الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ألعاب زمان.. تسافر بالأطفال إلى الماضي

ألعاب زمان.. تسافر بالأطفال إلى الماضي
8 ديسمبر 2017 20:43
أشرف جمعة (أبوظبي) أطفال من مختلف الأعمار تقودهم البراءة إلى العيش في ظلال ألعاب شعبية براقة، تستدعي حياة الأطفال في الماضي ليمارسوا ألعابهم في جو من الألفة في ساحات مفتوحة تبعث في نفوسهم الدفء وتغمرهم بالبهجة وهو ما يرسخه مهرجان الشيخ زايد التراثي -الذي تستمر فعالياته بمنطقة الوثبة في أبوظبي حتى 27 يناير المقبل- في نفوس فلذات الأكباد عبر العودة إلى لقطات حية من الألعاب الشعبية التي تحاكي الماضي في قرية الأطفال بالمهرجان التي تسافر بهم إلى البيئة الاجتماعية القديمة بما فيها من بساطة وتعاون وألفة وسط تشجيع الآباء والأمهات، وهو ما جعل ساحة ألعاب زمان مكانا رئيسا لتجمع الصغار الذين وجدوا فيها متنفساً حقيقياً لممارسة ألعاب تخالط الوجدان وتتماهى مع الفطرة وتنمي الذكاء وتعبث على السعادة. بهجة الألعاب الشعبية وسط ساحة ألعاب زمان كان مؤنس علي الشحي (10 سنوات)، يرتدي كوفية مزينة بعلم الإمارات، ويطلق العنان لطفولته في أجواء شتوية دافئة ويجلس على طرف لعبة الميزان وفي المقابل كان يجلس أسامه المنصوري (9 سنوات) والبهجة تعلو وجه كل واحد منهما. ويبين الشحي أنه جاء مع والديه إلى المهرجان وأنه في أثناء السير بين أورقته لفت نظره وجود عدد من الأطفال يلعبون وسط الرمال ألعابا شعبية قديمة، فطلب منهم أن يسمحوا له باللعب معهم فأبدوا موافقتهم على الفور، مشيراً إلى أنه انغمر في هذه الألعاب وغاب في زحمتها ليستعيد جمال الطبيعة، لافتاً إلى أنه كان يلعب مع أطفال لا يعرفهم لكنهم جميعاً كانوا يتجاوبون معه ويقاسمونه فرحة اللعب في أجواء مختلفة عما اعتاده من لعب وسط ضجيج الألعاب الإلكترونية. ويذكر أن المهرجان يعد حلقة وصل بين الماضي والحاضر وأنه يشعر بالسعادة كلما جاء إلى أروقته وشارك في فعالياته التي تجعله في حالة مستمرة من البهجة. ذاكرة التراث ولا يخفي هلال المطيري، أب لثلاثة أبناء، مدى اهتمامه بزيارة المهرجان الذي يرسخ لثقافة الموروث الشعبي في نفوس الكبار والصغار، وأنه وجد أن أبناءه يحبون اللعب في ساحة ألعاب زمان التي تتطابق مع مجموعة من الألعاب الشعبية القديمة، التي كان يمارسها الأطفال في الأعياد والمناسبات السعيدة. ويرى أنه من الطبيعي أن ينجذب الأطفال للألعاب القديمة المحفورة في ذاكرة التراث الشعبي والتي تستمد وقودها من العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، خصوصاً أنها تبعث السعادة في نفوس الصغار، وتعمل على إيجاد نوع من المنافسة الشريفة المحفزة على التخيل وشحذ الذكاء الفطري فهي رياضة للعقل والبدن، كما أنها تأتي في إطار ترفيهي محبب يرفع الروح المعنوية ويضفي السعادة على عكس الألعاب الإلكترونية المحدودة والتي لا تجعل الطفل ينغمر بروحه وجسده ووجدانه في ألعاب مسلية، ويلفت إلى أنه يترك أولاده في أمان ويتحرك بحرية في ساحات المهرجان ولا يخشى عليهم من أي شيء كون هذه الألعاب صديقة وآمنة. مفردات أصيلة وتشعر خولة سعيد المرزوقي بأن ساحة ألعاب زمان هي المكان الأكثر ملاءمة للأطفال، لكي يمارسوا فيه ألعابهم المستوحاة من بيئة الماضي، والتي كان يمارسها أبناء الجيل الماضي أمام بيوتهم في طفولة لا تعوض، وتشير إلى هذا النوع من اللعب