الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغامرة إنسانية لتوثيق العلاقة بين الإمارات وفرنسا

مغامرة إنسانية لتوثيق العلاقة بين الإمارات وفرنسا
5 نوفمبر 2010 21:34
تضمنت فعاليات فن أبوظبي حديث الفن لتشجيع تبادل الأفكار المهمة والتنويرية الذي أقيم بموازاة مع فعاليات فن أبوظبي من بينها حوار الفنون اللوفر أبوظبي، حيث أقيمت أول أمس الخميس جلسة نقاشية مع الكاتب والباحث إوميرتوإكو صاحب النظريات في علوم الجماليات الفنية على القضية المحورية لحالة ودور الروائع الفنية في تكوين مستقبل اللوفر أبوظبي، كما تناول الموضوع الذي ألقى الضوء على الفكرة المبتكرة للمتحف وهي التوثيق المتحفي والمخاطر التي ينطوي عليها إنشاء مجموعة فنية لمتحف عالمي في بدايات القرن الحادي والعشرين، وتقدمت هذه الجلسة النقاشية أمام حشد كبير من الإعلاميين والزوار من قبل فن أبوظبي واللوفر أبوظبي. خلال الجلسة أكد المتحدثون أن متحف اللوفر أبوظبي يستضيف مجموعات فنية متكاملة ونادرة على شكل إعارة لمدة طويلة الأجل من متحف اللوفر الفرنسي ومتاحف فرنسية عريقة أخرى منها “متحف دو كي برانليه” و”مركز جورج بومبيدو” و”متحف دورسيه” و”متحف فرساي” و”جيميه” و”رودان” و”جمعية المتاحف الوطنية الفرنسية”. وسيعتمد المتحف نظاماً مبتكراً يكفل تقديم مجموعات فنية فريدة بصفة منتظمة من خلال تدوير المعروضات على صالات عرض متحف اللوفر أبوظبي، وذلك بالتزامن مع خطة إمارة أبوظبي لبناء مجموعاتها الخاصة من الأعمال الفنية، وتمهد الاتفاقية المبرمة بين الحكومة الفرنسية والإمارات العربية المتحدة الطريق للاستفادة من خبرات المتاحف الفرنسية للمساعدة في بناء وتكوين مجموعات أبوظبي الفنية الدائمة خلال العقد المقبل إلى جانب تدشين مبادرات تعليمية ومؤتمرات فنية متخصصة ودورات تدريبية لتعزيز الوعي بالفنون العالمية في الإمارات. كما أكد المحاضرون أن الاتفاقية المبرمة بين الحكومة الفرنسية والإمارات العربية المتحدة تتطلب التعاون في عدة مجالات من بينها استعمال اسم اللوفر لمدة 30 سنة، استعمال الأعمال الفنية الفرنسية لمدة 10 سنوات عند افتتاح المتحف، كما سيعمل حسب الاتفاقية على تنظيم أربعة معارض في السنة خلال 15 سنة الأولى عند افتتاح المتحف، كما ستشكل لجنة حسب الاتفاقية للإشراف ومساعدة اللوفر أبوظبي على مقتنياته الخاصة، وسيعمل على تنظيم اجتماعات بين الخبراء والعارضين الفرنسيين في أبوظبي لإنشاء متحف عالمي للمقتنيات، وسيتم التبادل والتعاون بين واللوفر أبوظبي واللوفر باريس وبعض المتاحف الفرنسية، كما تم توضيح أهمية اسم اللوفر وما يعنيه في الوقت الحالي، والعلاقة بين 12 معهدا ثقافيا في فرنسا منها المتاحف التي سبق ذكرها. أول إعارة فرنسية لأعمال خارج الحدود تم التأكيد خلال الجلسة الحوارية على أن اللوفر أبوظبي سيتضمن لوحات معارة من المتحف اللوفر الفرنسي لأول مرة ولأمد طويل، حيث يأخذ المتحف اللوفر الفرنسي على عاتقه منح الأعمال الفنية والمقتنيات الوطنية، وارتكز النقاش في جلسة فن أبوظبي على 5 محاور منها: اللوفر أبوظبي والمتاحف العالمية، متحف اللوفر أبوظبي يغطي جميع الحقب التاريخية وكل الحضارات، المتحف الذي يشمل أروع المعروضات والمقتنيات العالمية الفرنسية الوطنية، مشاركة جميع المعارف العالمية مع المحافظة على روح وأصالة اللوفر، متحف اللوفر أبوظبي حطم الحواجز وفتح الباب للحوار بين الحضارات. وتم التأكيد خلال الجلسة على أن اللوفر أبوظبي سيعرض مجموعات نادرة من كافة العصور والاتجاهات الفنية إلى جانب أعمال معاصرة حسب منهج مبتكر في تنظيم المعروضات مع التركيز على الأعمال الكلاسيكية، كما أكد المتحدثون خلال هذه الجلسة الحوارية عن اللوفر أبوظبي أن المتحف سيمثل التطور الذي شهده التاريخ، وبالإضافة إلى ذلك سعى المزج بين الحضارات القديمة من خلال إيجاد العناصر المشتركة التي ستسمح للتوصل إلى حوار يتعلق بحل النزاعات، كما يتحدث اللوفر عن بداية العصور القديمة والحضارات القديمة، بحيث يمكن أن نرى في هذه الصالات الإثني عشر التي زخر بها التاريخ إشراك كل الحضارات، وذكروا أن العولمة أثرت، لكن يظل دور اللوفر مهما في الوقوف في وجه سلبياتها. وكمثال على ما يعرض في اللوفر تمت سياقة بعض الأمثلة منها تحفة من باكستان وهي مثال يسلط الضوء على المقدسات وعلى الحوار بين