الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطلب والإنتاج يحددان مسار أسعار النفط في 2019

الطلب والإنتاج يحددان مسار أسعار النفط في 2019
13 نوفمبر 2018 01:23

تحقيق: بسام عبد السميع

تفاوتت آراء مسؤولين وعاملين بشركات نفط حول أسعار النفط للعام المقبل، بين توقعات بارتفاعات تصل إلى 90 دولاراً للبرميل وتراجعات تصل إلى 60 دولاراً للبرميل الواحد.
وقال هؤلاء في استطلاع أجرته «الاتحاد»، إن ارتفاع الطلب الناجم عن ارتفاع التعداد السكاني وتراجعات متوقعة في إنتاج النفط، سواء بتخفيضات من منتجي النفط العالميين، أو جراء عمليات صيانة وعوامل طبيعية قد تدعم ارتفاع أسعار النفط.
بيد أن آخرين رأوا أن التباطؤ المتوقع في الاقتصاد العالمي، الذي ربما يصل إلى مرحلة الركود، سيضغط حتماً على الأسعار لتتحرك في نطاق 60 إلى 70 دولاراً خلال العام المقبل.
وأضافوا أن ارتفاع سعر صرف الدولار يضغط أيضا على أسعار النفط الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار السلع عموماً، حيث إن الارتفاع في سعر الصرف يقابله انخفاض في سعر البترول.
وأكد مشاركون بمعرض ومؤتمر أديبك 2018، الذي انطلق بأبوظبي، تعذر تراجع أسعار النفط لما دون 60 دولاراً قائلين: «إن عمليات التراجع الحادة في أسعار النفط والتي سجلتها الأسواق خلال العامين الماضيين يصعب حدوثها مرة أخرى، مستندين في ذلك إلى توجه الدول لزيادة استثماراتها في إنتاج النفط والغاز بالتزامن مع ارتفاع الطلب نتيجة للزيادة السكانية، ورغبة كثير من الدول في تحقيق التنمية».
وقال جمال حماد مدير المبيعات في شركة كريتيكل انجرينيج للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن الأسعار قابلة للارتفاع لتصل إلى 90 دولارا للبرميل نتيجة لزيادة الطلب الناجم عن الزيادة السكانية في كل من الصين والهند، والتي بدورها تتطلب الطاقة لتوفير التنمية، كما أنّ توجه بعض الدول لخفض المعروض يعزز ارتفاع أسعار النفط، إضافة إلى تراجع الإنتاج من السوق الأميركي».
وأضاف أن تراجع أسعار النفط العالمية لما دون 70 دولاراً قد يحدث في حال توجه بعض الدول في زيادة الإنتاج، وخاصة مع اعتزام الإدارة الأميركية تزويد السوق العالمية بما لا يقل عن مليون برميل يومي من النفط الصخري للحفاظ على معدلات الأسعار الحالية، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الذي يضغط على سعر النفط.
من جانبها، أشارت نانسي حنطور، مدير مبيعات الخدمات في الإمارات بشركة «ABB»، إلى أن تراجع الإنتاج في فنزويلا وبعض الدول مثل ليبيا والعراق يعزز زيادة الأسعار بالتزامن مع توجه مجموعة أوبك وحلفائها في الاستمرار بخفض المعروض.
وقالت إن ضخ مزيد من المعروض النفطي يحافظ على الأسعار الحالية وعدم حدوث ارتفاعات فيها.
من جانبها، أشارت وداد حداد، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة إيمرسون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أن الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار النفط قبل عامين غير قابل للحدوث مرة أخرى، وأن مستقبل النفط سيشهد كثيراً من الحفاظ على الأسعار الحالية، وفترات قليلة من ارتفاع الأسعار، لافتة إلى أن استخدام المخزون النفطي خلال السنوات العشر القادمة سيتغير مقابل حالة الاستخدام الحالية، وتوقعت أن يكون المتوسط العام لسعر برميل النفط خلال عام 2019 في حدود 80 دولاراً.
تأثيرات اقتصادية


من جهته، قال ثامر شمسي رئيس قسم النفط والغاز في الشركة العالمية للإعمار «IDC»:«تبقى أسواق النفط العالمية تواجه شحاً في الإمدادات مع توقفات غير مخططة للتدفقات من ليبيا وفنزويلا وتعطل أحدث في كندا تسبب في التأثير سلباً في أسواق أميركا الشمالية على وجه الخصوص.
وأوضح شمسي، أن مستويات الأسعار تخضع لعدد من التأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يبرز تحسن نمو الاقتصاد العالمي كعامل رئيس لزيادة الطلب على النفط، ما يعزز استقرار الأسعار حول المعدلات الحالية، فيما يؤدي خفض الإنتاج مع زيادة الطلب المتوقعة إلى زيادة الأسعار، إضافة إلى الأوضاع في فنزويلا، والتي انخفض إنتاج النفط فيها بمقدار 550 ألف برميل يومياً، أقل من التزام فنزويلا الإنتاجي.
وقال طارق قاقيش مدير إدارة الأصول في مجموعة المال كابيتال:«إن الاستثمارات في قطاع الطاقة تتوجه لزيادة كفاءة القطاع وستتأثر أسعار النفط بأي زيادة في الإنتاج عالمياً وجميع المنتجين يتنافسون على حصة من السوق»، لافتاً إلى التغير في نمط الاستهلاك ،وقال «إن أسعار النفط تتفاعل نتيجة للتوترات، وهناك سعر أساسي ولن يكون هناك سعر متدن كما حدث في العامين السابقين، مشيراً إلى أن توجه أوبك لمزيد من خفض الإنتاج للحفاظ على استقرار السوق قد يدفع بزيادة الأسعار، مشيرا إلى أن توقعات التباطؤ الاقتصادي العالمي ربما تضغط على أسعار النفط العام المقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©