الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياة الفهد: «البيت بيت أبونا» دراما هادفة تناقش قضايا اجتماعية حيوية

حياة الفهد: «البيت بيت أبونا» دراما هادفة تناقش قضايا اجتماعية حيوية
6 أغسطس 2013 20:00
الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد، صاحبة اسم وسجل طويل يعد بصمة مميزة على صفحات الدراما العربية والخليجية. فقد قدمت الفهد عبر أكثر من أربعة عقود، ولا تزال، عشرات الأعمال الدرامية والأفلام والمسرحيات التي تعد من علامات الإنتاج الفني الدرامي، وخلال فترة معينة من مشوارها الفني الطويل، قدمت الفهد ثنائياً متميزاً مع الفنانة سعاد عبدالله، وكانت ثمرة هذا التعاون أعمالا تعد علامة من علامات الدراما الخليجية منها:« رقية وسبيكة» و«على الدنيا السلام» و«خالتي قماشة» و« سليمان الطيب» و«خرج ولم يعد» و«درس خصوصي» وغيرها. وكان المسلسل القطري «عيال الذيب» آخر عمل فني جمعهما في عام 2000، وفي نهاية عام 2012 قدمت الكتابة وداد الكواري للثنائي قصة مسلسل «البيت بيت أبونا» الذي يعرض حالياً خلال الشهر الكريم. مراد اليوسف (دبي) - كثيرون اعتبروا مسلسل «البيت بيت أبونا» عودة ومصالحة درامية بين النّجمتين الكبيرتين، لكن ما أن طرح هذا التساؤل على الفنانة حياة الفهد، حتى بادرت بالنفي، وقالت:« لا.. ليس صحيحاً..أنا وسعاد صديقتان وعلاقتنا قوية جداً وتعود لسنوات طويلة، وقد كنا بالفعل في انتظار نص درامي قوي يجمعنا، ولا سيما وأن آخر عمل «عيال الذيب» لم يكن بنفس المستوى الذي نريده أو الذي ينتظره الناس منا، وخلال السنوات العشر الماضية لم يعرض علينا نص نستطيع أن نطل على الجمهور من خلاله، أو أن يقدمنا بقوة، والجمهور يفضل اجتماعنا في مسلسل فيه لمسة مرح، وهو ما تحقّق في مسلسل «البيت بيت أبونا» من حيث القصّة والحبكة». وأضافت:« عندما نعمل مع بعض أنا وسعاد نرتاح كثيرا لأننا نفهم على بعضنا ولا نبخل في العطاء، وتواجدنا سوية في عمل واحد كان فرصة جميلة نتبادل فيها الأحاديث ونستعيد ذكرياتنا، خصوصا أننا أمضينا خلال تصوير المسلسل أوقات طويلة سوية، والكيمياء التي تجمع بيني وبين سعاد هي التي أنجحت أعمالنا السابقة وهي التي ستنجح عملنا الجديد إن شاء الله، وأشعر أن هذا التعاون سيكون له أثر ومردود جميل». انتقاد وتوضيح وحول تعرض مسلسل «البيت بيت أبونا» إلى الكثير من الانتقادات مع الحلقات الأولى لعرضه، أكدت حياة الفهد أن الهجمة التي تعرض لها المسلسل كانت هجمة منظمة من قبل جهات أو شخصيات إعلامية لها أهدافها، وقالت: «لقد بدأت هذه الحملة المنظمة ضد المسلسل قبل تصويرنا للعمل، من قبل صحافي كتب في صحيفته وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أننا لا نمتلك إجازة للنص، مما قمنا بإرسال إجازة النص إلى الصحيفة التي نشرت، ولم ينته الأمر هنا ولم يقتنع الصحفي بهذا الكلام كونه ينوي هو ومن معه للوصول إلى إحباط فريق العمل وإفشاله، لكنه فشل والحمد لله». وأوضحت الفهد قائلة: «لا أعتبر ما كتب عن العمل في البداية نقداً، بل إنه تجريح مقصود، فهل يعقل أن نحكم على المسلسل بالفشل بعد الحلقة الثانية أو الثالثة؟، هذا أمر غريب!، وأكدت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها هؤلاء الأشخاص بهذه الطريقة، فسبق أن قاموا بحملة مماثلة في مسلسل «ليلة عيد» وكانوا يحرّضون وزارة الإعلام على إيقاف العمل». كوميديا الموقف وشددت الفهد على رضاها عن العمل، وقالت: «المسلسل يحمل قضايا ورسائل مهمة للمجتمع، فنحن ندعو الأهل إلى ألا ينقلوا خلافاتهم ويورثوها لأبنائهم، وألا يكون الاتكال على المعيل بل يعمل جميع أفراد الأسرة ويجتهدون، وألا يكون ارتباط الولد بفتاة أجنبية وسفره معها هو هجر لأهله ولبلده، فكل عمل له إخفاقات، لكن يجب أن ننتظر