الثقافات، كما تم عرض صورة أخرى عبارة عن عناصر اقتناها اليونان من العالم العربي والشرق الأوسط، ومن خلالها يمكن تمييز الأشياء التي ميزت الإغريق في تلك الحقبة كما شملت هذه المؤلفات التي ميزت الحقبة اليونانية، وهذه الفنون لم تؤرخ للحرب فقط وإنما للفن أيضا. البعد الديني كما تناولت المناقشة البعد الديني لهذا المشروع من خلال الروائع التي تعرض فيه، حيث يضم منحوتات من جنوب الهند تم تحضيرها في مصلى بودي في جنوب الهند وهذه الأعمال تشبه كثيراً الأعمال التي تعرض في المتحف، وأضاف أحد المتحدثين في الجلسة: هناك أشياء لها طابع ديني علماً بأن بعض هذه الأعمال له قدسية معينة لدى الشعوب حتى القرن 18 كما أن الدين لا زالت له نفس القدسية في بعض الأعمال، ولابد من النظر إلى الناحية الدينية حيث سيتطور كجزء من الحضارات الإنسانية، وعن كيفية عرض هذه الأعمال الدينية ستتبع النظام نفسه للنقاش والعولمة، حيث سيتم عرضها في هذا المعرض ولن يتم غض النظر عن أي من الأديان. وستشكل الأديان الأساسية الإسلام والمسيحية واليهودية والهندو والبودية بالإضافة إلى ديانات أخرى أميركية وكلومبية وأخرى من بعض بلدان إفريقية، ولن ندخل في مواصفات كل دين وتفاصيله، أما بالنسبة لمديري المعارض فيجب أن يعرفوا هذه التفاصيل والخصوصيات، لكن لكل دين هناك أشياء مشتركة يجب معرفتها أيضا، وكل هذه الأعمال ستعرض جنبا إلى جنب. الروائع الفنية الحديث تطرق إلى بعض المشاكل التي تعرض بناء متحف جديد، حيث أكدوا أن بناء متحف جديد يهدف إلى معالجة مسائل معينة ويهدف إلى مناقشة جديدة للتوصل إلى مفهوم جديد للحوار، لها من خلال البرامج الثقافية ومن الصعب الدخول في التفاصيل ونبدأ بشكل أشمل نتحدث عن الفن واختيار الأعمال الفنية، حيث تم اختيار الفن ذي الجودة العالية، كما ستتم أرشفة لهذه الأعمال الرائعة، ومن بين الأهداف للمتاحف التثقيفية مشاهدتها هذه الروائع، وهناك الطابع الفردي والاستثنائي الذي يميز عملاً فنياً مميزاً والجودة متعلقة بالامتياز والتقييم، وهذه الأعمال تشمل وجهة نظر الفنان والمشاهد لها ويتم تقييم قيمتها من هذه المقاربات. أحاسيس الأعمال البحث لم يتغاض عن الأحاسيس في الأعمال الفنية أو الروائع، في هذه الجلسة الحوارية عن اللوفر أبوظبي، إذ قال المتحدثون إن الفن يفسر الاختلافات المتواجدة في الأعمال الفنية ذات الجودة العالية وهناك اهتمام يوليه المهتمون بالتحف التي تطلق عليها الروائع، إذ لها قيمة حصرية للجهة المالكة، فالروائع تتميز بطابعها المتميز، ويصعب دائما معرفة ماهية الرسائل التي تريد نقلها إلى المتلقي، وهنا يتم الحديث عن المفاهيم المتعلقة بالروائع التي تنطبق عليها مواصفات عديدة، ليس من حيث التاريخ، ولكن عن متحف يشكل فيه عنصر الجمال الأساس، إذ يعرض أيضا أعمالاً أثرية تجسد حضارة كاملة قد تكون اختفت، ولكن ما زالت تجسد أعمالا فنية. روائع تأتي إلى الزائر وفقاً لما كشفت عنها المناقشات، فإن الروائع المشار إليها سيتم عرضها في مكان جغرافي استراتيجي، وكأن هذه الأعمال تأتي إلى الزائر وليس الزائر من يأتي إليها، والمفاجأة يؤكد المحاضرون تكمن في أن متحف اللوفر أبوظبي سيحمل الكثير من الدهشة إذ سيبدأ بعرض أروع الروائع، ومن أهم اللوحات التي سيضمها المعرض يقول أحد المتحدثين خلال الجلسة، لوحة بربرية ترجع إلى القرن 15، بعد انهيار الامبراطورية الرومانية حيث نشأ العصر البربري وهذا العمل يرمز للقوة، كما أكدوا على أن متحف اللوفر أبوظبي سيكون في خط متواز مع متحف اللوفر فرنسا ومتاحف العالم، كما سيضم لوحة زيتية تعود إلى عصر إطلاق الرسم الزيتي، إذ كانت نقطة تحول في تاريخ الرسم، وصورة أخرى بها خطوط طولية وعرضية ومربعات ملونة تحمل الكثير من الفلسفة والروحانيات وهي حوار بحد ذاته، كما تحدث أوليفي المسؤول عن التصميم في اللوفر أبوظبي وقال: لا نبني هذا المتحف من الصفر، ولكننا نبني على تقليد مهم بدأ منذ قرنين بدأ خلالها تجميع تحف رائعة، تجمع في إطار مجموعات وفي أبوظبي فرصة لنبني متحفاً من هذا الحجم وبناء متحف يعني جمع روائع تروي قصصا وتعكس قصة السوق والحضارات التي مرت عبر التاريخ، ولأول مرة ستعرض هذه الروائع خارج حدود لوفر فرنسا، وهي مغامرة إنسانية لتوثيق العلاقة بين الإمارات وفرنسا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©