السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بنجلاديش: مئات العمال مشردون في قطر ويفترسهم المرض والجوع

بنجلاديش: مئات العمال مشردون في قطر ويفترسهم المرض والجوع
12 نوفمبر 2018 00:13

دينا محمود (لندن)

كشفت وسائل إعلامٍ في بنجلاديش النقاب عن محنةٍ جديدةٍ يكابدها مئاتٌ من عمال هذا البلد الآسيوي الفقير في قطر، بعدما حُرِموا لشهورٍ طويلةٍ من رواتبهم، مما أدى إلى أن تتقطع بهم السبل في الدويلة المعزولة بلا خدماتٍ أساسيةٍ مثل المياه النقية والكهرباء، لتفترسهم الأمراض المختلفة التي أفضت ببعضهم إلى الوفاة.
وقالت صحيفة «ذا ديلي ستار» المرموقة في العاصمة داكا، إن هؤلاء العمال البالغ عددهم 300 هم جزءٌ من 900 عامل قَدِموا من دولٍ في منطقة جنوب آسيا للعمل في قطر لحساب شركة «هامبتونز إنترناشيونال» العاملة في مجال العقارات، والتي تمتلك أكثر من 85 فرعاً في مختلف أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة - في تقريرٍ حمل عنوان «300 من العمال البنجلاديشيين تُرِكوا لكي يتعفنوا في مخيمٍ بقطر» - إلى أن معاناة هؤلاء العمال بدأت منذ مايو الماضي، أي حتى قبل اتخاذ الشركة التي يعملون لديها قراراً بوقف العمل في مشروعٍ إنشائيٍ قرب منطقة الشحانية التي لا تبعد عن الدوحة أكثر من 25 كيلومتراً.
وأوضح التقرير - الذي أعده بوريمول بالما - أن القرار الذي اتُخِذَ في سبتمبر الماضي بالتخلي عن المشروع، فاقم من الأزمة إذ أدى إلى تشريد العمال الذين كانوا يعملون فيه، ما أجبرهم على الاعتماد على تبرعات المنظمات الخيرية، التي تحاول مد يد العون إلى المهاجرين البؤساء الذين قادهم حظهم العَثِر للبحث عن قوت يومهم في «إمارة السخرة».
وبحسب الصحيفة، لا يجد العمال الثلاثمئة القادمون من بنجلاديش بداً من الاعتماد على هذه الجمعيات الأهلية غير الهادفة للربح في الحصول على وجبات الطعام اللازمة لإبقائهم على قيد الحياة والتي لا يتعدى عددها وجبتين في اليوم لكلٍ منهم، وهو ما أدى إلى تردي أوضاعهم الصحية على نحوٍ خطيرٍ.
وفي إشارةٍ إلى عدم الاكتراث القطري بحقوق العمالة الوافدة الموجودة في البلاد والتي يصل عددها إلى أكثر من مليونيْ شخص، شدد التقرير على أن محاولاتٍ عدةٍ بُذِلَتْ لصرف الرواتب المتأخرة لهؤلاء العمال ولكن دون جدوى، في ظل الموقف المتراخي للسلطات المعنية بحقوق العمال في الدوحة.
ونقلت الصحيفة عن واحد من هؤلاء العمال - رفض بطبيعة الحال ذكر اسمه - قوله إن هناك اثنين من زملائه، أحدهما من بنجلاديش والآخر من نيبال، قضيا نحبهما إثر إصابتهما بجلطاتٍ في المخيم الذي تديره في العادة الشركة العقارية، التي كان العاملان المتوفيان يعملان لحسابها.
وأشارت «ذا ديلي ستار» إلى أن العامل - الذي أجرت مقابلتها معه عبر الهاتف - قال إنه وزملاءه المتبقين على قيد الحياة، في حاجةٍ ماسةٍ إلى الانتقال لمخيمٍ آخر، لكي يتسنى لهم الحصول على الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء، وحتى يتمكنوا من الاستحمام الذي حُرِموا منه طويلاً.
وقال الرجل في هذا الصدد: «معظمنا يعاني كثيراً من آلامٍ في البطن. يتعين علينا أن نطلب حضور الإسعاف كل يومٍ تقريباً»، مُشيراً إلى أن الجمعيات الخيرية التي تقدم لهم العون والمساعدة، لا توفر لقاطني المخيم وقود الديزل سوى بين الحين والآخر، وهو ما لا يسمح بتوافر الكهرباء لهم إلا لساعتين أو ثلاث ساعات لا أكثر.
وأضاف العامل أن العمال الآسيويين الذين يمرون بهذه المحنة القاسية «لم يتلقوا رواتب خلال الشهور الستة الأخيرة» قائلاً: «إنهم يقضون أيامهم في حالة قلق، في ضوء أن أسرهم في وطنهم (بنجلاديش) تعتمد عليهم» في توفير متطلباتها الأساسية.
ويزيد الوضع سوءاً - حسبما أكد الرجل - بالنظر إلى أن مخيم الإقامة الواقع في ضواحي الشحانية تحول إلى «تربةٍ خصبةٍ للذباب والحشرات، لعدم وجود أي خدمة تنظيف».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©