عدد اليوم
بسام عبد السميع (أبوظبي)
يشهد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2018» في دورته الحادية والعشرين والذي ينطلق اليوم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وعلى مدار 4 أيام، إبرام شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» شراكات تجارية مبتكرة قادرة على تحقيق قيمة إضافية، متخذة من «أديبك 2018» ركيزة رئيسة لتنفيذ خطة العمل الجديدة لـ «أدنوك 2023»، وتسهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة وضمان الوصول إلى أسواق جديدة، ضمن استراتيجية لتنفيذ خطتها الرامية للتوسع خلال السنوات الخمس المقبلة. وتعمل «أدنوك» بشكل حثيث على استكشاف طرق جديدة ومبتكرة لبناء شراكات تعزز القيمة لأبوظبي وتحقق عوائد مجزية للشركاء، بما يسهم في جذب المزيد من الاهتمام والاستثمار الخارجي المباشر لدولة الإمارات وأبوظبي.
ويستشرف «أديبك 2018»، مستقبل الطاقة بصورة مباشرة للعام 2019، وتتركز التكنولوجيا المستخدمة في استثمارات الربط التقني والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي و«إنترنت الأشياء» والروبوتات.
ويضطلع قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات بدور رئيس بتحقيق نقلة نوعية في النمو العالمي، من خلال ضمان حصول الاقتصادات على إمدادات موثوقة من الطاقة ومنتجاتها، والاستفادة من التقدم السريع في التكنولوجيا الرقمية وتطبيقاتها مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وسلسلة الكتل، بما يعزز كفاءة قطاع النفط والغاز وقدرته على الاستجابة لنمو الطلب على الطاقة. وتستهدف «أدنوك» من استضافة وتنظيم «أديبك» والذي يجمع كل الأطراف المعنية للعمل بشكل فعال على ترسيخ مكانة أبوظبي و«أدنوك» كقائد مستقبلي للطاقة برؤية ثاقبة، من خلال إظهار القدرات التنظيمية في جمع قادة القطاع العالميين، والاستجابة للتوجهات الكبرى التي تؤثر على الاقتصاد العالمي عموماً وقطاع النفط والغاز بشكل خاص، والاستمرار في الارتقاء بـ «أديبك»، من حدث تجاري متخصص إلى منصة قيادة فكرية بالغة الأهمية من شأنها أن تضع دولة الإمارات وأبوظبي و«أدنوك» في مركز الحوار العالمي حول الطاقة، والدفع باتجاه بناء شراكات وفرص أعمال من شأنها إظهار القوة الناعمة لأبوظبي.
ويبحث المشاركون في «أديبك 2018»، الإمكانات الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا الرقمية وتطبيقاتها مثل الذكاء الاصطناعي، وتعليم الآلة والشبكات العصبية لتحسين عملية اتخاذ القرار، والمساهمة في تعزيز الكفاءة في كل مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، بدءاً من تقليل زمن عمليات الحفر، وصولاً إلى تحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط يتم إنتاجه.
ويشكل «أديبك 2018» ركيزة رئيسة لبدء تنفيذ خطة العمل الجديدة لـ«أدنوك» حتى 2023 والتي تم اعتمادها الأسبوع الماضي؛ بهدف زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام من 3.5 مليون برميل يومياً بنهاية عام 2018 إلى 4 ملايين برميل يومياً بنهاية عام 2020 وإلى 5 ملايين برميل يومياً خلال عام 2030، وزيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم خلال خمس سنوات.
وستقوم «أدنوك» بتطوير مشروع حقول «حيل» و«غشه» و«دلما» الواقعة في تكوين الصخر العربي في أبوظبي، والذي يقدر بأنه يحتوي على عدة تريليونات قدم مكعبة من الغاز القابل للاستخلاص، ومن المتوقع أن ينتج المشروع أكبر من 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، وذلك بعد الإعلان عن اكتشاف 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، وكذلك اكتشاف مليار برميل إضافية من النفط الخام. كما ستقوم الشركة باستغلال مصادر أخرى للغاز تشمل الأغطية الغازية وموارد الغاز غير التقليدية، إضافة إلى تراكمات جديدة للغاز الطبيعي سيستمر العمل على تقييمها وتطويرها مع متابعة الشركة لأنشطتها الاستكشافية.
