الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سباق محموم في سوق الجلابيات التقليدية قبل العيد

سباق محموم في سوق الجلابيات التقليدية قبل العيد
6 أغسطس 2013 19:57
أزهار البياتي (الشارقة) - مع مرور أيام شهر رمضان المبارك وقرب إقبال عيد الفطر السعيد، يدب في الشارقة نشاط منقطع النظير، حيث تنتعش حركة الأسواق وتنشط كل مجالات التجارة، فتكتظ المراكز التجارية وتزدحم المحال رافعة معدلات البيع والشراء، لتزدان معالم المدينة الباسمة وشوارعها كافة بفوانيس الفرح والنور، وتنبض مناطقها بحركة المارة والزوار، راسمة ملامح الغبطة والحبور على وجوه الناس، مضفية أجواء احتفالية تحتفي بشهر اليمن والبركة. زحمة الأسواق مع إطلالة كل مساء وبعد الانتهاء من صلاة التراويح مباشرة، تبدأ مظاهر الزحمة لتطغى على مشاهد الشوارع والطرقات، لتشّرع الأسواق والمحلات التجارية كافة أبوابها لاستقبال جموع الجماهير، خاصة تلك التي تعنى بقطاع الملابس والأزياء، وتهتم بتطريز وبيع الجلابيات العربية «المخاوير» للنساء والفتيات، كونها تعد لباسا محلياً وتقليدياً في عموم المنطقة، ويشكل بدوره جزئية مهمة من خصوصية مظهر المرأة الإماراتية. وتقول مريم علي 24 سنة، طالبة في جامعة الشارقة: تعتبر الجلابية العربية المطرزة أو «المخورة» عنصراً مهماً من مظهر النساء في الإمارات، وتعد زياً شعبياً وتقليدياً من صميم تراثنا الذي نعتز به، وهي ببساطة خطوطها وجمال مطرزاتها تعكس الكثير من ذوقنا العام، وخصوصية هويتنا وثقافتنا الخليجية، لذا نحرص على التحلي بها وارتدائها إلى يومنا هذا، وبالرغم من تقادم الزمن وتغير اتجاهات الموضة، كما يتلاءم هذا الزي الجميل مع كافة النساء على اختلاف فئاتهم العمرية، بدءاً من سن الطفولة فما فوق، لذا نجده مرغوبا ومطلوبا باستمرار وعلى امتداد شهور العام. فرحة رمضان وتصف مصممة الجلابيات الإماراتية فريال بستكي ظاهرة حمى شراء الجلابيات «المخورة» والمطرزة في شهر رمضان: «نحن في الخليج العربي نحتفي بموسم رمضان بفرحة كبيرة، ونستعد له بشراء الجديد من الأزياء التقليدية بالألوان والموديلات كافة، وفي الإمارات بشكل خاص نعد لبس الجلابيات «المخاوير» جزء مهماً من مظهر النساء لما تتمتع به من طابع محلي وتراثي ينسجم مع عادتنا وتقاليدنا التي ورثناها من زمن الأولين، لذا تتسابق معظم الإماراتيات على شراء أحدث وأجمل تصاميم الموسم الجديد، ويزدحم عادة جدول المصممات المختصات بابتكار هذا النوع من الأزياء، فتكثر خلال هذا الشهر بالذات الطلبات وتصل معدلات البيع لمستويات قياسية، وأنا كمصممة مواطنة تعرف طبيعة وذوق نساء البلد وتقرأ أمزجتهم، استعد لهذا الموسم من كل سنة بتحضير مجموعة خاصة برمضان وعيد الفطر، وأقدم عادة تشكيلة مختلفة ومتنوعة من الجلابيات الجاهزة، التي تتلاءم مع مختلف الأعمار والفئات». عوامل ضغوط ومع كثرة الطلبات وضغوط العمل وسرعة نفاذ الوقت خلال رمضان، فإن معظم أسعار تطريز الجلابيات «المخورة» ترتفع وتتضاعف بشكل ملحوظ في الكثير من الأحيان، مما يشكل عوامل ضغوط إضافية على كواهل الأسر وميزانيهم الشهرية، حيث أوضحت إيمان جاسم 47 عام، تربوية، أن تزامن دخول موسمي رمضان وعيد الفطر في آن واحد، يحتم ارتفاع المصاريف التي تحتاجها الأسر في العادة، كما يرفع من المعدلات الشرائية وبالتالي يزيد الضغط المادي على كاهل أولياء الأمور، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين أنعم الله عليهم بكثرة البنات، ولتلبية رغبة وحاجة كل واحدة منهن لأكثر من ثوب وموديل، يتضاعف الطلب على محلات الخياطة، وللأسف يستغل الباعة وأصحاب المصلحة هذا الأمر رافعين الأسعار. عادات رمضانية وتؤيدها في الرأي «نجاة محمد» ربة أسرة، متأففة من ارتفاع نسبة أسعار الجلابيات في جميع الأسواق خلال هذه الفترة تحديداً مضيفة: «مع أن ارتداء الجلابية «المخورة» يعد تقليداً متبعاً من صميم عاداتنا الرمضانية، وجزءاً مهماً من طابعنا المحلي و مظهرنا الخارجي كنسوة من الإمارات، إلا أن في شهر رمضان الفضيل تتبارى محال التطريز في استعراض أحدث الألوان والخامات منها، ليبدأ معه مسلسل ارتفاع الأسعار بشكل متسارع حتى دخول موعد العيد، حيث يصل ثمن تطريز الجلبية العادية التي كنا نفصّلها بـ 300 درهم فقط إلى أكثر من 1000 درهم، كما ترفع المصممات المحليات من ثمن الجلابيات المطرزة للعيد لتتجاوز حاجز 2000 و3000 درهم حتى تصل أحياناً إلى أرقام عالية جداً، وهو أمر مبالغ فيه». وتيرة العمل ويبرر محي الدين محمد أحد الخياطين في سوق الشارقة القديم، ظاهرة غلاء الأسعار في رمضان، مشيراً إلى أن من الطبيعي أن ترتفع الأسعار أثناء المواسم والأعياد، فنحن ننتظر قدوم رمضان والعيدين بفارغ الصبر، فهم من أهم أوقات السنة، حيث تنشط خلالهما وتيرة العمل وتكثر الطلبات، فنرفع قليلاً من أثمان منتجاتنا، نظراً لزيادة حجم الطلب على تطريز الجلابية وتخويرها وشغلها بالكريستال، خاصة فئة الموديلات الجديدة التي نظهرها خصيصاً في هذا الشهر، ولكنني أعتقد أننا في مثل هذه الأسواق الشعبية، نبقى ضمن حدود المعقول والمقبول، مقارنة مع قيمة الشراء من المولات والمراكز التجارية الكبرى، فنحن وبلا شك نبيع بسعر يقل بكثير عن هؤلاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©