية المصطلح النقدي، أي عبر استقبال بنائي وتحليلي من دون أن أكون محكوماً بالمصطلح، حيث أتاح لي هذا المنهج تبسيط التناول والكشف وإيصال الذائقة النقدية إلى المتلقي مثلما تصل بنية القصيدة إليه، وبذلك يقترب النقد إلى المتلقي بما يوازي الشعر أو يفتح له آفاق تذوق هذا الشعر». وعن أهم المفاصل التي تحدث عنها محمد نور الدين في قراءته لتجربة حبيب الصايغ، قال «تناولت الثوابت الأساسية في الوجود وإعادة خلقها في القصيدة بأسلوب الشاعر، وهي الزمان والمكان والموت وكأنني بذلك أقدم فكرة أساسية قائمة على أن أقدم نقداً بلا نقد أي بمعنى آخر أقدم نقدا لا يشترط أحكاماً نقدية مسبقة بعيداً عن الأكاديمية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©