يحتاج إلى مهارة خصوصاً أن الأطفال يستمتعون مثلاً بالأراجيح من خلال «المريحانة» التي تنتصب عبر جذعين من النخيل وحبلين متقابلين مثبتان في الأسفل بمقعد خشبي، وتذكر أنه المريحانة بهذا الشكل تستدعي الموروث والمفردات الأصيلة في المجتمع وأنها تركت أطفالها يمارسون ألعابهم بمنتهى الحرية دون خوف واكتفت بمتابعتهم عن بعد، وترى أن «زايد التراثي» في موسمه الجديد شديد الثراء وأنه يهتم بترسيخ قيم وعادات وتقاليد الآباء والأجداد، وأن ساحة ألعاب زمان تعبر عن لون من ألوان الحياة الاجتماعية في الماضي. لحظات ممتعة في ساحة ألعاب زمان، اهتم الكثير من الأولاد والبنات بالمريحانة وحرص الآباء والأمهات على أن يعطوا الفرصة للأبناء في أن يعيشوا لحظات ممتعة في رحاب الطفولة مع هذه اللعبة المبهجة، وتبين سارة خميس النيادي (11 عاماً) أنها كان تأخذ دورها بين الأطفال من أجل اللعب، لافتة إلى أن المريحانة المثبتة عبر جذعين من جذوع النخيل وفي وسطها الكرسي الذي يجلس عليه الطفل من الألعاب المحببة للأطفال، خصوصاً أنها ترتفع بهم إلى أعلى في اتجاهين للأمام والخلف وأن بعض الأمهات يمسكن بالحبل ويحركنه من أجل مساعدة الصغار على المرح، موضحة أن الإمارات تحيي هذا الموروث في نفوس الأطفال بصورة إبداعية، ليتسع المهرجان للجميع ويهتم بترسيخ عادات أصيلة وتقاليد الماضي العريق في نفوسهم. مشاركة جماعية من ضمن الصغار الذين لعبوا بشكل جماعي في ساحة ألعاب زمان، سلمي وحميد وعائشة ومانع، وهم من أسرة واحدة، وتشير سلمي إلى أنها انجذبت مثل غيرها من الأطفال إلى «المريحانة»، وذهبت مع إخوتها الذين يصغرونها إلى ساحة ألعاب زمان من أجل ممارسة الألعاب المفضلة لديهم، وتوضح أن هذه الساحة المكونة من الألعاب الشعبية الجماعية جمعت الكبار والصغار، وهي دائماً تكتظ بجمهور المهرجان، لكونها متنفساً طبيعياً لممارسة العديد من الألعاب المسلية التي تتوافق مع الأطفال وأعمارهم المختلفة، وترى أن ساحة ألعاب «زمن لوّل» تجمع أبناء الزوار في المهرجان على الألفة والمحبة والمشاركة الجماعية والتنافس الإيجابي. لعبة الميزان الطفل عمر حميد الهاشمي (7 سنوات)، أصر على أن يصعد إلى خشبة لعبة الميزان، واستطاع أن يمارس اللعب مع أحد أقرانه، خصوصاً أن اللعبة عبارة عن قاعدة هرمية خشبية يُبسط عليها لوح خشبي يصل طوله إلى مترين تقريباً، بحيث يجلس طفل على أحد طرفيه والطفل الثاني على الطرف الآخر ويهبط أحدهما ويصعد الآخر، ويشير الهاشمي إلى أنه شعر بالسعادة في ساحة ألعاب زمان، التي تضم العديد من الألعاب القديمة لتضفي أجواء المرح على مهرجان الشيخ زايد التراثي. مفردات تراثية في قرية الأطفال كان المكان مهيئاً تماماً لاستقبال الصغار، حيث وجود ألعاب مبسوطة على رمال ناعمة، نُصبت عليها المريحانة ولعبة الميزان وألعاب يدوية الصنع في صورة تماثل الماضي عندما كان الأولاد والبنات يمارسون ألعابهم الشعبية وسط الرمال حيث البهجة والجمال والطبيعة دون تكلف، مما يشيع أجواء الفرح عبر مفردات تراثية إماراتية لها مذاقها الخاص تشجع على تنمية الملكات الفردية وتحرك الخيال بما يرسخ قيم الولاء والانتماء ويجعل الترفيه وسيلة للعب الجماعي والشعور بالأمان، خصوصاً أن أهالي الأطفال في المهرجان كان يتركونهم يمارسون ألعابهم بحرية دليلاً على الشعور بالأمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©