عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
«مانشستر سماوية» مما يعني أن عشاق «البلو مون» ربحوا التحدي المثير، على حساب الجيران من جماهير مان يونايتد، فالمدينة التي تعيش على وقع الصراع الكبير بين الفريقين، الذي بلغ في العقد الأخير سقفاً لم يعرفه من قبل، تكتسي بالأزرق السماوي حينما يفوز السيتي، والأحمر حينما يفعلها اليونايتد، وبدورها تتسابق الصحافة الإنجليزية في العزف على وتر هذا التنافس الجماهيري الملتهب، وتتجاهل في بعض الأحيان أنها قمة في البريميرليج، حيث تبدو وكأنها بطولة تخص مدينة مانشستر دون غيرها.
الفوز الكبير لمان سيتي على جاره مان يونايتد بثلاثية لهدف، والأداء المبهر للبلومون الذي سيطر على المباراة بنسبة استحواذ بلغت 65%، دفع الصحافة اللندنية إلى أن توحد عناوينها معترفة أن «السيتي يحكم مانشستر»، وهو العنوان الذي خرجت به صحيفة «التايمز» مضيفة: السيتي يحكم مانشستر، ويبتعد بفارق 12 نقطة عن جاره مان يونايتد، حيث يستقر السيتي على القمة برصيد 32 نقطة، فيما يحتل اليونايتد المركز الثامن بـ20 نقطة فقط من 12 مباراة.
أما صحيفة «التلجراف» فقالت: السيتي يفرض قانونه في مانشستر مضيفة أنه الحاكم الفعلي للمدينة، بل أشارت إلى أنه نجح في تحطيم اليونايتد، ليس على مستوى النتيجة فحسب، بل إن السيتي بدا أكثر إصراراً على تطبيق فلسفة مدربه جوارديولا الذي يتمسك بالكرة الشاملة، فيما عنونت الميرور: ثلاثية وبكل سهولة.
وكان للأداء الهجومي الجذاب لمان سيتي، والتحكم في مجريات الديربي بصورة كاملة حضور لافت في الصحافة اللندنية، فالأمر لم يكن قاصراً على الإشادة بالفوز والحصول على 3 نقاط مهمة في سباق الحفاظ على لقب الدوري فحسب، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي، والحسابات التي تهتم برصد الإحصاءات والأرقام المثيرة، تسابقت في إبراز هيمنة السيتي.
وكان للهدف الثالث، الذي سجله الكاي جوندوجان في الدقيقة 86 على وجه التحديد، قيمته في التأكيد على أن «البلومون» تحت قيادة جوارديولا لديه فلسفة وطريقة أداء وفكر كروي لا يتغير مهما كان المنافس، فقد بلغ عدد التمريرات قبل هذا الهدف 44 تمريرة، دون أن يتمكن أي لاعب من مان يونايتد من لمس الكرة.
وفي مقارنات رقمية أخرى، تؤكد أن الفجوة بين السيتي ويونايتد أصبحت هائلة في الوقت الراهن، فإن عدد تمريرات فريق جوارديولا طوال المباراة بلغ 704 تمريرات، فيما لم يتجاوز لدى اليونايتد 380 تمريرة، وعلى مستوى صناعة الفرص هناك فارق كبير أيضاً، فقد صنع السيتي 16 فرصة للتسجيل، فيما صنع اليونايتد 4 فقط، أما التسديدات على المرمى فكانت للسيتي الغلبة أيضاً بـ17 تسديدة، و6 لمان يونايتد.
وفي الوقت الذي أشادفيه جوارديولا بأداء فريقه، والاعتراف بأنه لا يشعر بالرضا عن استعراض نجمه رحيم سترلينج، خاصة في نهاية المباراة، فإن جوزيه مورينيو الذي استسلم للخسارة أمام جوارديولا 11 مرة، وهو العدد الأكبر من الهزائم أمام أي مدرب طوال تاريخه، أطلق تصريحاً أثار دهشة الجميع، حيث لم يعترف بأنه تلقى هزيمة عادلة على حد قوله، برغم أنها كاسحة، وهو تصريح يبدو متناقضاً، يبحث مورينيو من خلاله عن مبررات السقوط، حينما أشار إلى أن مان سيتي استعد للديربي بارتياح كبير وبلا ضغوط بخوضه آخر 3 مباريات محلية وقارية بمعقله باستاد الاتحاد، فيما يعاني اليونايتد من إجهاد وضغوط موقعة تورينو أمام اليوفي.
وبفوزه على مان يونايتد في ختام المرحلة الـ12 للبريميرليج، وقبل توقف المسابقة ثم عودتها 24 نوفمبر الجاري، حقق مان سيتي وليفربول وتشيلسي إنجازاً تاريخياً لم يسبق له مثيل منذ انطلاقة البريميرليج، وهو تجنب الخسارة في 12 جولة، واللافت في الأمر أن الثلاثي يسيطر على القمة بصورة واضحة، ويصعب فوز فريق رابع من خارج هذه الدائرة بلقب البطولة للموسم الحالي.