ونتابع حتى نحكم على العمل، فمن البداية قلنا انه ليس كوميدياً، بل اجتماعي بلمسات كوميدية، حيث أخذ فكرة خاطئة عن المسلسل واعتقدوا أنه كوميدي، لكن في الواقع هو عمل اجتماعي يعتمد بشكل رئيسي على كوميديا الموقف أو الكوميديا سوداء، ويعالج قضية شقيقتين تعيشان في صراع دائم بسبب فهمهما الخاطئ لبعضهما، ويحاول الأب جاهدا أن يصلح بينهما، حتى تأتي ظروف مناسبة فتجتمعا وتتصالحا وتعود الحياة كما كانت عليه، وتلك هي الطبخة التي تمّ إعدادها للعمل على أمل أن تكون قد أعجبت النّاس». أما عن تقييمها لأداء الفنانين الشباب الذين شاركوا في العمل وصفت الفهد تلك المواهب بأنها جيّدة وذات كفاءة عالية، ولهم مستقبل كبير في الدراما الخليجية، لقد شعرنا أننا عائلة واحدة، واتسمت أجواء التصوير بالفكاهة والفرح، وكنت أعلق على الشباب بكثير من الودّ وهم كانوا يتقبلون الأمر ويبادلونني كل الود أيضا». عن أسباب توقفها عن كتابة سيناريوهات المسلسلات التلفزيونية، والتي لعبت بطولتها مثل «الجليب»، قالت:« لم أتوقف عن الكتابة، لكنني انشغلت بأعمالي خارج الفن مثل تجارة العقارات، بالإضافة إلى مسؤولياتي المتعلّقة ببناتي والاهتمام بهن، لكن لديّ العديد من الأفكار لنصوص درامية تلفزيونية، وقد بدأت العام الماضي بكتابة إحداها، لكنني بطيئة جدا، كما أنني لست متعجلة، وفي نفس الوقت لا أعتبر نفسي كاتبة محترفة، فأنا أكتب بمزاجية من جهة وبهدوء كامل من جهة أخرى، فمن الممكن أن أكتب في الشهر مشهدين أو مشهدا واحدا وربما أرميه بعد ذلك، لهذا أكتب بحب، والمهم أن أكون مرتاحة ومقتنعة بما أكتب لأن التأليف بالنسبة لي ليس نشاطا ربحيا، بل هو عملية أدبية وفكرية، ولدي حب كبير للتراث ومن المحتمل أن أكتب عملا تراثيا، أعتقد أنه سيحتاج مدة ثلاث سنوات على الأقل حتى يرى النور». ويعرف عن حياة الفهد أنها تقدم كل عام عملاً درامياً واحداً تنتقيه بدقّة حتى يبقى عالقاً في ذاكرة الجمهور، وعمّا إذا كان ذلك سياسة مقصودة منها، أم مصادفة؟ قالت: « كنت أقدم عملين في كل عام، بعد ذلك بت أشارك في عمل واحد فقط بسبب مسؤولياتي الكثيرة. وأعتقد أن عملا واحدا يكفي بشرط أن يكون استثنائيا ومختلفا عن غيره، ويكون مفيداً للناس ويناقش قضايا اجتماعية تهمهم، وأن يكون له مردود أدبي وفني واجتماعي، ويضيف للدراما بشكل عام، وألا يكون حضوري على الشاشة لمجرد الظهور التلفزيوني، ولن يوقفني شيء إلا بإرادتي الشخصية أو في حال انتهى عمري، وما دامت صحتي على ما يرام ولا شيء يعطلني أو يزعجني سأستمر بالتمثيل على الأقل بما لا يتجاوز عملا واحدا سنويا». الشعر.. والطفولة.. والذكريات صدر لحياة الفهد ديوان شعري باسم «عتاب» في نهاية سبعينيات القرن العشرين، ولم تصدر من بعده أي ديوان آخر، عن ذلك قالت: « أنا لا أعتبر نفسي شاعرة، كل ما في الأمر أنّني أصدرت كتابا صغيرا منذ سنوات طويلة اسمه «عتاب» يحتوي على بعض الخواطر الشعرية، وما أكتبه اليوم أحتفظ به لنفسي، ربّما لست مثابرة على إصدار دواوين الشعر لكنني مثابرة على الكتابة». لقد عاشت الفهد طفولة صعبة حيث تركت المدرسة في سنّ مبكر ثم أكملت تعليمها لاحقا، وعمّا إذا كانت تعود في الذاكرة لأيام الطفولة وما يتخلّلها من ذكريات قالت: «لا يمكن لأي إنسان أن يلغي الماضي من حياته، وطالما بقي الإنسان على قيد الحياة سيبقى يعيش مع ذكرياته، وإن كانت سعيدة أم تعيسة هي من تعطي الدافع للاستمرار، وأنا كحياة الفهد في أي لحظة أختلي بها لوحدي لابد أن أعود بذاكرتي إلى اللحظات المميزة من حياتي على صعيد الطفولة أو الأسرة أو الفن، والماضي ليس محدودا بالأوقات السعيدة فحسب بل هناك أيضا لحظات الحزن والمآسي التي تحتلّ الجزء الأكبر من حياة أي إنسان على وجه الأرض».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©