وتشير المعلومات والعينات الأساسية التي تم الحصول عليها من مئات من آبار التقييم إلى أن المناطق الست الجديدة التي تم طرحها في أبريل الماضي للاستكشاف والإنتاج وتغطي هذه المناطق مساحة إجمالية تقارب 30 ألف كيلومتر مربع، وتحتوي على موارد كبيرة تقدر بمليارات عدة من براميل النفط وتريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي، وستعلن «أدنوك» خلال الربع الأول من العام المقبل عن ترسية تراخيص الجولة الأولى لهذه المزايدة التنافسية.
تعد الدورة الـ21 من معرض ومؤتمر «أديبك 2018»، الأكبر في تاريخ المعرض الذي انطلق عام 1984، حيث ارتفع عدد الوفود المشاركة للدورة الحالية إلى 10.4 ألف وفد مقابل 10.115 ألف وفد العام الماضي، وزاد عدد المتحدثين إلي 980 مقابل 959 متحدثاً، وزادت أجنحة الدول إلى 31 جناحاً مقابل 26 جناحاً خلال الدورة الماضية، وبلغت مساحة المعرض 155 ألف متر مربع مقابل 135 ألف متر مربع العام الماضي.
ويضم الحدث الاستراتيجي والتقني، نحو 980 متحدثاً، و161 جلسة منفصلة، إضافة إلى 35 جلسة، منها ثلاث جلسات وزارية، وعشر جلسات عالمية لقادة الشركات، وإحدى عشرة جلسة حوارية للمديرين التنفيذيين، فضلاً عن جلستي إحاطة صباحيتين على مستوى الرؤساء التنفيذيين تهتمان بالشأن المالي.
واعتمد «أديبك 2018» ثلاثة توجهات جديدة في قطاع النفط والغاز، تتضمن الانتقال التاريخي في استخدام الطاقة، من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق، والتسارع الكبير في الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي، والحاجة إلى تطوير صناعة النفط مع جميع الصناعات الأخرى لمواكبة هذه المتغيرات الجديدة. وتبحث الجلسة الوزارية الخاصة في «أديبك 2018» والتي تضم وزراء الطاقة والنفط في الإمارات والمملكة العربية السعودية وروسيا وأمين عام «أوبك»، الأهمية المستمرة للجنة المراقبة الوزارية المشتركة في استقرار الأسواق العالمية وإعادة تشكيلها، والاستراتيجيات والأطر التي يمكن تطويرها، والتوقعات لمستقبل الطاقة.
وبلغت حصة الشركات الدولية من إجمالي الشركات الحاضرة في المعرض 31%، وحصة الشركات الوطنية 28%، وحصة المتعاقدين مع شركات هندسية وإنشاءات 19%، وشركات الخدمات 11%، وشركات سلسلة القيمة المضافة 11%.
منصات «أديبك» التفاعلية تعزز التواصل مع الزوار والمشاركين والعارضين
تعزز منصات التواصل الاجتماعي دور أبوظبي وحضورها على الساحة العالمية، من خلال المؤتمرات والمنتديات المختلفة، وفي مقدمتها قطاع النفط والغاز، مستندةً في ذلك على استخدام أحدث التقنيات التفاعلية التكنولوجية للتواصل مع الزوار والمشاركين والعارضين. وتقدم هذه النسخة من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول، العديد من الحلول الرقمية لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات، عبر العديد من الخيارات الإلكترونية، ولعل أبرزها تطبيق الهاتف الذكي، والموقع الإلكتروني الرسمي للحدث، بالإضافة إلى موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«إنستغرام»، وغيرهما الكثير. ويعد تطبيق «أديبك» المتوافق مع أجهزة الهواتف الذكية أحد أفضل الوسائل للوصول الكامل والسريع إلى جميع الجلسات والبالغ عددها 161 وتضم 980 متحدثاً إلى جانب أكثر من 2200 شركة عارضة. ويعرض التطبيق مخططاً تفاعلياً وبثاً حياً لجميع الأحداث المصاحبة للمعرض، من خلال تلقي تحديثات مباشرة، وإشعارات توقيت الجلسات والمؤتمرات وتغطيات وسائل الإعلام، ويستعرض التطبيق جميع المتحدثين ومسمياتهم ومحاور الجلسات، بالإضافة إلى جميع الأحداث الرئيسة على مدار 4 أيام متواصلة.
