نيويورك، الأمم المتحدة (ا ف ب) - يجمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمرة الخامسة غدا الاثنين في ضاحية نيويورك القادة القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في محاولة لإحراز تقدم في مسار توحيد الجزيرة المقسومة منذ 1974.
وسيلتقي ديمتريس كريستوفياس رئيس الجمهورية القبرصية ودرويش اروغلو زعيم جمهورية شمال قبرص التركية في مزرعة جرين تري في لونج ايلند. وسيطلع المستشار الخاص للأمم المتحدة حول قبرص الكسندر داونر الصحفيين مساء الاثنين على مضمون المحادثات، على أن يعقد بان كي مون مؤتمرا صحفيا صباح الأربعاء المقبل يتحدث فيه عن حصيلة اللقاء. وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان أمس الأول إن “الأمين العام يأمل في أن يكون اللقاء مثمرا ويتيح إحراز تقدم ملموس”، مشيرا إلى أن بان كي مون “أبلغ الزعيمين بما يأمله” من اللقاء. وأضاف إن بان كي مون “يعتقد أنه مع الإرادة السياسية والتزام حازم، يستطيع الزعيمان ويجب أن يتوصلا إلى تسوية ضرورية جدا” لهذا الملف.
ومنذ استئنافها في سبتمبر 2008، لم تسفر هذه المفاوضات بين القبارصة عن إحراز تقدم ملحوظ. وهي تتعثر حول مسألة حقوق ملكية الأراضي والممتلكات العقارية التي خسرها القبارصة اليونانيون والأتراك خلال التقسيم، ومرور البضائع بين شطري الجزيرة وتبادل الأراضي والضمانات الأمنية. وفي ديسمبر الماضي، وعد بان كي مون بأن تؤدي هذه الجولة الخامسة إلى “تفاوض كثيف” محذرا من أن “الوقت ضاغط”. وقال إن “قبرص ستتولى رئاسة الاتحاد الإوروبي في الأول من يوليو (2012)، لذلك فإن الوقت المتبقي لإحراز تقدم في المفاوضات محدود جدا”.
وقد انقسمت قبرص إلى شطر يوناني وشطر تركي منذ احتلت القوات التركية في 1974 ثلث الجزيرة، ردا على انقلاب أوحت به أثينا لإلحاق الجزيرة باليونان. وتعترف المجموعة الدولية بالجمهورية القبرصية، إما جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد فلا تعترف بها إلا أنقرة. وأجج التوتر بين الفريقين خلاف على التنقيب عن النفط قبالة السواحل القبرصية. فقد كلفت الجمهورية القبرصية شركة أميركية القيام بأعمال الحفر الاستكشافية قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة.
وردت تركيا بإرسال سفينة استكشاف إلى المنطقة بموجب اتفاق مع جمهورية شمال قبرص التركية. وتجرى هذه الجولة الخامسة من المفاوضات بين القبارصة بعد أيام على وفاة الزعيم التاريخي للقبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش.
وقد انسحب رؤوف دنكطاش الرئيس السابق لـ “جمهورية شمال قبرص التركية” من الحياة السياسية في 2005 بعد أن رفض القبارصة الأتراك سياسته المتصلبة إزاء القبارصة اليونانيين، وصوتوا في استفتاء 2004 لصالح خطة الأمم المتحدة لتوحيد قبرص.
عدد اليوم
